كونتا كينتي العبد الافريقي أصبح سيد البيت الابيض وسيد العالم ..

كونتا كينتي العبد الافريقي أصبح سيد البيت الابيض وسيد العالم ..

كمال قرور

04/10/2008
قراءات: 24

كونتا كينتي

ايها العبد,المغمور في تاريخ الذل  والرق. 

مرحبا بك ,في البيت الابيض, وقد أصبحت السيد أوباما..

 ياذا البشرة السوداء,أياطيب العرق

مرحبا بك,سيدا في البيت الأسود, يا أبيض النوايا.

كونتا كينتي

أيها الأفريقي 

هاقد صرت سيد أمريكا ,وأصبح أبناء الأرض رعاياك..

توجت أحلام

رالف بانش ومارثن لوثركينغ, 

ومحمد علي كلاي واليكس هيلي.

كونتا كينتي,ايها الصبي الأسود,القادم من ادغال افريقيا,مكبلا بالأغلال والذل..

هذا البيت الابيض, يتوج رأسك باكليل الغار,

ويفتح باب المجد لسلالتك , التي قهرها الميز العنصري,في حقول القطن,وشوارع نيويورك,

 قد يكفر السيد الامريكي,عن خطايا الابادة الغادرة والعبودية الآثمة .

شكرا لأثينا القديمة التي وهبت أثينا الجديدة ديموقراطيتها, فسوت بين مواطنينها. لافرق اليوم بين اسكوتلاندي,أوجرماني,أو افريقي ,او هولاندي.

كونتا كينتي 

ايها الصبي الافريقي,الذي صار ,السيد الامريكي,أوباما.

ضع طاقية,احمل صليبا, بفطرة اجدادك لن تكون الا مسلما.

كونتا كينتي أوباما

كن يهوديا,كن مسيحيا,كن مسلما,كن بوذيا..

كن ماشئت..

فقط,لاتكن

ظالما

كونتا أوباما

أنت ابن افريقيا الحر..

حررها من الجهل والفقر.

ومن الجبروت,

حررأمريكا

وحرر الشرق الاوسط, من سارقي الاراضي, ومهجري الشعوب

وقاتلي الأطفال, والانبياء, ومحرفي الرسالات..

كنتا أوباما

 لشبق العولمة المحموم .

كن سيدا ولا تكن عبدا

فأنت أدرى أيها العبد السابق

والسيد اللاحق, بشؤون أمريكا,وشؤون العالم ..

كن عادلا

وافعل ماشئت .

في نهاية التاريخ ,وصدام الحضارات

قد يصلح العبيد المحررون,

ما أفسده السادة المتجبرون

وتكفر البشرة السوداء

عن خطايا

البشرة البضاء

  

كمال قرور

 

حكاية صاحب الفكرة وصاحب المال وقصة الاحتيال الظريف

قصة قصيرة :حكاية صاحب الفكرة وصاحب المال وقصة الاحتيال الظريف

كمال قرور

19/09/2008
قراءات: 29

” للحياة في المدينة

على المرءأن يمتلك نقودا

حتى لاذابة الثلج ” 

 هايكو/ اسا

 

( قالوا ) التقى صاحب فكرة كان بطالا،وصاحب مال كان في أوج ثراه،في احدى الحفلات التنكرية العجيبة التي تقيمهاالعائلات”المرفهة” في الجمهورية ..أعجب كل واحد بالآخر ووجد عند صاحبه مايحتاجه ،فصاحب الفكرة يبحث عن ممول ، وصاحب المال يبحث عن فتوحات اقتصادية جديدة بعد انفتاح الجمهورية الاشتراكية على اقتصاد السوق..وبعد أن تبادلا شجون الحياة اكتشفا أن كل واحد منهما يحمل أفكارا سيئة عن الآخر بسبب سياسة فرق تسد،السياسة الحكيمة المتبعة من طرف جلالة الحاكم الجمهوري للخلود في الحكم ..

 قرر صاحب الفكرة وصاحب الثروة،أن يضربا السياسة عرض “الغائط” و يؤسسا شركة تجمع أحلامهما. ولكنهما اختلفا في رأس المال.اقترح صاحب المال على صاحب الفكرة أن يعمل عنده فرفض.اقترح عليه نسبة من الأرباح ،جعلها الخمس ثم الثلث ثم النصف فوافق صاحب الفكرة.وأكد صاحب الفكرة، أن نصف رأسماله سيكون فكرة المشروع ولن يدفع سنتيما واحدا،بكل بساطة لأنه بطال.حاول صاحب المال أن يتحجج بكل الأعذار الاقتصادية وغير الاقتصادية بأن الفكرة مهما كانت،لن تكون مساوية للمال،لكنه اقتنع في الأخير بعد أن أصر شريكه العنيد،تأسست الشركة بينهما..رأسمال أحدهما فكرته والآخر ماله ويكون اقتسام الفوائد مناصفة .

أخرج صاحب الفكرة قصاصة صغيرة من جيب سترته مدون عليها تفاصيل مشروع كبير يعود على مموله بربح وفير..وبعد أن درس صاحب المال فكرة المشروع من كل الجوانب تحمس كثيرا،كلف مكتب دراسات عالمي لاعداد دراسة الجدوى،فكانت مشجعة للغاية ،فتبنى المشروع وأمر بصرف المال لانجازه.

