تأسيس رابطة المجتمع المدني الجزائري ..

تأسيس رابطة المجتمع المدني الجزائري ..

560goo

بمبادرة من شخصيات وطنية وبعض المثقفين،انعقدت يوم الخميس 16أكتوبر 2008 بتعاضدية عمال البناء بزرالدة  الجمعية العامة التأسيسية لرابطة المجتمع المدني الجزائري بحضورنوعي لمندوبين عن مختلف ولايات الوطن.
ومن أهم الدوافع لتأسيس هذه الرابطة حسب ما جاء في البيان التأسيسي:
…ولأن مجتمعنا اليوم هو في أمس الحاجة إلى كل من يلتمسون في أنفسهم القدرة على المشاركة بأي فعل إيجابي من شأنه أن يسهم في بعث هذه العملية الوطنية الكبرى .
و إيمانا منا بأهمية قيام حركة أو منظمة اجتماعية عملياتية, مجردة من كل النزوات والأهواء, وبعيدة عن كل أشكال الصراعات والتجاذبات, تعمل وفقط من أجل انطلاقة اجتماعية سليمة رائدة, تشحذ الهمم وتوحد الصفوف وتبعث الأمل من أجل استعادة عافية الجزائر وإعلاء صرحها المنشود..
ومن أهداف الرابطة السامية حسب البيان:
…أن تكون عينا على المجتمع الجزائري, تشخص واقعه تشخيصا علميا وموضوعيا دقيقا, وتتحسس انشغالاته وتطلعاته, وتسهم في التوجيه والتنوير واقتراح ما يناسب من حلول علاجية ناجعة.. و أن تكون منتدى لفعاليات المجتمع المدني الجزائري, من جمعيات خيرية واجتماعية وثقافية, منتدى يرشد الجهود ويوحد الأهداف لتأمين التكامل والتعاضد بين كل الجهود والمبادرات التي تخدم الأمة ومصالحها الوطنية العليا .
ومن نشاطات الجمعية كما جاء في البيان:
1المجال النفسي: , تحفيز الإرادات وشحذ الهمم لتحدي الصعوبات وتجاوز المعوقات, ومعالجة مظاهر الإحباط وفقدان الأمل في الحياة.
2المجال الاجتماعي : تمتين اللحمة الوطنية وكل ما يخدم التماسك الاجتماعي ووحدة الأمة وازدهارها مع محاربة الآفات الاجتماعية..
3 المجال الثقافي: محاربة مخلفات الجهل والتخلف والتصدي لمظاهر التيه الثقافي والرداءة.
4 المجال الاقتصادي : , تشجيع الإنتاج المحلي , التحفيز على الجودة والإتقان , محاربة الغش والمضاربة والتلاعب بالأسعار.
5 الأسرة: تشجيع تماسك الأسرة وترسيخ قيم التضامن.
6 البيئة: الاهتمام بها والحفاظ عليها وترقيتها.
 
وحسب ماجاء في البيان نفسه فان الاعضاء المنتسبين الى الرابطة يشترط فيهم: السيرة الحسنة والكفاءة والتخصص وروح المبادرة.
أماوسائل وآليات عمل رابطة المجتمع المدني الجزائري فيوضحها البيان:
تعتمد الرابطة في تنفيذ مهامها على خلايا بحث ودراسة تتوزع بحسب موضوعات العمل وتنجز مهامها بالاستعانة بأحدث التقنيات وأدوات التحليل والتقييم والتقويمالتي تقوم عليها منهجية البحث العلمي ، أما في مجال التوجيه فتعتمدعلى المحاضرات والمهرجانات والملتقيات والاعلام.
ويشترط في أعضاء الرابطة كما جاء في البيان : السيرة الحسنة والكفاءة والتخصص وروح المبادرة.
يتكون المكتب الوطني المنتخب باجماع من 17 عضوا جلهم اطارات واساتذة وصحفيون،منهم: خليفة بن قارة سليمان فرقاتي محمد مهري كمال قرور، وقد اختاروا شعارنا على الزمن عاش الوطنشعارا للرابطة .
كماانتخب الرئيس التنفيذي للرابطة الفتية وبالاجماع الجنرال عبد السلام بوشارب, وهومجاهد وقد سبق له أن شغل منصب مدير الاعلام بوزارة الدفاع بالاضافة الى ذلك، فهو كاتب وشاعرله عدة مؤلفات في الأدب والتاريخ ويكتب أيضا للأطفال.وانتخب الصحفي الشاب نبيل مهملي أمينا عاما وعين الخبير الاقتصادي مبارك مالك سراي ناطقا رسميا .
وللعلم،فقد حضر الجمعية التأسيسية لرابطة المجتمع المدني الجزائري كضيوف شرف,العقيدأحمد بن شريف عضومجلس الثورة ومطاطلة عمار الرئيس الشرفي لجمعية العلماء المسلمين والشيخ شرفاء نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين والمدير العام السابق للاذاعة الوطنية عبد القادر نورورئيس الحكومة الأسبق عبد السلام بلعيد الذي زكي رئيسا شرفيا للرابطة.

