الكاتب والروائي كمال قرور لوكالة اخبار الشعر العربي

 الكاتب والروائي كمال قرور :

 ( حتى لو لم تفز الرواية كنت سأحتضنها وأفتخر بها )

 كمال قرور كاتب ينحت في الصمت بعيدا عن ضوضاء الضوء ، بدأ يكتب في الخاطرة أول ما بدأ ، بعدها جرب الشعر قليلا وكتب نصوصا شعرية نشرها هنا وهناك في أوائل التسعينات ، بعدها لوح للكتابة بالقصة القصيرة وكتب قصصا قصيرة ، لكن كل هذه التلويحات كانت تشتغل أعمق لصالح السرد الطويل / الرواية ، وكل هذه التلويحات جعلته يعزف لحنه الأول في هذا الفن وهو ” التراس / الفارس الذي اختفى” ، هذا اللحن الذي نال إعجاب لجنة القراءة الخاصة بجائزة مالك حداد للرواية والتي اختارته ليكون هو فارس الجائزة هذه المرة مناصفة مع الكاتبة جزيرة النجدي. كمال قرور الذي كرم هذا الأحد 20/01/2008 بجائزة مالك حداد بحضور نخبة كبيرة من أهل الثقافة والأدب وبحضور مميز للكاتبة والناقدة اللبنانية يمنى العيد التي تحضر لأول حفل توزيع جائزة مالك حداد في دورتها الرابعة ، أيضا بحضور أحلام مستغانمي راعية الجائزة . لكن غاب الروائي نبيل سليمان لظروف صحية . في هذا الحوار يتحدث كمال قرور عن الجائزة وعن مالك حداد ويمنى العيد وعن التراس عمله الروائي الأول المتوج بالجائزة وعن أمور أخرى نكتشفها معا.

 

 

حـاورتـه / نـوّارة لـحـرش

 

 

**: فزت بجائزة مالك حداد للرواية لعام 2007، فهل جاءت الجائزة لتنصفك حقا، وهل كنت تتوقع أن تكون أحد الفائزين بها؟ وكيف تلقيت خبر الفوز؟

 

** كمال قرور : دعيني أشاكس قليلا حتى لا تفرضي علي منطقك فأجيبك قدر السؤال. بصراحة، أتمنى أن أنصف الجائزة وأشرفها بمواصلة تقديم الجديد والممتع في مجال الإبداع مثلما واصل الذين فازوا بها قبلي، حتى لا يعتقد الناس أن هذا الفوز المفاجأة، صدفة أو خطأ.

بصراحة، كنت متوقعا أن تحظى هذه الرواية بالاحترام و التقدير من قبل لجنة التحكيم، والحمد لله أنها فازت.. وحتى لو لم تفز كنت سأحتضنها وأفتخر بها. أنا لم أكتب هذه الرواية للصالونات أو للبريستيج الأدبي، ولم أقم بتجميلها لأظهر براعتي الأسلوبية والفنية، إنما هي أرادت أن تكون فكانت، راودتني سنوات فاستسلمت لها في لحظة إحباط  – وليس من عادتي الاستسلام – وكان بيننا ما كان. أتمنى أن تعجب النقاد وتعجب القراء أيضا..وتضيف شيئا جديدا للرواية الجزائرية والعربية.

 

** : يمنى العيد هي واحدة من لجنة التحكيم،فهل يعني هذا أنك محظوظ لأنها كانت قارئة بتمعن للرواية ، وللفارس/ التراس ؟

 

** كمال قرور : أنا والحظ متخاصمان منذ مدة طويلة، كنت حين أدق بابه لا يفتح، وحين يدق بابي يجدني نائما أو مشغولا بأشياء أخرى، تشغلني عنه. ولكنه صالحني هذه المرة، وعوضني عن السنوات الصعبة التي إقتنعت فيها أني غير محظوظ ولا أصلح لشيء. الحقيقة أني سررت كثيرا لأن الناقدة يمنى العيد كانت في لجنة القراءة وهي ناقدة معروفة في الوطن العربي ولها مساهمة كبيرة في النقد الأكاديمي، وكنا في الجامعة ندرس كتبها. وسرني أكثر أن يحظى هذا العمل الأدبي التجريبي بقبولها وبقبول الروائي نبيل سليمان ،لا أخفي عليكِ :عندما قرأتُ تقريريهما شعرت بالراحة وبالمسؤولية لأنهما أعطياني الضوء الأخضر لبداية المشوار الصعب. مشوار الكتابة الذي ظللت لعقود أتهرب منه.

 

** : أخبرتني أنه تم تغيير العنوان من التراس وهو العنوان الرئيس إلى ملحمة الفارس الذي اختفى وهو العنوان الهامشي ، كيف تنظر إلى هذا الحذف الذي مس العنوان ؟

 

** كمال قرور : في أعراف النشر، من حق الناشر أن يغير العنوان إذا كان لا يحقق الرواج المطلوب، وأنا متفهم جدا، لموقف الأصدقاء في الإختلاف،لأن الرواية ستصدر في لبنان وتوزع في البلاد العربية، لكننا قبلنا الحرافيش ، وميرامار، والمتشائل واخطية بصدر رحب . ولكن السياق الذي كتبت فيه هذا العمل/ التراس / كان خاصا جدا.لقد كان العنوان حكاية الفارس الذي اختفى ، ثم تطور إلى ملحمة الفارس …ولما وصلت إلى التراس كأنما اكتشفت مركز الكون وربما طرت فرحا مثل ذاك الذي راح يصرخ يوريكا يوريكا.لأنه أعطاني البعد الجمالي الذي كنت أبحث عنه وأعطاني نفس الكتابة . لقد عدت إلى الحكاية الشعبية العربية، مستعيرا شكلها الفني من أجل تأصيل هذا الشكل الأدبي ، وانطلقت من خصوصية هذه المنطقة العربرية – على رأي صديقي الشاعر ناصر معماش – لتأكيد الإنتماء المغاربي إلى الفضاء العربي منذ فجر التاريخ حيث لن يستطيع أحد أن يبتر هذا الانتماء .وبحكم أني الوارث لهذا الشرق الثقافي ،كان علي أن لا أعيد بضاعته إليه مثلما فعل أسلافنا القدامى ظانين خطأ أن ذاك دورهم. إن الفضاء المغاربي الذي استطاع اليوم أن يصدر الفلسفة إلى المشرق حان الوقت أن يتجاوز مرحلة الاجترار لينتج خطابا أدبيا جديدا يغذي الخطاب العربي ويغنيه. 

 

 

** : قلت لي بأن هذا العمل ما هو إلا فرقعة أولى و صغيرة ،فهل يمكن أن تحدثنا عن الفرقعات الأخرى ؟

 

** كمال قرور : رجاء لا تورطيني ،لأكشف أوراقي منذ البداية.هذه الفرقعات إذا حدثتك عنها  كثيرا وهي غير مكتملة قد تصبح فقاعات،وأنا لا أريدها أن تكون كذلك . العمل عندي لا يكتمل حتى عندما أضع نقطة النهاية، فقد ألغيه وأعيده مرة أخرى.ورغم ذلك أتمناها أن تكون فرقعات حقيقية تعيد النظر في الأشياء وتقدم الشيء الجديد الذي يبحث عنه القاريء العربي .. 