كان صاحب الفكرة كعادته يطلب في كل مرة المزيد من المال ، لشراء التجهيزات التي يتطلبها العمل،وصاحب المال ينفق بسخاء دون تردد وأمله الكبير أن يثمر المشروع ويعوض ما أنفقه،وفي كل مرة يسأل :

•-        أين وصلت الامور ؟

بثقة،وبالتفصيل الممل،يجيبه شريكه صاحب الفكرة عن سير العمل وعن وجهة المال المصروف..مر ربع قرن على بداية المشروع،وصاحب الفكرة مازال يطلب المال ويؤكد لشريكه بأن ثمار المشروع بدأت تظهر.

بدأ صاحب المال يشك ويتردد في دفع المزيد من المال لكن صاحبه،يخبره بأنها المرة الأخيرة التي يطلب فيها مالا إضافيا، ويطلب منه أن يتحلى بالصبرلأنه سيحضر له مال الفائدة في المرة القادمة .

وظل هكذا صاحب الفكرة يراوغ وصاحب المال يستجيب لمطالبه دون أن يرده،ولكنه أصبح يشك في أمره،ويتساءل في صمت :

•-        ترى ماذا فعل بالوسائل التي اشتراها ؟

حاول أن يوقف هذا النزيف لكنه خاف أن يظلم الرجل .. وأحيانا عندما لا تكون عنده الأموال يستلف من البنوك المحلية والخليجية والعالمية ويسلمها له خوفا من عرقلته،لقد أنفق كثيرا من المال دون أن يرى شيئا ملموسا،أو يجني من وراء استثماره أرباحا أو عاد إليه استثماره سالما حتى لو لم يكن غانما ..

تساءل في نفسه :

ترى ماذا فعل بالتجهيزات الكثيرة التي اشتراها .؟

 بعد أن استبد به الشك.قررأن يوقف تمويل المشروع الخاسرمتأسفا على ما آل إليه أصحاب الأفكار من خسة ونذالة.

قصد شريكه وقال له :

-أين هذا المشروع الذي أنفقت عليه،طيلة هذه السنوات ولم يثمر ؟

أخذه شريكه إلى أرض بور وقال له :

•-        هذا هو مشروع طموحك..مازال لم ينطلق ..

قال صاحب المال :

•-        وأين مالي الذي أنفقته بسخاء ..؟

قال صاحب الفكرة وهو يشير إلى مصنع كبير في الجهة المقابلة :

•-        هاهو مالك..أنجزت به مشروعا أخر..

ولما تصدر خبر الاحتيال الكبير صحف الصباح وخاصة صحيفتي “الفينانشل” و”الول ستريت”.تدخلت البنوك مطالبة مستحقاتها. باع صاحب المال بعض أملاكه ومصانعه ولكنه لم يستطع أن يسدد ماعليه من ديون.تضامنت البنوك الخليجية مع صاحب المال بسبب “الزائدة الدودية أو”العاطفة القومية”،ومسحت ديونه.. لكن”الأفامي” تعنت.تدخل واشترى كل الديون الباقية..

 حاول صاحب المال أن يقنع شريكه صاحب الفكرة بحقه في المشروع الكبير الذي أنجزه من ورائه بماله..

وبعد تفكير وتردد قال صاحب الفكرة لشريكه:

  –  لأني نزيه ،أقبل أن تعمل عندي ..

•-        لا..

•-        أعطيك الخمس ..

•-        لا..

•-        أعطيك الثلث ..

•-        أريد حقي.. النصف ..

•-        أعطيك النصف..لكن شرطي الوحيد هوأن تكتب الأسهم باسم زوجتك الجميلة حتى لا يطالبنا “الأفامي” باسترجاع ديونه ..

قبل صاحب المال الفكرة،وشعربالخجل لأنه شك شك في نزاهة شريكه،ولما كتب الأسهم باسم زوجته الجميلة عند الموثق،قالت له :

•-        الأفضل يا عزيزي،أن ننهي عقد زواجنا اليوم حتى لا نضطر إلى العودة إلى هنا مرة أخرى أو “نتمرمد” في المحاكم..

   لقد طلبني رسميا صاحب الفكرة للزواج،فوافقت،  وسنمضي عام العسل على سطح القمر ..

 

كمال قرور

 

رجل يستحق ان يعشق

” ..كنت حقا مفرطة في نفسي أشد تفريط ..
ولكنه اكتشف مناطق وجزر
بجسدي وقارات بروحي ..” آ.ل شهيناز