''التراس''·· معوّم في نهر الحكاية الخرافية!

”التراس”·· معوّم في نهر الحكاية الخرافية!

الحبيب السائح روائي

لابد لي أن لا أغفل أن أول ما ثار في ذهني، إذ قرأت عنوان كتاب كمال قرور ”التراس” بفرعه ”ملحمة الفارس الذي اختفى”، هو عنوان إحدى قصص الصديق أمين الزاوي القصيرة التي أحدث بقراءتها جهرا، في أحد ملتقيات مدينة سعيدة للقصة القصيرة في الثمانيينيات، زوبعة من ردود أفعال داخل القاعة ثم خارجها بعد ذلك من مسؤول التنظيم في ”الحزب” وقتها  .

ولا بد لي من ذكر أن كلمة ”تراس” هي من بين الألفاظ التي تخترق الحدود بين مناطق الجزائر لتدل عند أهلها على المعنى ذاته؛ وهو الرجولة والشهامة والأمان والشجاعة، في مقابل الدياثة والنذالة والخيانة والجبن؛ شيمٌ تعد في جانبها الإيجابي زينة تغوى النساء بها.

وأنا أقرأ، بانتظار متجدد عبر كل صفحة، نص كمال قرور، الأشد قصرا (68 صفحة!) مما قرأته من النصوص المنسوبة إلى جنس الرواية، عند الكتّاب الشباب من الجيل الجديد، وجدتني أزداد ولوجا في جو الحكاية الخرافية.

فقد سمحت لنفسي، في نهايته، أن أزعم أن كمال قرور إنما يكون، من خلال قصده كتابة رواية، قد أنشأ، من غير قصد، حكاية خرافية ببعض المعايير الأساسية لذلك الجنس الأدبي المتفرع عن الملحمة.

فهو يقترح بنصه ”التراس” تشكيلا من كتابة، تنمحي فيها آثار الرواية بعمارتها وبلغتها وزمنها وبسرديتها ثم بفضائلها وبحجمها، متأسسا على الموروث الشفهي المتحرر من قيد التركيب المنطقي للأحداث ومن البلاغة المتعددة المستويات، بتعدد مفاصل الرواية؛ باعتبار الخاصية الخطية من بداية الموضوع إلى نهايته، بغض النظر عن تطور الأحداث، وباعتبار ميزة المبالغة والتضخيم وما هو عجيب ولا محدود بأي زمان أو مكان، وأخيرا باعتبار لملمة حوادث يربط بينها الراوي، الذي هو محرك عملية الحكي، من خارج النص، إذ لا ”ست الحسن”، رمز الجزائر بلاد الشمس، ولا ”التراس”، الرمز الجامع لأبنائها الذين يعشقونها فيلقون الغدر بسبب ذلك، أو ”اللقلق” صديق ”التراس”، كشخوص رئيسيين؛ ولا ”نانا خدوج” أو شهلة، الغاوية بـ ”التراس مرة، الزوجة البغي مرة أخرى، ولا كمال الصحافي ولا الجنرال بودبزة أو المحافظ السياسي بوخبزة ولا سي الهادي إمام المسجد الكبير، المعادلين الموضوعيين للمثقفين والعسكريين والسياسيين ورجال الدين المتصارعين حول الاستئثار بمصير الجزائر، ”ست الحسن” التي مرغها بودبزة في تراب الإهانة ص 70، كشخوص رئيسيين جميعا، يتدخلون بشكل ما في البناء ولا في تطوير الأحداث.