 

** : ماذا تحكي رواية الفارس أو التراس ، هل لنا أن نعرف بعض أجواءها ؟

 

** كمال قرور : تلخيص عمل أدبي قد يكون ممتعا للقاريء والناقد معا، لكنه في الحقيقة،عقاب  كبير لكاتبه . التراس الذي يُعلم الناس كيف يحبون بعضهم ويحبون وطنهم ويحبون الحرية والعدالة والحق والنبات والحيوان والأشياء ، ويعلمهم كيف ينتصرون على الخوف الذي يسكنهم، هؤلاء هم الناس الذين خانوه بعد الثورة حيث اختفى في ظروف غامضة . نسي الناس مبادئه التي علمهم أياها وتخلوا عن حبيبته وتركوها تواجه تحرشات وجهاء البلاد الذين تقاتلوا فيما بينهم للظفر بها، بينما ظلت هي وفية لحبيبها المختفي .الرواية إنتصار للمرأة ، للشرف، للحب الإنساني بمفهومه الواسع ، للكرامة ، للتسامح ، للمعرفة ، للبطولة والتضحية. وإدانة للاستبداد والخيانة والجبن والاتكال والجهل والأنانية ..

 

 ** : سيصدر لك قريبا كتاب ضمن تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية فماذا تقول عنه ؟

 

** كمال قرور : الكتاب هو “خواطر الحمار النوميدي”، وهو في الحقيقة مقال صحفي بعثته أثناء الأزمة إلى إحدى الجرائد الوطنية لأوضح موقفي من كل ما يحدث. كنت رافضا لكل ما يحدث في البلاد وما يحدث للعباد، لكن المقال لم ينشر ولما استفسرت الأصدقاء قالوا لي : أنت مهبول ، هذا كلام خطير ولا ينشر.. فجاءت الفكرة وهي أن أنسب هذه الأفكار الخطيرة إلى حمار محلي. لكن المقال تطور إلى شكل فني آخر. حيث يقوم هذا الحمار النوميدي برحلة عجيبة للوصول إلى الحاكم ليبلغه تلك الرسالة وكان عليه أن يمر بالمير والكوميسار وزعيم السانتيكا وزعيمة النسوان وأمين الكتاب والجنرال ليأخذ التصريح بمقابلة الحاكم ، وكان في كل محطة يجد المسؤولين غارقين في مشاكل ، فيساهم بحنكته في الحلول، ويأخذ التصريح ويواصل طريقه .

 

** : سلمت روايتك الفائزة بجائزة مالك حداد للروائي الطاهر وطار كي يبدي رأيه فيها وفي الخط الكتابي الذي انتهجته فيها و الذي ترى أنك تريثت كثيرا قبل المغامرة فيه لأنك رأيت أنه غرائبي بعض الشيء ، لماذا وطار تحديدا ، و ما هي ملامح هذا الخط ؟

 

** كمال قرور : الحقيقة أنني سلمت المخطوطة إلى مجموعة من الأصدقاء لقراءتها ومن بينهم الروائي الكبير الطاهر وطار الذي أحترمه كثيرا، لأنه نموذج للمثقف الفعال الذي يبادر ولا ينتظر الآخرين، وله مواقف كثيرة شجاعة. وإضافة إلى ذلك، هو كاتب معروف له أسلوبه ومدرسته، إشتهر بانتمائه إلى الواقعية الاشتراكية وانتهى إلى التجريب،.ومعظم الكتاب الجزائريين خرجوا من معطفه أو برنيطته أو وكره الجاحظية وأنا أجد جذوري الأدبية في روايته الحوات والقصر. العودة إلى النبع العودة إلى الحكاية.وأجمل كتاب قرأته للطاهر وطار، هو وطار نفسه، وطار الشخص البسيط في تواضعه ، حديثه وسخريته وفعاليته، ونكته وأمثاله، حكاياته ، تواريخه ، دراية بالمكان ، ومعرفته للأشخاص.لهذا يهمني أن أعرف رأي وطار في عملي المتواضع بدون مجاملة.

 

** : ماذا تقرأ الآن ؟

 

** كمال قرور : الحقيقة أن الطاهر وطار هو من سلمني رواية الكوني “بيت في الدنيا وبيت في الحنين”  وقال لي هذا الكاتب يستحق جائزة نوبل للآداب.ولما قرأت الرواية أعجبتني كثيرا وخاصة لغتها الشيقة وعالمها الغرائبي الباهر. واحتفائها بالمكان وبخصوصيته، صراحة تمنيت أن أمتلك ناصية اللغة الراقية التي امتلكها هذا الكاتب البارع. وبعد الانتهاء منها قرأت دفعة واحدة رواية حميد عبد القادر ” مرايا الخوف ” ورغم أن حميد فضل الأسلوب الوصفي الكلاسيكي إلا أن ثقافته السياسية ودرايته بملفات الحركة الوطنية وثورة التحرير استطاع أن يعود إلى الذاكرة بسرد الحكايات ليكشف لنا الفظائع المسكوت عنها وصاغها في قالب فني جميل . 

 

** : في الأخير ماذا يقول التراس عبر نافذة هذا الحوار لروح مالك حداد الذي أنصفك بجائزته و للقاريء و لكمال قرور أولا و أخيرا .

 

** كمال قرور : رغم ما قدمه هذا الكاتب الكبير من أدب عذب ورقيق إلا أنه رحل في صمت .كم نحتاج اليوم إلى تفاصيل سيرته ودراسات عميقة عن أدبه.. شكرا للأستاذ بوطاجين الذي ترجم روايته الانطباع الأخير والأستاذ عبد السلام يخلف الذي ترجم ديوانه الشقاء في خطر. شكرا لأحلام مستغانمي التي أثثت رواية ذاكرة الجسد بكبريائه وشموخه ثم فكرت في إحياء روحه في هذه الجائزة المحترمة وشكرا للاختلاف التي جعلت هذا الحلم الجميل واقعا ملموسا وشكرا للتلفزيون الجزائري الذي يساهم في دعم هذه الجائزة .

في الأخير،أقول للقاريء العزيز: أتمنى من أعماقي أن تجد ضالتك في هذه الرواية وفيما أكتبه مستقبلا .

وأقول لنفسي: الجائزة ليست نهاية المطاف وليست قمة المجد ، إنها البداية لرحلة طويلة. أعترف الآن أني بدأت أتعلم الكتابة في الأربعين ولا يهمني إلى أي جيل أنتمي.. كم أشعر أني خارج لعبة الأجيال ..

 