( قالت) في تلك الليلة الهادئة ،كانت الآنسة الرقيقة شهيناز تنظرإلى مرآتها تجر فستانها الليلي الشفاف،سرحت شعرها،عقدته وراءها بشرائطها الحريرية الملونة بهرتها صورتها وكأنها أول مرة تقف أمامها.تأملتها مليا وهمست في أعماقها :
– أحقا أنا جميلة .؟
تبسمت المرآة :
– بل كما قال لك إنك فاتنة ..
مرطيفه مسرعا نحوهاكشهاب في السماء،ارتبكت وتلعثمت وتورد خداها خجلا،حاولت صده واقصاءه وتجاهله ولكنه أقوى منها دائما،إنه شلال متدفق بالحيوية والحياة . استطاع فجأة أن يحطم أسوارهاوقلاعهاويتسلل الىحديقة قلبها المليئة بالورود والرياحين ويتمدد هناك .
تنهدت من أعما قهاالمرآة :
– إنه يحاول أن يروض أنوثتك الساذجة ليعثر على كل الأسرار والغرائز ..
– آه .. لاتذكريني إنه يستفزني ويثيرني ..يغويني..ولما يفشل ينعتني بما يشاء..أتصدقين أني أشبه الإلهة مناة التي لاتصلح للعبادةولاللإغواء..فهوت عليها حجارة من سجيل جعلتها هشيما .وأحيانا العجوز الشمطاء التي نحتها الزمن الخريفي بتجاعيده واصفراره وتقلب أجوائه،فانكمشت تحت أثوابها الفضفاضة تلعن القدر وقد فقدت كل ماهو جميل..وأحيانا الشحيحة التي لا تجود ولاتلين ولاتهدأ ولاتغدق ..
ضحكت المرآة :
– كم هو ذكي إنه يستطيع أن يرسم خيوط أعماقك الملتوية حتى تغدو ناعمة لينة ..
امتعضت شهيناز غيظا :
– لن ألين ..ولن يستطيع أن يكون فنانا أو عبقريافي الحب
– ماذا تريدين منه إذا ؟ أتركيه وشأنه إنه رجل ..
– لاشيء سوى أني أشعر برعشة شديدة لما أقترب منه ليثمل قلبي بماء قلبه ليمنحني ثقة أكبر بالحياة وليلهمني أشياء مفقودة بداخلي،فأنذر نفسي لأكون ملهمته الدائمة ..
– ألا تخافين عليه ..؟
– بلى إن قلبي يرتعد خوفا من امرأة أخرى جامحة تراوده عني.تذهله،تسحره،وتقوده حيث يشاء ..
– أنذريه بأن أصابعها لعنة وشفتيها لهيب وجسدها جحيم..
– كم مرة أنذرته.كم مرة حاولت أن أهدىء من روعه وأصورله راهب الفكر والفن والسياسة كيف يكون .. ولكنه كان يكفهر مثل الشتاء الغضوب القاسي ويصرخ في وجهي :
– أنا آخر المتصوفين..أنا ياقديستي لست الرب الذي تتصورين..رجل أنا كالآخرين بطهارتي بنذالتي..رجل أنا كالآخرين فيه مزايا الأنبياء وفيه كفر الكافرين ووداعة الأطفال وقسوة المتوحشين ..
– هكذا هم الرجال دائما أمام النساء..أطفال ، ضعاف ، حيارى ..
– بل لئاما يخونون ،يعبثون.يشتهون كل أنواع النساء وكل الأشكال ولايكادون يؤمنون بواحدة،ولا ولن يعدلوا في الحب .
– عزيزتي أنت امرأة ولا بد أن تحسني فنون الفتنة والغواية وإلا مامعنى أن تكوني امرأة ..
– أنا لا أريد أن أكون مثل بقية النساء..أحاول قدر المستطاع أن أكون استثناء ولو على حساب أشياء دنيوية عابرة.أكثر النساء مأواهن جهنم وبئس المصير .. إني أبكي من أجلهن إني أراهن الآن أمامي عاريات ، وشرارات حارقة تقذفهن كل حين..معلقات من شعورهن بأظافرنسور سوداء ومن حواجبهن بدبابيس صدئة ،نهودهن مرماة هنا وهناك متعفنة،مهترئة تنخرها الديدان الصغيرة..أفاعي كبيرة تمتص شفاهن اليابسة الزرقاء، أجنة مشوهة ملطخة بالدماء تصرخ صراخا مخيفا تتحرك أمامهن وهن ينهشنها بشهوة وشراهة ..
ارتجفت المرآة لهول ماسمعت وكادت تهوي ذاهلة ..أمسكت بهاالآنسة شهيناز ساخرة :
– لن أنغص عليك لئلا تفقدي صفاءك هذه الليلة فما أحوجني لأرى نفسي بعد أن أثار فضولي ..
– كم أنت متذبذبة ومضطربة..شكاكة هذه الليلة ياصديقتي ..ويبدوأنه أكثرمنك جرأة وصراحة ..
– لا أرجوك لاتزيديني هماأكثر من همومي ولا تتحاملي علي مثلما يتحامل علي الآخرون..صدقيني إني حائرة..ممزقة بين السماء والأرض..لقد أحياني وقد كنت ميتة.كأنما نفخ في روحي حياة جديدة..وكأني أكتشف نفسي من جديد..هناك مناطق في جغرافية جسدي لم تكن لسنوات طوال تشغلني ولاأعطيها أدنى اهتمام ..كنت حقا مفرطة في نفسي أشد تفريط..ولكنه اكتشف مناطق وجزرا بجسدي وقارات بروحي..إنه “كولومبس “الذي له فضل اكتشاف القارة الجديدة بعد أن ظل الناس يعتقدون – مدة قرون – أن العالم هو ماعليه ..
– هذارجل يستحق أن يعشق ..
– إني أنزف..وهو لايكاد ييأس..تراودني شياطين غرائزه وتستدرجني إلى وحل الأرض وأنا أتعفف وأحاول الارتقاء به عنان السماء ..
– ولماذا لاتحاولين أن تخففي عنه بعض أعباء الأرض .. فهومن طين و ابن هذه الأرض ..
– كيف ..؟
– أنظري جيدا ..تفرسي جيدا عينيك الحالمتين ..ثغرك القرمزي..جسدك الصارخ.امشي إلى الأمام..ثم تراجعي قليلا إلى الخلف..افتحي خزانتك ارتدي ثوبك هذا..لا ذاك..بل ذاك..الأبيض الموشى بالأحمر..ضعي عقدك العنبري..أطلقي سراح شعرك الطويل..لاتنسي عطرك الفواح.. التفي إنه هناك ستذهله المفاجأة..اقتربي منه ابتسمي سينتفض ،سيهرع إليك سيطوقك بملء ذراعيه سيحتضنك..سيقبلك ويقبلك وتمتد القبلات وترحلان مع لحظات شاردة إلى عالم بديع ستشعران كأنكما تسبحان في الفضاء فوق سرير أخضر تحفه تلال بهيجة وأضواء خافتة وموسيقى عذبة ملائكية.
جف ريقها وتوهمت أنه غير بعيد عنها،في حديقتها الغناء يهمس وراء نافذتها يدعوها.فهبت بكل طاقتها إليه لكن خياله كان باسطا عليها جناحيه كالنسر..ولم تدري كيف هوت على مرآتها بيدها المرتجفة فتطايرت شظاياهاوتدفق الدم..فشهقت باكية مثل الطفلة ..
قامت المرآة تجمع أجزاءها وتمسح دموع شهيناز وتضمد جرحه
اثم قالت لها :
– لاتحزني ياصديقتي،هذا رجل يستحق أن يعشق،ومن كثرة ماحدثتني عنه وقعت في غرامه..