ثم، وأنا أحاول أن أتمثل مصائر أولئك الشخوص الرئيسيين ”ست الحسن” خاصة، كنت أجدني مشغول الذهن بـ ”Pénélope” الفاتنة، في ملحمة هوميروس ”الأوديسة”، المنتظرة عودة زوجها وحبيبها ”يوليس”، الذي خلال غيبته الطويلة طمع في الظفر بها أمراء تقدموا بعروض الزواج بها فأمهلتهم أن تكمل نسج الكفن (وفي ”التراس” نسج البرنوس الخرافي) فكانت تنثر ليلا ما تغزله نهارا.

كما أنني لم أستطع، في مقابل ”التراس” أن أخلص ذهني من شخصية ”عوج بن عناق”، وربما ذي القرنين، الأسطوريتين. فإن ذلك ما لابد أن تثيره قراءة ما اعتبرته حكاية خرافية استعارت لها اسم رواية؛ بالنظر إلى تعويم النص في نهر السرد الشفهي  !

إن كان كمال قرور يقترح رؤية تاريخية لوجود الجزائر، تلميحا لا تصريحا، فهو لا يرتكز على التاريخ فعلا، ولا على كرونولوجيا؛ متوسلا بأساليب الرواة في بهر السامعين، متقصدا إبلاغ قيم تعليمية تمس ”الروح الوطنية”؛ إذ النص كله، من حيث قيمته المركزية، يدور حول هاجس التخلي الخطير الذي يصيب أبناء الجزائر !

ثم، لابد لي من أن أذكر أن ”العماليق”، التي وظفها كمال قرور لتدل على ”غزاة” الجزائر، مخزونة في ذاكرتي بدلالتها على الفلسطينيين القدامى، والتي ترفدها لفظة ”الجبارين” أيضا، ولا متسع هنا للحديث عن صراع هؤلاء القديم مع العبرانيين. إنني أحب فقط أن تبقى ”العماليق” خالصة لشعب جبار في إيمانه بقضيته كالشعب الفلسطيني! 

إن كان كمال قرور، في ”التراس”، قد قدم إضافة للمتن الحكائي الجزائري، من خلال تجربة كتابة تبدو متحررة من قيد الإنشاء، بمعناه القصصي والروائي، مأسورة باستعارة الخرافة في بعدها التربوي والأخلاقي.

سيرة ذاتية

سيرة ذاتية
كمال قرور من مواليد 10/11/1966 بني عزيز ولاية سطيف .
         حاصل على شهادة الباكالوريا بثانوية قصاب .العلمة .1984
         حاصل على شهادة الليسانس من معهد الاداب واللغة العربية بجامعة قسنطينة.1989
         عضو مؤسس للنادي الادبي لمعهد الاداب واللغة العربية بجامعة قسنطينة .
– دراسات معمقة في الاعلام والاتصال الجزائر.1992
مدرس متعاون بمعهد الاعلام والاتصال 1992-1993
         عمل صحفيا بمجلة الوحدة .91/93
         مؤسس لدار نشر خاصة .1993
         عضو مؤسس لمهرجان الاغنية السطايفية 1994
         عضو مؤسس لمهرجان الضحك بالعلمة .1995
         عضو مساهم في تنظيم الايام الادبية 1996
         مسير أسبوعية أبراج 1997
         مسير أسبوعية الوسيط 1998
         مسؤول النشر لأسبوعية فنتازيا 1999
         عضو في المجلس الوطني لجمعية الجاحظية .2006
         يشارك بقلمه في الصحافة الوطنية .
         عضو مؤسس لرابطة المجتمع المدني الجزائري 2008
         يشتغل الان في الاعمال الحرة .
أعماله :
1- التراس ملحمة الفارس الذي اختفى .جائزة مالك حداد 2007
2- خواطرالحمار النوميدي 2007 المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية .
3- الكتاب الازرق العقد الحضاري بين الدولة الراعية والمواطن الفعال تحت الطبع .2008
4- امرأة في سروال رجل . قصص قصيرة .مخطوط.
5- الشعوب التعيسة في الجمهوريات البئيسة. قصص قصيرة .مخطوط.
6- مقالات غير ممنوعة. مخطوط .
7- سيد الخراب .رواية مخطوط
8-التخريبة الهلالية رواية مخطوط .
 