حـاورته / نـوّارة لـحـرش

المصدر

مقالات الصحافة الجزائرية حول الجائزة

2008-01-22

تسليم جائزة مالك حداد للرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية
فاز بها مناصفة كمال قرور وعبير شهرزاد
سلمت جائزة مالك حداد للرواية في طبعتها الرابعة، مساء أول أمس الأحد، بالمكتبة الوطنية للفائزين بها مناصفة كمال قرور من سطيف، وعبير شهرزاد من قسنطينة، بحضور الروائية أحلام مستغانمي والناقدة اللبنانية يمنى العيد لأول مرة بالجزائر
وكانت لجنة تحكيم جائزة مالك حداد للرواية المكتوبة باللغة العربية وعلى رأسها الناقدة يمنى العيد قد قررت منح الجائزة مناصفة لكل من عبير شهرزاد عن روايتها مفترق العصور والصحفي كمال قرور عن رواية التراس• وقالت يمنى العيد في الكلمة التي ألقتها خلال حفل تسليم الجوائز إن المناسبة هي بمثابة الاحتفال بالإبداع الروائي الجزائري طالما أنها تحمل اسم أحد أهم الأقلام الجزائرية، وأضافت لقد ربحنا قلمين آخرين، وأشادت بالدور الذي تلعبه الروائية أحلام مستغانمي راعية هذه المبادرة في تخليد اسم مالك حداد وفي بعث الحركة الروائية الراقية خاصة في الوسط الشبابي الذي يحتاج إلى الدعم والتوجيه حتى يتمكن من شق طريقه إلى عالم الكتابة • ومن جهته، أثنى أمين الزاوي المدير العام للمكتبة الوطنية على المبادرة قائلا إن المبادرة هي بمثابة التحدي خاصة وأن المشرفين عليها من الوسط الأدبي، وأضاف الزاوي في هذا السياق أمنيتي أن تصبح جائزة دولة، كنت متخوفا من أن تشرف على هذه الجائزة أطراف سياسية والحمد لله أن القائمة عليها أديبة بحجم أحلام مستغانمي
ــــــــــــــــــــ
حمراوي وتوصار ينقذان جائزة مالك حداد بمضاعفة قيمتها المادية
بعد أن هددت مستغانمي بنقل الجائزة لبلد عربي آخر
استغلت الكاتبة الجزائرية المقيمة في بيروت أحلام مستغانمي فرصة حفل تقديم جائزة مالك حداد التي تشرف عليها في دورتها الرابعة، لتفتح النار على السلطات وكل الهيئات المتورطة في الوضع الذي آل إليه الواقع الثقافي في بلادنا
قالت أحلام مستغانمي إنني أفكر بجدية في نقل هذه الجائزة ابتداء من الطبعة القادمة إلى بلد عربي آخر ستجد فيه حتما ما يليق باسمها واسم المشرفين عليها من ترحاب ودعم، وربما تحولت إلى جائزة على مستوى عربي وأتمنى ألا يحتج أحدهم بذريعة وطنية على تهجير اسم واحد من رموز الأدب الجزائري، فقد أوصى محمد ديب بدفنه خارج الجزائر ولم يسأله أحد لماذا؟، وهاجمت مستغانمي في ذات السياق سياسة التهميش والإقصاء التي يلقاها رجال الفكر في الجزائر قائلة إني أشك في النوايا الحسنة لهذا الوطن تجاه مواطنيه، وأضافت تخصص البلدان العربية الأخرى مبالغ ضخمة لتقوية ساحة الفكر والكتاب على الرغم من افتقارها للإمكانيات عكسنا تماما فنحن نتمتع بالمال إلا أن ذلك لم يذهب عنا لعنة التخلف، وتساءلت مستغانمي قائلة هل الرداءة قدر الجزائري؟، ما أسهل في الجزائر اليوم أن تنهب من أن تهب؟ وأشارت إلى الوضعية المزرية التي غادر في ظلها معظم الكتاب الجزائريين الحياة، حتى ولو كان عملاق الأدب الجزائري محمد ديب على رأسهم، والشاعر الجزائري الذي عرض كليته للبيع ليلفت النظر إلى مأساته فيهب رئيس الوزراء العراقي لنجدته، بينما يعاني الناقد أحمد شريبط من مرض مزمن دون أن تشفع له كتبه وجوائزه في شيء • وأضافت مستغانمي في كلمتها إن ما يحدث هو استهداف للأجيال القادمة وأخاف أن تنقرض فيه الأخلاق التي تقوم عليها الأوطان بقلب المقاييس التي تجعل النزاهة والوطنية خيار أحمق بعد أن تغدو الجزائر جزائران واحدة للقلوب وأخرى للجيوب، وصعدت مستغانمي لهجتها قائلة ولى زمن الحياء فأصبح الذين سطوا على مالنا يعيشون محترمين بيننا برغم أن فضائحهم تغطي صفحات الجرائد، في الوقت الذي أصبح شباباننا يحلمون بتخطي عتبة هذا الوطن ويجازفون بأرواحهم في عرض مياه البحار• وفي خضم هذه المعركة الكلامية التي قادتها مستغانمي ضد المتسببن في هذه الوضعية، سارع مدير المؤسسة العمومية للتلفزيون حمراوي حبيب شوقي إلى احتواء غضبها بدعم الجائزة بـ20 ألف دينار جزائري أخرى مع العلم أنه يساهم منذ انطلاق هذه المبادرة سنة 2001، مؤكد تمسكه بهذه الجائزة ، ومن جهته أعلن حكيم توصار مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف عن مبادرة الديوان بإضافة 20 ألف دينار جزائري أخرى للجائزة
ــــــــــــــــــــ
 
كمال قرور صاحب رواية التراس
مستعد لإعادة قيمة الجائزة إذا لم يتم دعمها
أعرب الصحفي والروائي كمال قرور عن استعداده لإعادة المبلغ المادي الذي تحصل عليه في إطار جائزة مالك حداد للرواية في طبعتها الرابعة، عن روايته التراس•• ملحمة الفارس الذي اختفى، مناصفة مع الروائية عبير شهرزاد عن روايتها مفترق العصور، إذا لم يتم دعم الجائزة ماديا بالشكل الذي يستحقه اسم مال حداد والمشرفون على الجائزة والأدب الجزائري بشكل عام

ودعا قرور في الكلمة التي ألقاها أثناء حفل التكريم الذي نظم بالمكتبة الوطنية وزارة الثقافة ومتعاملي الهاتف النقال إلى رفع قيمة الجائزة لتحفيز الجيل الجديد على الكتابة والإبداع، وأكد أنه قرر إعادة المبلغ إذا لم تستجب هذه الجهات لدعوته، للمساهمة في رفع قيمتها في الطبعة اللاحقة، وقد أثار موقف كمال قرور إعجاب الحاضرين في الحفل بمن فيهم أحلام مستغانمي التي صفقت له بشدة وعانقته بحرارة• كمال قرور تحدث للفجر على هامش الحفل عن تجربته الأولى مع الرواية وعن الجائزة التي اعتبرها حافزا حقيقيا للإبداع والكتابة من جهة، وفرصة لإيصال أعمالنا لعدد كبير من القراء خاصة القارئ المشرقي من جهة أخرى، وقال إنه لم يتوقع فوز روايته، سيما وأنه تقدم بها للمسابقة قبيل أيام قليلة من موعد انتهاء آجال المشاركة، يذكر أن كمال قرور صحفي وقاص بدأ الكتابة منذ الثمانينيات وفضل التوقف عن الصحافة لما يقول إنها خيارات شخصية

ــــــــــــــــــــ  

عبير شهرزاد صاحبة مفترق العصور
توقعت الفوز بجائزة مالك حداد للرواية
عبير شهرزاد هو الاسم المستعار لكاتبة شابة من قسنطينة فضلت الابتعاد عن الأضواء، بعد أن وقعت باسم جزيرة النجدي روايتها الفائزة بجائزة مالك حداد للرواية في طبعتها الرابعة مفترق العصور• عن هذا الموضوع قالت للفجر إن هناك ظروفا تمنعها من الكتابة باسمها الحقيقي، وأضافت تأكد أن الأسماء المستعارة باتت ضرورية في بعض الأحيان للمحافظة على الحرية، لكن عبير شهرزاد التي قالت إنها لا تحب الأضواء ولا تسعى إليها لأنها عابرة سبيل، لم تتردد في الإدلاء بتصريح للتلفزيون الجزائري، وبعد ذلك قالت للفجر لا أعرف ماذا بعد هذه المواجهة مع التلفزيون••• وعن جائزة مالك حداد، قالت الروائية بصراحة، لقد توقعت الجائزة، لأنني بذلت جهدا خمس سنوات قبل الحصول عليها، فحين لا أحصل عليها ستكون صدمة كبيرة لي، لكن والحمد لله، تحقق الحلم• حلم عبير شهرزاد في الظفر بجائزة مالك حداد تحقق، ولا شك أن أحلام القراء برواية جزائرية متميزة قد تحققت أيضا، رواية مفترق العصور، صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون في طبعة أنيقة، مع رواية التراس•• ملحمة الفارس الذي اختفى للروائي كمال قرور، الروايتان عرضتا للبيع بالمكتبة الوطنية على هامش حفل
التكريم
ــــــــــــــــــــ  