_________________
كمال قرور كاتب وصحفي
kerouka@yahoo.fr

حكاية صاحب الفكرة وصاحب المال وقصة الاحتيال الظريف

” للحياة في المدينة
على المرءأن يمتلك نقودا
حتى لاذابة الثلج ” هايكو/ اسا

( قالوا ) التقى صاحب فكرة كان بطالا،وصاحب مال كان في أوج ثراه،في احدى الحفلات التنكرية العجيبة التي تقيمهاالعائلات”المرفهة”في الجمهورية ..أعجب كل واحد بالآخر ووجد عند صاحبه مايحتاجه ،فصاحب الفكرة يبحث عن ممول ، وصاحب المال يبحث عن فتوحات اقتصادية جديدة بعد انفتاح الجمهورية الاشتراكية على اقتصاد السوق..وبعد أن تبادلا شجون الحياة اكتشفا أن كل واحد منهما يحمل أفكارا سيئة عن الآخر بسبب سياسة فرق تسد،السياسة الحكيمة المتبعة من طرف جلالة الحاكم الجمهوري للخلود في الحكم ..
قرر صاحب الفكرة وصاحب الثروة،أن يضربا السياسة عرض “الغائط” و يؤسسا شركة تجمع أحلامهما. ولكنهما اختلفا في رأس المال.اقترح صاحب المال على صاحب الفكرة أن يعمل عنده فرفض.اقترح عليه نسبة من الأرباح ،جعلها الخمس ثم الثلث ثم النصف فوافق صاحب الفكرة.وأكد صاحب الفكرة، أن نصف رأسماله سيكون فكرة المشروع ولن يدفع سنتيما واحدا،بكل بساطة لأنه بطال.حاول صاحب المال أن يتحجج بكل الأعذار الاقتصادية وغير الاقتصادية بأن الفكرة مهما كانت،لن تكون مساوية للمال،لكنه اقتنع في الأخير بعد أن أصر شريكه العنيد،تأسست الشركة بينهما..رأسمال أحدهما فكرته والآخر ماله ويكون اقتسام الفوائد مناصفة .
أخرج صاحب الفكرة قصاصة صغيرة من جيب سترته مدون عليها تفاصيل مشروع كبير يعود على مموله بربح وفير..وبعد أن درس صاحب المال فكرة المشروع من كل الجوانب تحمس كثيرا،كلف مكتب دراسات عالمي لاعداد دراسة الجدوى،فكانت مشجعة للغاية ،فتبنى المشروع وأمر بصرف المال لانجازه.
كان صاحب الفكرة كعادته يطلب في كل مرة المزيد من المال ، لشراء التجهيزات التي يتطلبها العمل،وصاحب المال ينفق بسخاء دون تردد وأمله الكبير أن يثمر المشروع ويعوض ما أنفقه،وفي كل مرة يسأل :
– أين وصلت الامور ؟
بثقة،وبالتفصيل الممل،يجيبه شريكه صاحب الفكرة عن سير العمل وعن وجهة المال المصروف..مر ربع قرن على بداية المشروع،وصاحب الفكرة مازال يطلب المال ويؤكد لشريكه بأن ثمار المشروع بدأت تظهر.
بدأ صاحب المال يشك ويتردد في دفع المزيد من المال لكن صاحبه،يخبره بأنها المرة الأخيرة التي يطلب فيها مالا إضافيا، ويطلب منه أن يتحلى بالصبرلأنه سيحضر له مال الفائدة في المرة القادمة .
وظل هكذا صاحب الفكرة يراوغ وصاحب المال يستجيب لمطالبه دون أن يرده،ولكنه أصبح يشك في أمره،ويتساءل في صمت :
– ترى ماذا فعل بالوسائل التي اشتراها ؟
حاول أن يوقف هذا النزيف لكنه خاف أن يظلم الرجل .. وأحيانا عندما لا تكون عنده الأموال يستلف من البنوك المحلية والخليجية والعالمية ويسلمها له خوفا من عرقلته،لقد أنفق كثيرا من المال دون أن يرى شيئا ملموسا،أو يجني من وراء استثماره أرباحا أو عاد إليه استثماره سالما حتى لو لم يكن غانما ..
تساءل في نفسه :
ترى ماذا فعل بالتجهيزات الكثيرة التي اشتراها .؟
بعد أن استبد به الشك.قررأن يوقف تمويل المشروع الخاسرمتأسفا على ما آل إليه أصحاب الأفكار من خسة ونذالة.
قصد شريكه وقال له :
-أين هذا المشروع الذي أنفقت عليه،طيلة هذه السنوات ولم يثمر ؟
أخذه شريكه إلى أرض بور وقال له :
– هذا هو مشروع طموحك..مازال لم ينطلق ..
قال صاحب المال :
– وأين مالي الذي أنفقته بسخاء ..؟
قال صاحب الفكرة وهو يشير إلى مصنع كبير في الجهة المقابلة :
– هاهو مالك..أنجزت به مشروعا أخر..
ولما تصدر خبر الاحتيال الكبير صحف الصباح وخاصة صحيفتي “الفينانشل” و”الول ستريت”.تدخلت البنوك مطالبة مستحقاتها. باع صاحب المال بعض أملاكه ومصانعه ولكنه لم يستطع أن يسدد ماعليه من ديون.تضامنت البنوك الخليجية مع صاحب المال بسبب “الزائدة الدودية أو”العاطفة القومية”،ومسحت ديونه.. لكن”الأفامي” تعنت.تدخل واشترى كل الديون الباقية..
حاول صاحب المال أن يقنع شريكه صاحب الفكرة بحقه في المشروع الكبير الذي أنجزه من ورائه بماله..
وبعد تفكير وتردد قال صاحب الفكرة لشريكه:
– لأني نزيه ،أقبل أن تعمل عندي ..
– لا..
– أعطيك الخمس ..
– لا..
– أعطيك الثلث ..
– أريد حقي.. النصف ..
– أعطيك النصف..لكن شرطي الوحيد هوأن تكتب الأسهم باسم زوجتك الجميلة حتى لا يطالبنا “الأفامي” باسترجاع ديونه ..
قبل صاحب المال الفكرة،وشعربالخجل لأنه شك في نزاهة شريكه،ولما كتب الأسهم باسم زوجته الجميلة عند الموثق،قالت له :
– الأفضل يا عزيزي،أن ننهي عقد زواجنا اليوم حتى لا نضطر إلى العودة إلى هنا مرة أخرى أو “نتمرمد” في المحاكم..
لقد طلبني رسميا صاحب الفكرة للزواج،فوافقت، وسنمضي عام العسل على سطح القمر ..