مشاريع :
– اطلاق مشروع كتاب الجيب للشباب
– تأسيس مجلس المبادرة لصناعة المعرفة .
– فتح نقاش حول المشروع الثقافي الجزائري في الالفية الجديدة .
– تأسيس ورشة افتراضية لقراءة الكتاب
 

البديجيات وظاهرة التعازي بالفرنساوية..

                               البديجيات وظاهرة التعازي بالفرنساوية..     
  يقول المصريون:  من لم تنعه الاهرام لم يمت .
وهذا قول صائب ، لاتشوبه الشوائب .نظرا لقيمة التعزية الحضارية في المجتمع المصري,وبالذات على صفحات الاهرام العملاقة . فالجريدة تخصص صفحة كاملة او صفحتين او اكثر في بعض الاحيان للتعازي ، ويتساوى فيها المسلمون مع الاقباط المسيحيين لافرق بين هؤلاء وهؤلاء .وتنشرالاعلانات في شكل اعلانات مبوبة لاتتعدى الاسطر، مهما كان المعزي ، من حيث جيوبه ورصيده في البنوك ومن حيث مركزه الاجتماعي او طائفته .. وتكتب الاعلانات دائما باللغة العربية وهذا مرقد الفرس. .. وللعلم فان الاموات في مصر يساهمون في تمويل جريدة الاهرام  وبقائها هرما شامخا واسما على مسمى.
ولكن الملفت للانتباه ان التعازي في بلاد العربر في شمال افريقيا وفي المغرب الاوسط تحديدا مازالت محتشمة . وحتىالتعازي التي بدأت تظهر على صفحات الجرائد ، اصبحت تمثل ظاهرة غريبة تحتاج للتأمل والدراسة اكثر منها سلوكا حضاريا يحتاج التنويه  .ومن جملة الملاحظات على هذه الظاهرة مايلي :
-اغلب المعزين هم البديجيات المالكين للشركات العمومية .
-واحيانا يعزى البديجيات حين يفقدون احد الاقارب او الجيران اوجيران الجيران حتى لانقول كلابهم وقططهم .
-حجم اعلان التعزية مبالغ فيه . نصف صفحة . ربع صفحة . ثمن صفحة ، أي حجم التعزية يكون بحجم المعزى وحجم الشيتة او البروسة المتزلف بها
-والتعزية لاتكون في جريدة بل في عدة جرائد يومية واحيانا في اسبوعيات ايضا ، والاعلان يتكرر عدة مرات مثل اعلانات المناقصات والمزايدات والبيع والشراء .وهنا يصبح الغرض من التكرار دعائيا وليس اعلاميا .
-وفي الغالب تمر هذه التعازي الاشهارية على الوكالة الوطنية المحتكرة للاشهار وهي التي توزعه على الجرائد ومعنى هذا ان البديجيات يخصصون ميزانية معتبرة من ارباح شركاتهم وهولدينغاتهم للتعازي العامة والخاصة كاستراتيجية انسانية وتسويقية لشركاتهم العملاقة المفلسة .
-واخيرا . اللغة التي تكتب بها هذه التعازي تكون دائما وفي الغالب باللغة الفرانساوية ، وحتى الجرائد المعربة تنشرها كما هي مادامت اشهارا مبحبح الثمن وليست خدمة عمومية اعلامية .
 واذا كان الله سبحانه يعرف كل اللغات وتواضع وانزل قرآنه على نبيه محمد باللسان العربي المبين ، فما بال بديجياتنا يتطاولون في تعازيهم الاشهارية ويحاولون ايهامنا بان الرب سبحانه فرونكفوني ولايقبل التعزية الا اذا كانت بلغة فولتير .
اللهم اهد بيدجياتنا الى لغة خاتم المرسلين ، ولاتحرم جرائدنا من تعازيهم عفوا اشهاراتهم .آمين .