تاريخ المقال 21/01/2008

في طبعتها الرابعة: جائزة مالك حداد مناصفة بين قرور وشهرزاد
أحلام‮ ‬مستغانمي‮ ‬تطلق‮ ‬رصاصة‮ ‬الرحمة‮ ‬على‮ ‬عاصمة‮ ‬الثقافة‮ ‬العربية

بحضور مميّز للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي والاديبة اللبنانية يمنى العيد، أقيم أوّل أمس بالمكتبة الوطنية، حفل تسليم جوائز جائزة مالك حداد للرواية الجزائرية والّتي فاز بها مناصفة كل من كمال قرور عن روايته التراس.. الفارس الذي اختفى وعبير شهرزاد عن مفترق‮ ‬العصور‮.‬

كما عبّر قرور في كلمته بالمناسبة عن شكره لصاحبة رائعة ذاكرة الجسد لفتحها المجال للمبدعين الشباب للدخول إلى ميدان الرواية العربية، واعتبرها بداية لرحلة طويلة، ووعد بإعادة مبلغ الجائزة للمساهمة في الدورة المقبلة في حالة ما إذا لم تقم وزارة الثقافة او إحدى شركات‮ ‬الهاتف‮ ‬النقال‮ ‬بالمساهمة‮ ‬فيها‮ ‬لرفع‮ ‬قيمتها‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬تحفيز‮ ‬الجيل‮ ‬الجديد‮ ‬على‮ ‬الكتابة‮ ‬والإبداع،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬اختارت‮ ‬عبير‮ ‬شهرزاد‮ ‬أن‮ ‬تبقى‮ ‬في‮ ‬الظلّ‮. ‬
الجدير بالذكر انّ لجنة تحكيم هذه الجائزة تتكوّن من يمنى العيد الاديبة اللبنانية التي حضرت لأول مرة إلى الجزائر، ومن سوريا الروائي نبيل سليمان، كما تتكفل دار العربية للعلوم بنشر هذه الأعمال كما فعلت في الطبعة الماضية.
جائزة مالك حداد، تأسست منذ ثماني سنوات، وتنظم كل سنتين، فاز بها مجموعة من الأدباء الذين فتحت لهم الباب للدخول إلى عالم الأدب والرواية العربية، منهم: إبراهيم سعدي، عيسى شريط، حسين علام، إنعام بيوض.. وهي تحظى بتمويل كل من التلفزيون الجزائري والديوان الوطني‮ ‬لحقوق‮ ‬المؤلف‮ ‬والحقوق‮ ‬المجاورة،‮ ‬ورابطة‮ ‬الاختلاف‮. ‬
ــــــــــــــــــــ

جائزة‮ ‬مالك‮ ‬حداد‮ ‬خارج‮ ‬الجزائر‮ ‬بداية‮ ‬من‮ ‬العام‮ ‬القادم
أحلام‮ ‬مستغانمي‮ ‬تطلق‮ ‬رصاصة‮ ‬الرحمة‮ ‬على‮ ‬عاصمة‮ ‬الثقافة‮ ‬العربية

اختتمت أحلام مستغانمي حضورها لتوزيع جائزة مالك حداد في طبعتها الرابعة لتفتح النار على عاصمة الثقافة ووزارة الثقافة لعدم دعمها لجائزة مالك حداد التي تدخل هذا العام طبعتها الرابعة، واصفة تظاهرة 2007 بالكرنفال الذي تناسل وأنجب من رحم سنة الجزائر في فرنسا التي لم تترك أي اثر خارج خزينة الجزائر، في نفس السياق قالت صاحبة الثلاثية إنها كانت تتمنى أن تشهد تظاهرة عاصمة الثقافة العربية دعما لجائزة مالك حداد أو إنشاء ما يفوقها احتراما من اجل خدمة الإبداع والأجيال الجديدة في بلد ظلت أقداره تبارك الأيدي التي تنهب وتقص‮ ‬تلك‮ ‬التي‮ ‬تكتب‮ ‬وتأسفت‮ ‬المتحدثة‮ ‬عن‮ ‬أن‮ ‬الحدث‮ ‬الذي‮ ‬عاشته‮ ‬الجزائر‮ ‬لم‮ ‬يساهم‮ ‬في‮ ‬تحريك‮ ‬الفعل‮ ‬الثقافي‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮ ‬ولم‮ ‬يعلي‮ ‬اسم‮ ‬الجزائر‮ ‬في‮ ‬الوطن‮ ‬العربي‮ ‬الذي‮ ‬بذريعته‮ ‬أنشأنا‮ ‬التظاهرة‮.‬
وذهبت صاحبة ذاكرة الجسد بعيدا عندما نددت بتهميش المثقفين والكتاب وتركهم لأقدارهم التعيسة، لأن المجتمع الجزائري يعيش أزمة القيم التي أعلت من شأن السراق وأطاحت بالنزهاء والوطنيين قائلة إن الذين سطوا على مالنا يعيشون محترمين بيننا رغم أن أخبارهم تغطي صفحات الجزائر كما دعت الكاتبة المغتربة لمحاسبة السراق ومختلسي الأحلام والثروات، وفي نفس النهج طالبت مستغانمي باستعادة كرامة المثقف والكاتب بتكريمه حيا بأن نضمن له كرامة المواطن قبل الكاتب لأن الكتابة كما قالت ليس وجاهة على حد قولها.
مستغانمي استغلت الفرصة والحضور الكثيف للمسؤولين والمثقفين لتقيؤ صمتها الطويل وحقدها الدفين على أوضاع الثقافة والمثقف في الجزائر، وذهبت إلى أقصى حدود الفضح عندما تحدثت عن الهجين اللغوي في الجزائر وموت أصحاب الشهادات في عرض البحر وهم يحلمون بلاد الالدورادو عن النخبة المهشمة والتي اضطرت أن تغادر البلد إلى الخارج، لتختم تدخلها بقرار تهجير جائزة مالك حداد إلى خارج الجزائر لدولة عربية أخرى ستكون لبنان أو الإمارات على الأرجح لتلقى الدعم الذي يليق بها ويليق بمؤسسيها وأكدت مستغانمي انه لا احد بعد اليوم سيلومها على‮ ‬تهجير‮ ‬اسم‮ ‬جزائري‮ ‬خارج‮ ‬الحدود‮ ‬بذريعة‮ ‬الوطنية‮ ‬لأن‮ ‬الكاتب‮ ‬يملك‮ ‬سطوة‮ ‬اسمه‮ ‬ولا‮ ‬احد‮ ‬يلومه‮ ‬في‮ ‬أن‮ ‬يصنع‮ ‬بصمته‮ ‬أو‮ ‬بموته‮ ‬موقفا‮.‬
ــــــــــــــــــــ
‬زهية‮ ‬منصر‮/ ‬أمال‮ ‬عزيرية/نوال‮ ‬بل
يلي

ــــــــــــــــــــ ‮ ‬

أحلام مستغانمي تنقل مالك حداد خارج الجزائر

قررت الروائية أحلام مستغانمي أن تنقل جائزة مالك حداد إلى بلد عربي ”يجيد الترحاب والدعم للجائزة”. وانتقدت راعية الجائزة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 حينما لم تفكر في تخصيص جزء من ميزانيتها الكبيرة لدعم جائزة مالك حداد للرواية الجزائرية. وتسلم كمال قرور وعبير شهرزاد، أمس، جائزة مالك حداد للرواية المكتوبة باللغة العربية، مناصفة والمقدرة قيمتها بـ40 مليون سنتيم، تضاعفت في آخر لحظة بعد إعلان كل من حمراوي حبيب شوقي، مدير التلفزيون، وحكيم توسار، مدير ديوان حقوق المؤلف، عن قيمة مالية إضافية لصالح الجائزة. هذه الأخيرة التي قررت بشأنها صاحبة ”ذاكرة الجسد” أن تنقلها إلى خارج الحدود الجزائرية بعد أن تابعت الرداءة.. والحالة غير الصحية للأجواء الثقافية طيلة تظاهرة 2007، معتبرة إياها وليدة طبيعية لمهزلة سنة الجزائر بفرنسا في .2003 مستشرفة المستقبل بقولها أن ”مثل هذه المهرجانات ستتناسل لاحقا لتعري عوراتنا أكثـر من تصدير وجهنا الجميل”.