_________________
كمال قرور كاتب وصحفي
kerouka@yahoo.fr

حكاية نبي الاوبيك وقصته مع المهدي غير المنتظر

“مع أننا شعوب تعيش من مادة النار إلا أننا نظن أن المياه ستشعل حروب المستقبل ” محمد بن راشد آل مكتوم

( قال الراوي ) كان السيد خفيف الظل المدعو(سخيف) من أشهر ظرفاء العرب الذين تحدث عنهم (في الاغاني والتهاني ) ابو الفرج ( أكرمكم الله )الوهراني، يتسكع في شوارع الجمهوريات العربية، لايجد لقمة يملأ بها بطنه الشرهة للأكل،قال في نفسه:
– رحم الله زمان كانت الأعراس فرصة لعابري السبيل والجائعين أما اليوم فإن الفقراء لايعرسون والأغنياء يعرسون في الفنادق الفخمة،ولايسمحون بالدخول إلا للضيوف الحاملين للدعوات الرسمية..
فكرفي حيلة تعيد له المجد والاحترام بين الناس،وتضمن له لقمة عيش شريفة.فلم يجد شيئا،سوى ادعاء النبوة،هذه البدعة التي كان يلجأ إليها بعض الأدعياء في التاريخ لتحقيق بعض مآربهم الدنيوية …
وما كاد ينتهي من التفكير في فكرته الطريفة حتى قبض عليه رجال مخابرات جمهورية(الكآبة)الشعبية المكلفون بمراقبة أفكار المواطنين الجامحة التي ينهى عنها الدستور الجديد.قيدوا يديه،وأخذوه إلى الخليفة المهدي الحاكم الأبدي للجمهورية..
كان المهدي يجلس،تواضعا،على جلد ماعز،ويدخن رنجيلة محشوة بالزطلة،وتعاطف مع السيد خفيف الظل النبي المزعوم:
– أعرف أنك لست نبيا ..
– كما أعرف يامولاي أنك لست المهدي ..
– ما قولك في المهدي المنتظر ؟
– مادام ينكر نبوتي،بدوري سأنكره وأشيع في الناس بانها بدعة شيعية ..
– وإن صدقك
– أكون لئيما إن لم أذكره بخير ..
– وإن أطلقك ..
– بشرت بمجيئه..
– ضحك المهدي كما لم يضحك منذ أن استولى على الحكم،حيث أصابه اكتئاب مزمن بسبب المحاولات الانقلابية التي تعرض لها عرشه ثم قال :
– يالك من رجل خفيف الظل وظريف حقا..
ثم استطرد وهو يهمس في أذن السيد (سخيف):
– أصدقني القول ياسيد سخيف إلى من بعثت ؟
– بصراحة يامولاي المهدي لقد بعثت إلى الدول المصدرة للنفط(اوبيك)..لأنذرهم بسوء تسييرهم للمنظمة وللثروة النفطية التي أنعمها الله عليهم،فلم يستغلوها أحسن استغلال..واستثني هنا الشيخ زايد طيب الله ثراه .
– ولكن كيف يبعثك الله في دولتي وهي دولة فلاحية وليست نفطية ولاعلاقة لها بدول (الأوبيك) المصدرة للنفط ؟
– هذه هي المشكلة يامولاي أنا بعثت هنا في المنفى على تراب جمهوريتكم العزيزة المنفتحة على الأفكار الديموقراطية والبرلمان والتعددية الحزبية والحريات وكنت سأهاجر بعد جمع الأنصار والمؤازرين إلى تلك الدول لأجاهر بدعوتي كما فعل الأنبياء من قبل ..
– وما الذي حدث أيها الرجل السخيف ..
– للأسف يامولاي..بعثت في الصباح،فقبض علي رجال مخابرات جمهوريتكم السعيدة في منتصف النهار،ومازالت سكرة النبوة تغشاني،فأفسدوا علي نبوتي ..
أخذ المهدي غير المنتظر،حاكم جمهورية(الكآبة)، نفسا طويلا من رنجيلته المزطولة،وأمر وزير المالية أن يعطيه ألف دولار من بيت مال المسلمين.ثم أصدر مرسوما رئاسيا عين بموجبه السيد (سخيف) مهرج القصر.