التكنولوجيا الرقمية سلاح دمار شامل في يد المراهقين..

 

 التكنولوجيا الرقمية

 

سلاح دمار شامل في يد المراهقين..
بقلم الكاتب الصحفي :كمال قرور*

مقال الصديق الصحفي والإعلامي الخير شوار عن خطر التكنولوجيا الرقمية وخاصة,اليوتيب والبلوتوث في غاية الأهمية و يحتاج إلى وقفة تأملية تحليلية,والى حلقات نقاش, إن أمكن. لأنه يرصد ظاهرة جديدة,طرأت على المجتمع العربي والجزائري خاصة, وتوغلت في أوساط الشباب, بعيدا عن الرقابة والتوجيه, وخاصة أن فئة الشباب غالبا ما توصف بأنها طائشة ومستهترة وغير مسؤولة.

وللأسف مازال الباحثون والدارسون والمختصون والمسؤولون لا يهتمون بهذه الظاهرة التي دق صديقنا شوار, في مقاله, ناقوس خطرها على المجتمع,مستشهدا وبكل نزاهة وجرأة ببعض الأخبار التي نشرتها الصحف اليومية.ليكشف مدى انتشار الظاهرة وآثارها السلبية.

الثورة الرقمية, واقع مفروض على مجتمعنا, وهي نقلة نوعية لوسائل الاتصال الجماهيرية مثل: السينما و الإذاعة والتلفزيون والجرائد..

لكن الوسائط الرقمية الجديدة أصبحت أكثر شعبية وأقل نخبوية من الوسائل الاتصالية الجماهيرية السابقة.

زيادة على ثمنها غير المكلف وسهولة استعمالها, تجعل من مالكها أكثر حرية وتفاعلا مع الآخرين,ل أنه ليس مجرد متلق أو مستهلك كلاسيكي وإنما بإمكانه أن يساهم في صنع مادة هذه الوسائط, بما تمليه عليه قناعاته. ولأن مستعملي هذه الوسائط من الشباب المراهقين يفتقرون إلى جينات الثقافة الدفاعية والتوجيهات الصحيحة بإمكانهم أن يستعملوا هذه الوسائط في أغراض غير اجتماعية وغير أخلاقية.

إذا لم نسارع إلى تدارك الأمر. ستساهم هذه الوسائط الرقمية العجيبة في تخديش الحياء وتعمل على هدم المجتمع بنسف الركائز التي يقوم عليها وهي الأخلاق .
صراحة, العيب ليس في هذه الوسائط المغرية والساحرة وإنما العيب فينا. نحن نوظفها توظيفا سيئا.لأن عقولنا مازالت مراهقة منبهرة بالجسد والغريزة والفضائح. إنها تعبر, بكل بساطة,عن أمراضنا وعقدنا النفسية.

رحم الله زمن الثورات التي غيرت المجتمعات حيث لعب الاتصال دورا كبيرا وبأبسط وسائل الاتصال في توعية المواطنين وتجنيدهم لخدمة قضية أمتهم والمساهمة في التغيير الأفضل من أجل الحرية والعدالة والكرامة.

ولكن لما تطورت الوسائط وصارت أكثر جماهيرية, أصبحت تعمل على هدم المجتمع وتقويض أسسه, يا للعجب .

والمخيف, أن كل الوسائط الاتصالية الرقمية صارت سلاح دمار شامل فتاك في أيدي الصبيان والمراهقين. يستعملونها للتهديد والابتزاز, ويقتلون بها الوقت في ثرثرة الشات والنكت المبتذلة والصور الخليعة, خالية من كل روح اجتماعية أو تربوية أو فائدة علمية ولذلك فهي بدون رسالة حضارية.

يحدث كل هذا, بينما النخبة عاجزة عن التعامل مع هذه الوسائط المعاصرة, لغة العصر. بل تزدريها وتسفهها, فأنى لها أن توجه هذه الوسائط الوجهة الصحيحة.