 

المصدر :الجزائر: نبيلة سنجاق
2008-01-21

مالك حداد للرواية: بين فرحة توزيع الجوائز وإضافة دعم مضاعف للجائزة

في طبعتها الرابعة التي أضافت اسمين أدبيين جديدين للأدب الجزائري
مالك حداد للرواية: بين فرحة توزيع الجوائز وإضافة دعم مضاعف للجائزة

الاحد 20 جانفي 2008   الموافق  12 محرم 1429

وزعت مساء يوم الأحد جائزة مالك حداد للرواية الجزائرية التي فاز بها كل من الكاتبين عبير شهرزاد عن روايتها “مفترق العصور” وكمال قرور عن روايته “الترّاس”.. مراسيم حفل توزيع الجائزة جرت وسط حضور ثقافي مكثف، ترأسته الروائية أحلام مستغانمي والناقدة اللبنانية يمنى العيد. والجائزة يرعاها كل من التلفزيون الجزائري والديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة وجمعية الاختلاف.
الفرحة في قاعة “محمد الأخضر السائحي” بالمكتبة الوطنية كانت كبيرة ومزدوجة بعد التصريح المشترك الذي أعلنه المدير العام للتلفزيون الجزائري حمراوي حبيب شوقي وكذا المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة عبد الحكيم توسار بمضاعفة المساهمة المالية التي دأب عليها الطرفان منذ سنوات، وذلك من أجل استمرارية العطاء الثقافي وتكريس ثقافة “التقدير”.
جاء هذا التصريح عقب “اللوم” الذي أبدته الروائية أحلام مستغانمي إزاء الإغفال الذي لاقته جائزة المبدع مالك حداد، معتبرة أنّ ذكرى الرجل الكاتب تستحق كل التكبير والإكرام، وقد أكدت الروائية على أنها طرقت الكثير من الأبواب من أجل الحصول على الدعم والمساعدة لهذه الجائزة لكنها ظلت مغيبة دون أيّة التفات، وهو ما دفع بها إلى التفكير في منابر عربية أخرى تحتضن الجائزة.
على هامش هذه الأحداث نوهت الناقدة اللبنانية بروايتين آخرتين شاركتا في المسابقة وهما رواية “هايمر” لفارس كبيش، ورواية ريح ومجاريح لعبد الباقي كربوعة.

كمال قرور، الفائز مناصفة بجائزة مالك حداد للجزائر ينوز

  كمال قرور، الفائز مناصفة بجائزة مالك حداد

كيف اشتغلت على رواية ”التراس” و هل كنت تنوي منذ البداية إرسالها للمشاركة في جائزة مالك حداد للرواية؟

كلا، نص رواية ”التراس” نص قديم نوعا ما· كان في البدء قصة قصيرة، كتبتها عام .2002 ثم، لاحقا، شرعت شيئا فشيئا في تطوير النص وإثراءه بتأن· أما عن المشاركة في المسابقة، أذكر بأنني علمت بها أسبوعين فقط قبل اختتام الآجال، وذلك عن طريق الصحافة الوطنية· أرسلت المخطوط وأنا جد متيقن بأن بإمكاني المنافسة

والرهان على حظوظي· أؤكد بأنني لأول مرة شعرت بأنني كتبت نصا جادا·

يميل نص الرواية أكثـر إلى تأصيل التراث الشعبي؟

أكيد، أنا أميل أكثر إلى تأصيل التراث الشعبي، هذا المخزون الذي ظل يسكنني منذ سنوات الجامعة، مع العلم أنني خريج معهد الأدب العربي، بجامعة قسنطينة· أقر بأنني جد معجب بالتراث الشعبي الجزائري، استمالتني روايات ”الحوات و القصر” للطاهر وطار، ”ألف عام

وعام من الحنين” لرشيد بوجدرة، وبالأخص ”نوار اللوز” لواسيني الأعرج التي أثارتني، وكانت دافعا للاطلاع على التغريبة الهلالية· وفي الأدب العربي تعجبني روايات المصري جمال الغيطاني، أما في الأدب العالمي فأذكر غابريال غارسيا ماركيز الذي سحرني بمائة عام من العزلة·

ماذا بإمكان هذه الجائزة أن تضيفه لمسارك الإبداعي؟

لا اخفي عليك بأنني فشلت في العمل الصحفي في كثير من الجرائد الوطنية، فانسحبت لا حقا إلى الأعمال الحرة بمدينة العلمة· لكنني صرت اليوم واثقا أكثر من أي وقت مضى

بأنه  يمكنني استعادة شغف الكتابة· أنا أحضر حاليا لنص روائي جديد، تحت عنوان ”فونطوش، سيد الخراب”.

س·خ

المصدر الجزائر نيوز

البوم صور حفل استلام جائزة مالك حداد بتقنية الفيديو

هذا البوم صور حفل تسليم جائزة مالك حداد للكاتب والصحفي كمال قرور

ملاحظة لطلب اي صورة من الصور الموجودة بالفيدو

ارجو مراسلتي على الايميل الخاص  

الروائي كمال قرور الفائز بجائزة مالك حداد في ضيافة النور

الروائي كمال قرور الفائز بجائزة مالك حداد في ضيافة النور

 src=https://i0.wp.com/www.alnoor.se/images/gallery/galleryin/news/news_10/46.jpg

بعد تراكم المعرفة والخبرة، فاضت الكتابة دون أن أدري

 

اختارت جائزة مالك حداد التي تنظمها رابطة كتّاب الاختلاف، والروائية أحلام مستغانمي هذه المرة، “فارس” كمال قرور “الذي اختفى” فائزا بطبعتها الجديدة، بعد أربعة قرون من نهاية عصر الفروسية على يد الأسباني ميغيل دي سيرفانتس و”دونكيشوته”، عن الجائزة والفروسية، والسيرة الهلالية تحدثنا مع كمال فيما يلي:

حاوره: الخير شوار

 

النور : سارفانتس بـ”دون كيشوته” سخر من الفروسة وأنهى عصر الفرسان، ما الذي جعلك تحاول إعادة الاعتبار للفروسية في غير عصرها؟

كمال قرور : إنها المفارقة يا صديقي. أنا أشتغل الآن على المفارقة. ولهذا تجدني أعبر الأزمنة والعصور بحثا عن شيء ما، قيمة ما، فضيلة ما. صحيح لقد انتهى عصر الفرسان في أوربا باكتشاف البخار وانطلاق الثورة الصناعية ودخول أوروبا عصر الحداثة ثم ما بعد الحداثة مجتمع المعرفة والاتصالات. هذه مجتمعات تعيش داخل حضارة لها نسقها الخاص فهي منسجمة ومنطقية. أما نحن في العالم الثالث أو الرابع أو المتخلف أو المصّر على التخلف فإننا نعيش خارج الحضارة. نعيش البداوة السافرة بكل تجلياتها، والبداوة تمجد الفروسية وان كانت بداوتنا اليوم هي أمسخ بداوة وأغبى بداوة لأنها تعيش أوهامها الدونكيشوتية على تخوم الحضارة الحالية.