_________________
كمال قرور كاتب وصحفي
kerouka@yahoo.fr

حكاية الجاحظ وما جرى له في مكتبات الجمهورية ..

حكاية الجاحظ وما جرى له في مكتبات الجمهورية ..

المصدر

الرابط : فن وثقافة
كمال قرور
” إما أن نجد لنا سبيلا ، أو نصنع لنا سبيلا “
 هانيبال
( يحكى أن ) أبا عثمان عمرو المدعو الجاحظ  الكاتب العربي الكبير، صاحب المؤلفات والمصنفات العديدة، المولود في القرن الخامس لهجرة العقول، كان يتسكع في شوارع عاصمة الجمهورية، في عصر غير عصره، دون أكل أو شرب وقد ازداد جحوظ عينيه لرؤية “البيزيريات” ومحلات “الهامبورغر” وصالونات الشاي..تعففت نفسه أن يمد يده طالبا دنانير ليشتري لنفسه طعاما،أو يقتحم محلا من المحلات يأكل حتى يشبع ويتحمل كل العواقب. لكن في الأخير جاءته فكرة التعريج على بعض المكتبات ليقف بنفسه على مدى رواج مؤلفاته التي أفنى حياته في تأليفها، ليطالب ديوان حقوق المؤلف بحقوقه المادية المتراكمة. لاشك أنه سيصبح مثل الأغنياءالذين يستوردون كل شيء من الصين. هكذا راودته أفكاره ..
دخل المكتبة الأولى وسأل صاحبها :
–  أي الكتب تحقق رواجا هذه الأيام ؟
أجاب صاحب المكتبة دون تردد أو تفكير:
– كتب الطبخ .. طبعا ..يا سيدي ..
قال الجاحظ، بتواضع الأدباء والعلماء وهو يصلح ياقته وربطة عنقه وقد فاجأه جواب صاحب المكتبة غير المتوقع :
–  هل عندكم كتاب الحيوان للجاحظ ؟
– لا يوجد..ثم من يكون الجاحظ هذا أنا لم أسمع به من قبل ؟
شعر الجاحظ بالحرج، ودون أن يعلق على كلام صاحب المكتبة،انصرف متوترا، ودخل مكتبة ثانية ثم سأل صاحبها :
– أي الكتب تحقق رواجا هذه الأيام ؟
– تحفة العروس .. يا سيدي ..
– هل عندكم “البيان والتبيين” للجاحظ ؟
– عندنا نسخة واحدة ولم يطلبها أحد منذ عامين  …
خرج كاتبنا الكبير حزينا ودخل مكتبة أخرى وسأل صاحبها :
–  أي الكتب تحقق رواجا هذه الأيام ؟
–  رسائل العشاق .. يا سيدي ..
–  وهل عندكم كتاب “البخلاء” للجاحظ ؟
– لا أخفي عليك يا سيدي.. رغم أن هذا الكتاب مقرر على طلبة الثانويات في حصة المطالعة، للقراءة والتلخيص، إلا أن الإقبال عليه غير مشجع. الطلاب يسرقون ملخصه المنشور في أحد المواقع الأدبية على الأنترنيت ويقدمونه لأساتذتهم الذين ملوا بدورهم القراءة.صاروا يعطونهم علامات تقديرية ترضيهم وكفاهم الله شر القراءة والتصحيح، بينما دار النشر التي طبعته أول مرة بكميات هائلة تعرضت للإفلاس وصاحبها مازال حتى هذه الساعة في مصحة عقلية وندعو الله أن يشفيه ..
خرج أبو عثمان عمروالجاحظ الكاتب العربي الكبير، مهموما يجر خيبته وراءه. دخل مكتبة أخرى واستحى أن يسأل صاحبها أسئلته الفضولية، وكانت عيناه الجاحظتان تبحثان في زوايا المكتبة عن شيء ما، بكل تواضع كان كاتبنا يبحث عن كتبه القيمة. لما رآه صاحب المكتبة عرفه من جحوظ عينيه، رحب به قائلا :
-دون شك أنت هو الجاحظ الكاتب العربي الكبير ؟
شعر الجاحظ بالخجل وازداد تواضعا. تلاشت فجأة غمامة الحزن التي حجبت أفقه منذ دخل أول مكتبة في عاصمة الجمهورية 
–  نعم أنا هو الجاحظ بلحمه وشحمه وجحوظ عينيه …
قاطعه صاحب المكتبة وكان باحثا أكاديميا نشيطا، قدم رسالة دكتوراه في الأدب المقارن بجامعة السوربون، قارن فيها بين بخيل الجاحظ وبخيل موليير، واكتشف أن الجاحظ الكاتب العربي قرأ بخيل موليير وتـأثر به كثيرا، بل أعاد نسخه وسلخه ولم يأت بجديد. ونظرا لمجهود الباحث الكبير في التنقيب عن السرقة الأدبية المفضوحة التي غيرت وجهة تاريخ الأدب الحديث والمعاصر، منحته لجنة التحكيم درجة ممتاز مع التوصية بالطبع ..