نحتاج اليوم إلى إستراتيجية محكمة لتوظيف هذه الوسائط توظيفا ايجابيا لاستثمار مواهب وهوايات الشباب. تشارك فيها: الإذاعة الوطنية,الإذاعات المحلية, التلفزيون, وزارة الشباب, التربية, الثقافة, الاتصال, مديريات الثقافة, دور الثقافة, دور الشباب وكل فعاليات المجتمع المدني.

عندما تقبل مؤسسات الدولة أن تفتح الباب لاهتمامات الشباب حتما ستتحول هذه الوسائط إلى قناة للتواصل والتعبير عن الاهتمامات العامة وحتما ستساهم في التخفيف من الاحتقان والتشنج وتسمح بالحوار الهادئ المسئول, بعيدا عن العنف وكل السلوكات الطائشة.

عندما ترعى وزارة التربية بالتنسيق مع مواقع الكترونية وطنية مجلات المدارس الالكترونية ومدونات التلاميذ الخاصة يمكن أن نخلق التنافس الجاد الذي يسمح بالعمل الجماعي لتثمين البحث وصقل المواهب, وتنمية الإبداع.
وعندما تهتم الإذاعة الوطنية والإذاعات المحلية بأصوات الشباب وتعاليقهم وسكاتشاتهم ونكتهم واهتماماتهم الخاصة وأحلامهم حتما ستغير إدراك الشباب وتساهم في توجيههم الوجهة الصحيحة ليصبحوا أكثر تفاعلا مع محيطهم.

وعندما يفتح التلفزيون أبوابه لتجارب الشباب: صور,فيديوهات, أفلام قصيرة, تعليقات, تقارير, آراء انطباعات, سكاتشات…الخ. حتما سيكسب هذه الشريحة الكبيرة التي يسعى بدوره للتأثير فيها. تجربة الجزيرة أفضل دليل؟

وعندما ترعى وزارة الثقافة والاتصال والشباب بالتنسيق مع مديريات الثقافة والمراكز الثقافية ودور الشباب ملتقيات ومهرجانات جهوية ووطنية للاحتفاء بالصورة التي يلتقطها ويبدعها شباب الوطن نكون قد فتحنا فضاء جديدا لثقافة الصورة قابل للتأطير والتحفيز والتشجيع والرعاية.

هذه بعض الملاحظات التي راودتني بعد قراءة مقال الصديق الخير.أتمنى أن تجد النية الصادقة للتنفيذ,لأنها يمكن أن تساهم في تفكيك سلاح الدمار الشامل او التكنولوجيا الرقمية, لتصبح وسيلة سلمية علمية تربوية حضارية تساهم في بناء المجتمع .

للتواصل مع الكاتب:
kerouka@yahoo.fr

كونتا كينتي العبد الافريقي أصبح سيد البيت الابيض وسيد العالم ..

كونتا كينتي العبد الافريقي أصبح سيد البيت الابيض وسيد العالم ..

كمال قرور

04/10/2008
قراءات: 24

كونتا كينتي

ايها العبد,المغمور في تاريخ الذل  والرق. 

مرحبا بك ,في البيت الابيض, وقد أصبحت السيد أوباما..

 ياذا البشرة السوداء,أياطيب العرق

مرحبا بك,سيدا في البيت الأسود, يا أبيض النوايا.

كونتا كينتي

أيها الأفريقي 

هاقد صرت سيد أمريكا ,وأصبح أبناء الأرض رعاياك..

توجت أحلام

رالف بانش ومارثن لوثركينغ, 

ومحمد علي كلاي واليكس هيلي.

كونتا كينتي,ايها الصبي الأسود,القادم من ادغال افريقيا,مكبلا بالأغلال والذل..

هذا البيت الابيض, يتوج رأسك باكليل الغار,

ويفتح باب المجد لسلالتك , التي قهرها الميز العنصري,في حقول القطن,وشوارع نيويورك,

 قد يكفر السيد الامريكي,عن خطايا الابادة الغادرة والعبودية الآثمة .