 

النور : أكثر الناس يعرفون كمال “ذلك الصحفي الذي اختفى”، فماذا عن كمال قرور وعلاقته بعالم الأدب؟

كمال قرور : اعلم يا صديقي غفر الله لنا ولك، أن العشرية الحمراء التي قابلتنا بوجهها العبوس هي التي مرمدتني وأفشلت كل مشاريعي الاقتصادية والإعلامية، فكنت أخرج من تجربة فاشلة لأدخل تجربة أكثر مرارة ولهذا أصبحت ابن الفشل المدلل. إن لم أكن أنا الفشل نفسه. ورغم ذلك أعيد الكرّات حتى لو كانت فاشلة مسبقا، لأن صوتا بداخلي يقول لي دائما ستنجح يوما يا ولدي. .

إني أشبه سيزيف اليوناني الذي تتغنى به الأسطورة مثالا للتحدي. لقد ظللت أصعد وأهبط حاملا صخرتي الثقيلة حتى شاب رأسي وذقني و…ولكني عازم على وضعها في القمة، هذا على مستوى الحياة اليومية وليس على مستوى حياة الكتابة، لذلك أصبحت أشعر أني أفضل من هذا السيزيف لأنه شخصية أسطورية من خيال بينما أنا شخص من لحم ودم، وابن الواقع.

الحقيقة أني كنت مولعا بالأدب منذ شبابي. نشرت عدة محاولات في الجرائد الوطنية، لكني لم أكن مقتنعا بما كتبت، لأن الجديد المتميز الذي كنت أحلم به لم أستطع للأسف أن أكتبه.

وبعد دخولي عالم الصحافة التي كانت حلمي منذ الطفولة قررت أن أضع حدا لهذا الكاتب -الذي كنته- والذي يكتب كلاما منمقا خال من أدنى تجربة وليس له أي موقف يذكر. هذا الكاتب الذي كان يتطلع إلى مجد لم يكن في مستواه قررت بيني وبيني أن أتخلص منه وأتفرغ للصحافة.

صراحة، الصحافة فتحت آفاقي وجعلتني اندمج أكثر في المجتمع وأتعلم “التسوفيج” والجرأة والوقاحة وصحّانية الوجه. اكتشفت بعد مدة أنني لم أكن أعرف الواقع فكيف أكتب عنه. وهذا لا يعني أني ابتعدت -في هذه المرحلة – عن القراءة الأدبية ومتابعة المشهد الثقافي. كانت هوايتي القراءة ومتابعة المشهد من بعيد لذلك لم أدخل الصراعات الوهمية، والتصفيات القذرة، ربما أنقذتني الصحافة من دنس المشهد الثقافي السائد.

لكن بعد توقيف جريدتي في مطلع الألفية الجديدة والحكم علي بالسجن غير النافذ، وخروجي من الحقل الذي كنت أعتقد أني لا أعرف شيئا آخر سواه.. اكتشفت عالما آخر وهو التجارة التي لم أحلم يوما ممارستها. في هذه المرحلة التي لم تكن جيدة أيضا. عرفت أشياء كثيرة لم أعرفها لما كنت صحفيا.

هذه الفترة كانت فرصة للقراءة وإعادة القراءة والتأمل ومراقبة سلوكات الناس وطرح أسئلة كبيرة ذاتية وموضوعية. بعد تراكم المعرفة والخبرة فاضت الكتابة دون أن أدري.. كنت كل حين أختلي إلى حاسوبي العزيز ليال وليال ويكون الإمتاع ثالثنا، أفرغ شحناتي وأذهب إلى النوم دون أن أعرف تفاصيل ما كتبت أو نوعه. وبعد مدة تراكمت النصوص وكان علي أن أبذل مجهودا جبارا لفرزها.

 

النور : وهل كنت تتوقع هذا التتويج وأنت في “سن الأنبياء”، الذي ليس بالضرورة سنا للفرسان؟

كمال قرور : إن لم يكن في هذا السؤال خبث ومكر. دعني أصارحك يا صديقي بما يلي: كنت أحفظ مقولة لشيخي الجليل كونفوشيوس يقول فيها: “من بلغ الأربعين ولم يسمع به الناس فهو ميت”، وكنت أقول في نفسي: صدق شيخي، من عاش أربعة عقود ولم يقدم لنفسه ولغيره شيئا مهما فهو حقا ميت. ولكني صراحة لم أبرمج هذا الشيء الذي يجب أن أقدمه للناس. ربما كانت هذه الرواية التي تقول عنها أنها تمجد الفروسية التي انتهت ولكني أدعوك لقراءتها بتأن ستكتشف هذا الواقع المأساوي الذي وصلنا إليه ولم نستطع الخروج منه للأسف.. صراحة كنت أعتقد أن هذا النص سيفوز وقلت ذلك للروائي بشير مفتي عندما استلم المخطوط.. لم تكن تهمني الجائزة بقدر ما كان يهمني أن أقول للناس أنا موجود. وأعود إلى سؤالك الخبيث لأقول لك: أن ما جئت به في سن الأربعين هو كتابي الذي أفخر به “الكتاب الأزرق أو العقد الحضاري بين الدولة الراعية والمواطن الفعال”، يعكس وجهة نظري في الثقافة السياسية بين الحاكم والمحكوم. هذا المشروع الطوباوي الذي أقدمه للشباب هو الجسر بين مرحلة الفروسية ومرحلة المواطنة.

 

النور : لك حكاية غريبة بالسيرة الهلالية وبالتغريبة التي تلقي بظلالها واضحة في هذا المتن المتوج بجائزة مالك حداد، ما سر تلك الحكاية؟

كمال قرور : التغريبة الهلالية قرأتها مرات وأعجبت بها كثيرا، وأعدت كتابتها بأسلوبي الخاص لكنها ضاعت مني أثناء الانتقال من نظام ماكينتوش إلى نظام مايكروسوفت، وتأسفت كثيرا. لكني أعدت كتابتها بأسلوب مغاير وفق رؤية فيها إسقاط على ما يحدث اليوم وسررت لأني اكتشفت فيما بعد دراسة شيقة للباحث المغربي سعيد يقطين يقدم فيها نفس القراءة التي اهتديت إليها.

هذه التغريبة أسميتها ” التخريبة الهلالية ” لأن الهلاليين بعد أن أكلوا كل الأقوام الذين ينافسونهم الكلأ والماء أكلوا بعضهم في صراعات وهمية. هذه الرواية تعالج الإشكالية نفسها التي تعالجها رواية التراس- ملحمة الفارس الذي اختفى، ولكن بأسلوب تجريبي مختلف.

 

النور : زيادة على التراث الشفوي، تحضر الصحافة بقوة في كتابتك الأدبية، بالكلمة “السافرة” الجارحة، هل كان الأمر اختيارا؟

كمال قرور : أنت محق، التراث الشفوي الذي عرفت قيمته في الجامعة أصبح جزءا من اهتماماتي ومطالعاتي وهذا التراث الغني صنع ذاكرتي ومخيلتي وفرض علي شكل الكتابة الجديدة.

لقد قرأت شيئا يسيرا من الأدب الجزائري والأدب العربي والأدب العالمي، لكن هذا التراث الشفوي أسرني، ولهذا أشعر أني امتداد للراوي والحكواتي والمداح وربما اشتغالي بالصحافة ساهم كثيرا في هذا المنحى. أما الكلمات السافرة والجارحة فهي امتداد للواقع الذي أعيش فيه فهو لا يخلو من الكلمات النابية والقبيحة والسافرة فالناس في حديثهم يقولون أكلنا امرأة ونكحنا البيتزا.. فهذا الانحراف اللغوي له دلالات ويحتاج إلى تعامل جديد.