وبالمناسبة وقع الباحث الكبير نسخة من كتابه الفاخر الصادر عن منشورات (هاشيت )، وسلمها لكاتبنا ثم أشار إلى ملصقة معلقة على الجدار تحمل صورة الأديب الكبير وكتب عليها بخط كبير،  هذا السارق الكبير مطلوب من طرف (الأنتربول). من يقبض عليه أو يدل على مكانه له مبلغ عشرة آلاف أورو أو ما يعادلها بالدولار..
قال الجاحظ :
– ولماذا لا تقبض علي وتسلمني ل(لأنتربول) وتستلم الجائزة
قال الباحث صاحب المكتبة :
–  أنا أكاديمي وعضو فعال في منظمة حقوق الإنسان. صاحب أخلاق ومبادئ، لا يشرفني أن أفعل ذلك ..
قال الجاحظ :
– وكيف سمحت لك أخلاقك أن تتهمني بالسرقة الغريبة وتمتنع عن تسليمي ل(لأنتربول) الذي استند إلى مذكرتك ليثبت التهمة
– هذه الفلسفة يطول شرحها، وكما يقال: لكل مقام مقال. ولكني أطلب منك أن ترفع دعوى قضائية على الروائي الجزائري الطاهر وطار لأنه استغل اسمك في تسمية جمعيته  “الجاحظية”،  ويصدر مجلة أدبية محكمة عنوانها “التبيين”وهي كما ترى سرقة موصوفة لنصف عنوان كتابك الشهير “البيان والتبيين”. ارفع عليه دعوى قضائية وطالبه بالتعويض المادي والمعنوي.. وإن لم تكن تملك المال الكافي، أنا أدفع مصاريف المحامي.. المهم أن يتوقف نشاط هذه الجمعية ويتوقف صدور مجلتها بحكم قضائي حتى لا تثور منظمة العفو الدولية،وتملأ الإعلام الدولي صراخا وعويلا على الحريات.. 
قال الجاحظ :
– هذه ليست أخلاقي ..
قال صاحب المكتبة الباحث :
– إذا كنت خائفا من رد فعل وطار الانتقامي، أعطني توكيلا، وأنا أقوم بالواجب، باعتباري أحد المختصين الجامعيين في تراثك الأدبي ..
قال الجاحظ :
–  عجبا أي تراث هذا الذي أفنيت عمرك في نفيه واتهمت أصحابه زورا بسرقته..كان بإمكان الروائي الطاهر وطار أن يسمي جمعيته “الوطارية”نسبة إليه،ويسمي مجلته الأدبية التبيين : “طز”.. وهو حر في ذلك،ولن يعترض عليه أحد، حتى وزير الداخلية نفسه.. ولكنه منحني شرف الامتداد في التاريخ والذاكرة ويستحق أن أشكره ..
ق
ال صاحب المكتبة الباحث :
 –  يبدو أنك مرهق وجائع. تعال نذهب إلى أقرب مطعم فاخر،  وهناك نعقد صفقة بيني وبينك. تتنازل لي عن كتابك الرائع “الجواري والقيان” لأعيد طبعه باسمي في طبعة عصرية ملونة ومزينة بالصور ليقبل عليها شباب اليوم. وتأخذ حقوقك كاملة..
تأسف الجاحظ الكاتب العربي الكبير، بينه وبين نفسه، ولم يرحب بفكرة صاحب المكتبة “المتثاقف” والباحث الأكاديمي والعضو الفاعل في منظمة حقوق الإنسان.. وساءه أن يصل التعفن إلى مداه. كان متحمسا للتنازل عن كل حقوقه من أجل أن تبقى الأجيال تقرأ وتقدر العقل. ولكنه ليس مستعدا أن يبيع أتفه رسالة كتبها في حياته ولو بكنوز قارون أوثروة “بيل غايتس”  أوأموال الملياردير السوفي “جيلالي مهري”..
حاول الباحث الأكاديمي أن يفهم ما يدور في رأس الكاتب العربي الكبير ولكنه لم يستطع. ظل ينتظر دعوته إلى المطعم الفخم، لعقد صفقة العمر، لكنه لم يفعل .
سار أبو عثمان عمرو الجاحظ الكاتب العربي الكبير في شوارع عاصمة الجمهورية، ومازال يسير، أنسته همومه آلام جوعه، حتى اختفى عن الأنظار. ابتلعته آلامه
kerouka@yahoo.fr

قصة: إضراب غير دستوري في مطبخ حاتم الطائي (ماكدونالد) العرب ..

قصة: إضراب غير دستوري في مطبخ حاتم الطائي (ماكدونالد) العرب ..