شكرا لأثينا القديمة التي وهبت أثينا الجديدة ديموقراطيتها, فسوت بين مواطنينها. لافرق اليوم بين اسكوتلاندي,أوجرماني,أو افريقي ,او هولاندي.

كونتا كينتي 

ايها الصبي الافريقي,الذي صار ,السيد الامريكي,أوباما.

ضع طاقية,احمل صليبا, بفطرة اجدادك لن تكون الا مسلما.

كونتا كينتي أوباما

كن يهوديا,كن مسيحيا,كن مسلما,كن بوذيا..

كن ماشئت..

فقط,لاتكن

ظالما

كونتا أوباما

أنت ابن افريقيا الحر..

حررها من الجهل والفقر.

ومن الجبروت,

حررأمريكا

وحرر الشرق الاوسط, من سارقي الاراضي, ومهجري الشعوب

وقاتلي الأطفال, والانبياء, ومحرفي الرسالات..

كنتا أوباما

 لشبق العولمة المحموم .

كن سيدا ولا تكن عبدا

فأنت أدرى أيها العبد السابق

والسيد اللاحق, بشؤون أمريكا,وشؤون العالم ..

كن عادلا

وافعل ماشئت .

في نهاية التاريخ ,وصدام الحضارات

قد يصلح العبيد المحررون,

ما أفسده السادة المتجبرون

وتكفر البشرة السوداء

عن خطايا

البشرة البضاء

  

كمال قرور

 

حكاية صاحب الفكرة وصاحب المال وقصة الاحتيال الظريف

قصة قصيرة :حكاية صاحب الفكرة وصاحب المال وقصة الاحتيال الظريف

كمال قرور

19/09/2008
قراءات: 29

” للحياة في المدينة

على المرءأن يمتلك نقودا

حتى لاذابة الثلج ” 

 هايكو/ اسا

 

( قالوا ) التقى صاحب فكرة كان بطالا،وصاحب مال كان في أوج ثراه،في احدى الحفلات التنكرية العجيبة التي تقيمهاالعائلات”المرفهة” في الجمهورية ..أعجب كل واحد بالآخر ووجد عند صاحبه مايحتاجه ،فصاحب الفكرة يبحث عن ممول ، وصاحب المال يبحث عن فتوحات اقتصادية جديدة بعد انفتاح الجمهورية الاشتراكية على اقتصاد السوق..وبعد أن تبادلا شجون الحياة اكتشفا أن كل واحد منهما يحمل أفكارا سيئة عن الآخر بسبب سياسة فرق تسد،السياسة الحكيمة المتبعة من طرف جلالة الحاكم الجمهوري للخلود في الحكم ..

 قرر صاحب الفكرة وصاحب الثروة،أن يضربا السياسة عرض “الغائط” و يؤسسا شركة تجمع أحلامهما. ولكنهما اختلفا في رأس المال.اقترح صاحب المال على صاحب الفكرة أن يعمل عنده فرفض.اقترح عليه نسبة من الأرباح ،جعلها الخمس ثم الثلث ثم النصف فوافق صاحب الفكرة.وأكد صاحب الفكرة، أن نصف رأسماله سيكون فكرة المشروع ولن يدفع سنتيما واحدا،بكل بساطة لأنه بطال.حاول صاحب المال أن يتحجج بكل الأعذار الاقتصادية وغير الاقتصادية بأن الفكرة مهما كانت،لن تكون مساوية للمال،لكنه اقتنع في الأخير بعد أن أصر شريكه العنيد،تأسست الشركة بينهما..رأسمال أحدهما فكرته والآخر ماله ويكون اقتسام الفوائد مناصفة .

أخرج صاحب الفكرة قصاصة صغيرة من جيب سترته مدون عليها تفاصيل مشروع كبير يعود على مموله بربح وفير..وبعد أن درس صاحب المال فكرة المشروع من كل الجوانب تحمس كثيرا،كلف مكتب دراسات عالمي لاعداد دراسة الجدوى،فكانت مشجعة للغاية ،فتبنى المشروع وأمر بصرف المال لانجازه.