 

النور : ما ذا عن السياسة التي لا يكاد يخلو نص لك منها؟

كمال قرور : ماذا تقصد بالسياسة أولا؟ إذا كنت تعني بالسياسة، علاقة الفرد بالدولة وكيفية تنظيم هذه العلاقة، فهذا هاجسي المركزي الآن. عندما يستحيل التغيير أسفل الهرم لابد أن يكون من أعلاه. فالقرار السياسي له دوره في توجيه بوصلة الناس، وإذا كان رب البيت للدف ضاربا فأنت تعرف كيف تكون شيمة أهل الدار. العلاقة بين الحاكم والمحكوم ليست على ما يرام في مجتمعاتنا، ليس هناك انسجام بين الطرفين، وهذا ما يوفر لي المادة التي أشتغل عليها.

وإذا أردت أن تعرف اهتماماتي بقصص الحب والغرام والهيام فأنصحك بقراءة مجموعتي القصصية التي عنوانها “رجل يستحق أن يعشق” وهي تؤرخ لتجارب الحب المستحيلة والساذجة والمجنونة والعفنة. وخلاصة هذه التجربة هي أن المجتمع الذي لا تنمو فيه علاقات الحب طبيعيا هو مجتمع بالضرورة فاسد سياسيا واقتصاديا.

 

النور : وكيف تقرأ المشهد الروائي الجزائري، وفق منظورك الخاص للعملية الأدبية؟

كمال قرور : الكتاب الرواد ما زلوا يثرون الساحة الأدبية برواياتهم رغم أنهم أخذوا حقهم من النقد بينما الجيل الجديد مازال يقدم نماذج تلو النماذج في غياب النقد والغربلة، ولكن عندما يكون هناك إصرار على تقديم البديل -بعد تجربة الراهن الساذجة – فهذا جيد. الطاهر وطار لما سلمته روايتي ليقرأها قال لي “هناك روائي واحد يستحق جائزة نوبل وهو إبراهيم الكوني عندما قرأت رواياته شعرت بالخجل” والروائي رشيد بوجدرة قال في حديث لصحيفة وطنية أن هناك كاتبا يأتيه كل عام برواية جديدة وهو يكرر نفسه وللأسف الروائي الكبير لا يستطيع أن يذكر اسمه للقراء كما لا يستطيع أن يقول له هذا الكلام حتى لا يجرحه. إنها كارثة المجاملة.

بين هذين الموقفين المتناقضين بين الكاتبين الكبيرين كيف تريدني أن أحدد موقفي؟ لن أتهرب من سؤالك أنت تعرفني لا أجامل ولا أنافق ولكن قريبا ستعرف موقفي الذي لا أخالك تجهله.

 

النور : بعد هذا التتويج، هل تتفرغ للكتابة الرواية؟، أم تبقى “تبشر” بمشاريع المجتمع “الفاضلة” التي شغلت بها نفسك طويلا؟

كمال قرور : سأكتب الرواية حتى يجف مدادي وأدعو إلى جمهوريتي الفاضلة في كل ما أكتبه وأقوله. إنها الجمهورية الراعية التي يحكمها الحاكم الراعي ويعيش فيها المواطن الفعال بسلام وأمان حيث الكفاءة والمبادرة والفضيلة والعلم. هذه الجمهورية لا يعيش فيها البواطن البهسان الغريزي الكسول. إنها خلاصة قراءتي لفكر أستاذي الكبير مالك بن نبي.

وبالمناسبة سأطالب بحقي من البترول لان النظام الذي فشل في تحويل ريع البترول إلى تنمية مستدامة ويكدس المليارات في البنوك الأمريكية ويترك البواطنين يلهثون وراء البطاطا والحليب والزيت غير مؤهل ليتصرف بحصتي كما يشاء وكأني قاصر. سأسدد كل ديوني بما فيها ديون تعليمي، والباقي أستثمره في جمهوريتي.

 

الخير شوار

المصدر مركز النور 

كمال قرور الفائز بجائزة مالك حداد للرواية لـ''الخبر''

كمال قرور الفائز بجائزة مالك حداد للرواية لـ”الخبر”
الأنواع الأدبية الشعبية أعطتني ثقة كبيرة في الموروث الشعبي