كان صاحب الفكرة كعادته يطلب في كل مرة المزيد من المال ، لشراء التجهيزات التي يتطلبها العمل،وصاحب المال ينفق بسخاء دون تردد وأمله الكبير أن يثمر المشروع ويعوض ما أنفقه،وفي كل مرة يسأل :

•-        أين وصلت الامور ؟

بثقة،وبالتفصيل الممل،يجيبه شريكه صاحب الفكرة عن سير العمل وعن وجهة المال المصروف..مر ربع قرن على بداية المشروع،وصاحب الفكرة مازال يطلب المال ويؤكد لشريكه بأن ثمار المشروع بدأت تظهر.

بدأ صاحب المال يشك ويتردد في دفع المزيد من المال لكن صاحبه،يخبره بأنها المرة الأخيرة التي يطلب فيها مالا إضافيا، ويطلب منه أن يتحلى بالصبرلأنه سيحضر له مال الفائدة في المرة القادمة .

وظل هكذا صاحب الفكرة يراوغ وصاحب المال يستجيب لمطالبه دون أن يرده،ولكنه أصبح يشك في أمره،ويتساءل في صمت :

•-        ترى ماذا فعل بالوسائل التي اشتراها ؟

حاول أن يوقف هذا النزيف لكنه خاف أن يظلم الرجل .. وأحيانا عندما لا تكون عنده الأموال يستلف من البنوك المحلية والخليجية والعالمية ويسلمها له خوفا من عرقلته،لقد أنفق كثيرا من المال دون أن يرى شيئا ملموسا،أو يجني من وراء استثماره أرباحا أو عاد إليه استثماره سالما حتى لو لم يكن غانما ..

تساءل في نفسه :

ترى ماذا فعل بالتجهيزات الكثيرة التي اشتراها .؟

 بعد أن استبد به الشك.قررأن يوقف تمويل المشروع الخاسرمتأسفا على ما آل إليه أصحاب الأفكار من خسة ونذالة.

قصد شريكه وقال له :

-أين هذا المشروع الذي أنفقت عليه،طيلة هذه السنوات ولم يثمر ؟

أخذه شريكه إلى أرض بور وقال له :

•-        هذا هو مشروع طموحك..مازال لم ينطلق ..

قال صاحب المال :

•-        وأين مالي الذي أنفقته بسخاء ..؟

قال صاحب الفكرة وهو يشير إلى مصنع كبير في الجهة المقابلة :

•-        هاهو مالك..أنجزت به مشروعا أخر..

ولما تصدر خبر الاحتيال الكبير صحف الصباح وخاصة صحيفتي “الفينانشل” و”الول ستريت”.تدخلت البنوك مطالبة مستحقاتها. باع صاحب المال بعض أملاكه ومصانعه ولكنه لم يستطع أن يسدد ماعليه من ديون.تضامنت البنوك الخليجية مع صاحب المال بسبب “الزائدة الدودية أو”العاطفة القومية”،ومسحت ديونه.. لكن”الأفامي” تعنت.تدخل واشترى كل الديون الباقية..

 حاول صاحب المال أن يقنع شريكه صاحب الفكرة بحقه في المشروع الكبير الذي أنجزه من ورائه بماله..

وبعد تفكير وتردد قال صاحب الفكرة لشريكه:

  –  لأني نزيه ،أقبل أن تعمل عندي ..

•-        لا..

•-        أعطيك الخمس ..

•-        لا..

•-        أعطيك الثلث ..

•-        أريد حقي.. النصف ..

•-        أعطيك النصف..لكن شرطي الوحيد هوأن تكتب الأسهم باسم زوجتك الجميلة حتى لا يطالبنا “الأفامي” باسترجاع ديونه ..

قبل صاحب المال الفكرة،وشعربالخجل لأنه شك شك في نزاهة شريكه،ولما كتب الأسهم باسم زوجته الجميلة عند الموثق،قالت له :

•-        الأفضل يا عزيزي،أن ننهي عقد زواجنا اليوم حتى لا نضطر إلى العودة إلى هنا مرة أخرى أو “نتمرمد” في المحاكم..

   لقد طلبني رسميا صاحب الفكرة للزواج،فوافقت،  وسنمضي عام العسل على سطح القمر ..

 

كمال قرور