 بدأ كمال قرور بكتابة القصة القصيرة منذ وقت مبكر، لكنه لم يقتنع بما كان يكتبه من حيث الشكل والمضمون. وبعد دخوله عالم الصحافة تخلى عن الكتابة الأدبية، لكنه سرعان ما عاد إليها، فتحصل على جائزة مالك حداد للرواية  بروايته ”الترّاس.. ملحمة الفارس”، مناصفة مع كاتبة مجهولة استعملت اسما مستعارا. وفي هذا الحوار الذي خص به الخبر يتحدث قرور عن تجربته في الكتابة.
 اعتمدت في كتابة رواية ”التراس” على أسلوب هو مزيج بين الأسلوب الحداثي والتقليدي، لماذا هذه التقنية؟
أسلوب الكتابة وشكلها فرضا نفسيهما عليّ في كتابة هذه الرواية وبقية الروايات، وكذلك القصص القصيرة. كان عليّ أن ابحث عن أسلوب وشكل يستوعبان أفكاري وخيالي ليستوعبا هذا الواقع العجيب المريب. لما رأيت الناس يتفاعلون مع الخرافة والأسطورة كان عليّ أن أحطم كبرياء هذا الواقع و”أُأَسطره” ليصبح التجاوب معه ايجابيا. ربما لأني اقتنعت أخيرا بهذا، بعد أن اقتنعت به منذ المرحلة الجامعية؛ حيث انجذبت إلى الأشكال الروائية التي اختارت التأصيل مثل موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح والزيني بركات لجمال الغيطاني والف وعام من الحنين لبوجدرة والحوات والقصر للطاهر وطار ونوار اللوز لواسيني لعرج..الخ. بعد اكتشافي للأدب الشعبي ولقيمته الفنية والاجتماعية والحضارية، أدمنت على قراءة السير الشعبية والحكايات والأساطير والأمثال. هذه الأنواع الأدبية الشعبية أعطتني ثقة كبيرة في الموروث الشعبي، وخاصة بعد أن أصبحت أنظر إلى بعض الأعمال الأدبية الواقعية بنظرة الريبة؛ لأنها تستنسخ تجارب الآخرين وتشوه واقعنا المختلف. لما اكتشفت في الجامعة التحليل الحضاري لمالك بن نبي نبهني إلى أن واقعنا ليس بالضرورة هو الواقع الأوروبي؛ لأن أوروبا تعيش الحضارة بينما نحن نعيش خارج الحضارة. لهذا اكتشفت فيما بعد أن الواقع الذي وصفه  ديستوفيسكي وهمنغواي وكافكا ومورافيا وبروست وجويس، ليس واقعنا، ومن العيب أن نستنسخ أشكال هذه التجارب ونصب فيها أدبنا. ولما وقفت على تجارب بعض عظماء أمريكا اللاتينية أمثال ماركيز و جورج أمادو وبورخيس، المتميزة عن تجارب أمريكا الشمالية وأوروبا فتحت شهيتي لإطلاق قيودي .
وقد أثنى تقرير لجنة تحكيم الجائزة لهذه السنة – المكونة من الناقدة يمنى العيد والروائي نبيل سليمان- على هذا الأسلوب الذي اتبعته في كتابة الرواية، وهو دعم معنوي لي لمواصلة الطريق الصعب بثقة ومسؤولية.
يبدو أنك ابتعدت عن قيود الذاتية؟ 
الذاتية موجودة في أي نص أدبي، ولا مفر منها لأنها تلقي بظلالها ونكهتها، ولكن حين تصبح الذات محور العمل الأدبي ستصبح عائقا في طريق الكاتب اذا لم يكن متمرسا وماهرا في الكتابة، ليعجن هذا الذاتي ليصبح موضوعيا. سيكتب نفسه مرات ويسقط في وحل التكرار. والحقيقة، ماذا تساوي ذرة هذه الذات في هذا الكون الشاسع.
رواية ”التراس/ ملحمة الفارس الذي اختفى” لا تتمحور حول الذات، ذات الكاتب ، إنما هي رواية موضوعية تحكي تجربة انسانية، تجربة أمة. لقد فاجأني بعض الأصدقاء لما اعتقدوا- قبل أن يقرأوها- أنها سيرة ذاتية، للأحداث والأهوال التي واجهتها في حياتي.  بصراحة، هذه الرواية سيرة موضوعية للكائن البشري المتناغم مع الطبيعة والكون الذي يعلم الناس والحيوان والنبات الحب والتسامي والعدل والحرية والثورة والمساواة، يعطي أكثر مما يأخذ. هذا التراس ليس أنا وإنما هو الذي أريد أن أكونه، عندما أتجاوز ذاتي لأصبحه. أنا أختلف عنه لكني أريد أن أصبح مثله ولا أذوب فيه، أنا أحترمه وأقدره. وبصراحة لما انتهيت من كتابة سيرته اكتشفت أنه لا يشبهني، بينما أنا الآن أريد أن أشبهه واستشهد بكلامه وبعض حكمه، وأسلك سلوكه. فهو قدوتي ومثلي الأعلى.
تمنيت لو قرأت روايات ابراهيم الكوني قبل أن أكتب التراس، لأن الطاهر وطار لما سلمني احدى رواياته، قال لي أنا أرشّحه لجائزة نوبل وأستحي بعد اليوم أن أقول أني كاتب. ولكني شعرت بعد قراءة رواية الكوني أني اذا  قرأت كل رواياته قد أصبح يوما كاتبا. والحقيقة أنا لا أركض اليوم خلف لقب الكاتب إنما أريد أن أصبح تاجرا لأكمل كتابة ملحمتي في الواقع بالعرق، مثلما كتبت ملحمة التراس بالمداد.
 وكيف قرأ قرور التجارب الروائية الجديدة؟
بداية التسعينيات كانت مرحلة لظهور تقليعة روائية هي الراهن. هذا الجيل الجديد أو المخضرم فاجأته الأحداث مثلما فاجأته التوقعات، لأنه جيل الإعلام بحكم ممارسته لهذه المهنة. هذه الفئة كانت مستهدفة من قبل مشروع التصفية لخلط الأوراق. وبحكم الضغط الذي كانت تعانيه والتغليط الذي كانت ضحيته، لجأت أسماء كثيرة إلى كتابة الرواية لمحاولة توصيف ما يحدث. الحقيقة أنها لم تستطع أن تمتلك الراهن لأنها بقيت رهينته. وسقطت ضحية الارتجال والنظرة الذاتية الأحادية، في توصيف الخوف الذاتي-. بينما بقي الآخر غائبا غامضا-  بعيدا عن هذا الذي أسميه التاريخ الافتراضي أو الواقع المفروض،  الذي تصنعه مخابر العولمة حيث ترتجل لنا المشاهد المسرحية الدرامية وتتركنا في مواجهة مصائرنا المحتومة.
ليس عيبا أن يجرب هذا الجيل ويفشل، إنما العيب أن يتمادى في تكرار الفشل. بعد الفشل يأتي النجاح الباهر حتما.. سرني كثيرا، أنك كتبت رواية جميلة ”مرايا الخوف” فيها أشياء كثيرة هزتني وشعرت بها كواحد من ابناء الاستقلال رغم أنها فضلت الوصف الكلاسيكي .أتمنى أن أجد شه
وة مفتي الأخيرة متميزة ومتجاوزة لتجربته، مثلما تميزت تجربة عز الدين جلاوجي في الرماد وتجربة الخير شوار في حروف الضباب ولحيلح في الكراف وغرمول في زعيم الأقلية. بالإضافة إلى تجارب أخرى أحترمها وأتوسم في أصحابها خيرا، أمثال سفيان زدادقة  والعيد بهلولي وسارة حيدر وعمارة لخوص والسعيد بوطاجين وعبد الحميد مغيش وفضيلة الفاروق وياسمينة صالح وابراهيم سعدي.

المصدر :جريدة الخبر

حاوره: حميد عبد القادر
2008-01-14

انجازات 2007 على مستوى الثقافة والأدب في عين كمال قرور

( خيبة الفعل الجماعي ..حتمية الفعل الفردي ..)

بصراحة،أنا أحب العمل الثقافي الجماعي والنجاح الجماعي وأكره العمل والنجاح الفرديين. لهذا السبب كان طموحي كبيرا هذه السنة لتحقيق فتوحات ثقافية كبيرة على المستوى المحلي والوطني، لكن العثرات حالت دون تحقيق المشروعات الجماعية. فشلت في تقديم مسرحية يوغرطة التاريخية التي أنجزتها جمعية آفاق التي أنتمي إليها بمساهمة لجنة الحفلات لمدينة العلمة في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية.لكني فرحت بقبول مسرحية الأطفال للصديق عبد العزيز شارف في نفس التظاهرة. كما فرحتُ بقبول سيناريو الصديق السيناريست حمودي عبد الوهاب في هذه التظاهرة بعد أن أقنعته بإسناد الإخراج إلى المخرج عاشور كساي. قمنا بدعاية كبيرة للفيلم وعملنا المستحيل لإنجاحه، لكن السيد المخرج كساي عاشور بعد ان قام بالتصوير الشرفي بمدينة العلمة وبمساهمة البلدية، عاد إلى العاصمة وصور الفيلم في ظرف قياسي، حسب رؤيته الكلاسيكية وكانت الكارثة حسب الصحافة الوطنية.بعد هذه الخيبات كان علي أن أحول الفشل الجماعي إلى نجاح فردي وأصنع فرحي ومجدي لأحافظ على وزني ورشاقتي. إشتغلت على رواية التراس /ملحمة الفارس الذي اختفى /هذه الرواية التي كانت تنام في حاسوبي العزيز منذ أفريل 2002 .. فازت حقا. ولم تفاجئني .. لكن لجنة التحكيم التي تتكون من الناقدة يمنى العيد والروائي نبيل سليمان فاجأتني حقا. مثلما فاجأتني الدار العربية للعلوم اللبنانية التي ستنشر الكتاب… بعدها عرفت أن كتابي خواطر الحمار النوميدي سيصدر قريبا عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية فكانت خاتمتها مسكا، بعد البدايات المحبطة. هذا النصر الفردي أهديه إلى الجماعة حتى أفرغ أناي من بعض الزوائد النرجسية  لأحافظ على صحتي من كل مكروه .

ما لفت إنتباهي ثقافيا هذا العام : جائزة البوكر للرواية في طبعتها العربية ،إعلان وزارة الثقافة عن مشروع طبع 1000 كتاب، جائزة الهاشمي سعيداني للرواية التي أسسها الروائي الطاهر وطار، مسابقة فرسان القوافي التي نظمتها يومية الأيام الجزائرية، دراسة مجموعة من الروايات الجزائرية في مخبر أكاديمي مغربي بمبادرة من جمعية أهل القلم التي يرأسها الكاتب عز الدين جلاوجي، تعيين الشاعرة نوّارة لحرش سفيرة للشعر، نيل الروائي مرزاق بقطاش لفنك الذهب على أحسن سيناريو. تألق عبد الرزاق بوكبة في التنشيط الثقافي التلفزيوني،إندثار إتحاد الكتاب الجزائريين، طباعة اليوميات بالألوان في الشرق الجزائري، تجاوز الخبر قمة السحب 600 ألف نسخة والشروق 400 ألف نسخة، ظهور المنافس الجديد النهار، تألق أسبوعية المحقق وتألق موقع ضفاف الأدب على الانترنيت ..

البوم الصور

 

           

       

استضافة