كمال قرور

11/08/2008
قراءات: 20

” كل شيء ينضح بالجريمة في هذا العالم،
الجريدة والحائط ووجه الانسان .” 
شارل بودلير 

( قال الراوي ) نزل رجل الأعمال ( الرادمة ) المشهور في جمهورية (الكح)، ضيفا على حاتم الطائي الذي أصبح يعرف بـ”ماكدونالد” العرب، في فيلته الفخمة على شاطئ البحر الأحمر أو الأبيض أو الأزرق أو الميت، لا يهم ..
وكانت صورته الكبيرة تعلو أحد الجدران، وهو في بدلته السوداء الأنيقة وربطة عنقه يبتسم كأنه مرشح للبرلمان وكتب في الجانب السفلي، بخط واضح:
– الكرم والجود من شيمنا.
وعلى الواجهة كتبت يافطة بخط كبير :
إلى ضيوفنا الكرام: نظرا .. ونظرا .. ونظرا ..نضمن لكم نصف الضيافة، المبيت فقط، الرجاء إحضار “ساندويتشات” معكم لأن طباخينا في إضراب عام غير دستوري..
تعجب رجل الأعمال ( الرادمة ) وهو يقرأ اللافتة. ولكن لم العجب وقد أصبحت الإضرابات حقا من حقوق العمال الدستورية في الدول التي تحترم نفسها فما بالك بمطبخ حاتم الطائي الذي وصل صداه أصقاع العالم من سنغفورة إلى فنزويلا..
وبينما كان رجل الأعمال (الرادمة) منشغلا بحدث الإضراب الذي صادف مجيئه لسوء الحظ، فإذا بحاتم الطائي بشحمه ولحمه وتواضعه يستقبله كعادته بترحاب منقطع النظير وهو في قمة شياكته رغم ما كان يخفيه من “زعاف” :
– مرحبا بالضيف الكريم، حللت أهلا ونزلت سهلا ..
– شكرا على كرم الضيافة أيها الأخ الكريم ..
– طالت غيبتك في بلاد الصين هذه المرة؟
– نعم رحلة تجارية فاشلة كلفتني كل رأسمالي هناك ..
– وكيف وأنت أبو التجارة وصاحب الشطارة ؟
– أنت تعرف أني تعاملت مع “الشناوة” كثيرا في تقليد البضائع: الأدوات المنزلية والكهربائية ومواد التجميل والإلكترونيك والألعاب والألبسة والأدوية، وربحت مالا كثيرا ولكن هذه المرة لما سمعت أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية توقفت بسبب نفاد الحجر قررت أن أستغل هذه الفرصة الذهبية. أخذت حجرا حقيقيا لأقلده وكان حلمي يراودني أني سأصبح أغنى الأغنياء، وأحتل المرتبة الأولى في ترتيب مجلة (فوربس) الأمريكية وخاصة أن هذه الحرب الحضارية بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن أن تنتهي، إلا بفناء العالم. طفت الصين ورشة ورشة وكذا طايوان، والكوريتين، ولم أجد من يصنع لي حجرا مقلدا، بل وجدتهم متفقين جميعا على شعار واحد، نقلد كل شيء إلا الحجر.
قال حاتم الطائي :
– يالها من رحلة خاسرة.. ويبدو أننا في الخسارة سواء ..
– ماذا حدث ؟
– إن الطباخين في إضراب عام مفتوح.. وتسببوا في عرقلة واجب الضيافة.. ولهذا قررنا أن نقوم بنصف واجب الضيافة أفضل من تركها كلها..
– ولماذا يضرب الطباخون عن العمل وخاصة أنهم يقومون بواجب عربي جليل.
– إنهم يطالبون برفع الأجور وتحسين المعيشة والتأمين، وإكراميات الساعات الإضافية والعمل الليلي وكذا عمل العطل.. والبقشيش ..
– المفروض أنهم يتطوعون في سبيل خدمة الضيف وينذرون عملهم لوجه الله وليس لوجه أحد.. إنهم بهذا السلوك يسيؤون إلى سمعة مطبخكم الذي يضرب به المثل في الكرم في الكتب القديمة، وفي “كاتالوجات” السياحة الحديثة.
– لقد أقسمت، على المباشر، في حوار خاص مع الجزيرة بأن لا أزيدنهم دولارا واحدا، وإن تمادوا في إضرابهم فإني سأضرب عن الضيافة إلى الأبد. أحول المطعم إلى شركة مختصة في الوجبات السريعة أجني من ورائها آلاف الدولارات..
– نصحتك كثيرا أن تفعل ولكنك …
– أبناء الحلال كانوا يشجعوني على واجب الضيافة وهم من نصحوني اليوم بالإبقاء على نصف واجب الضيافة حتى لا تهتز سمعة الطائي بين المستوردين العرب الذين يستوردون السلع من بانكوك وهونكونغ واليابان وتايوان وتايلاند وماليزيا وسنغافورة ..
– أنت أدرى بشؤونك يا سيد الجود والكرم.. ولو كنت مكانك لعوضتهم بطباخين من الباكستان والهند وماليزيا وأندونيسيا إن العمالة الآسيوية ماهرة، ومطيعة ورخيصة الأجر. وإذا سمحت لي سأقوم بجلب هذه العمالة بنفسي.
– إنهم معتصمون بالمطبخ ليل نهار وهددوا بحرقه كذا مرة في حالة إقدامنا على استقدام العمالة الأجنبية..ولهذا أحجمنا عن المغامرة.. لقد أمهلتهم أسبوعا إن لم يتراجعوا عن إضرابهم غير الشرعي فسأكتب مذكرة لـ”لأفامي” مقترحا خطة لتحويل الجمعية الخيرية المسيرة للمطبخ إلى شركة ذات أسهم، وأبيع نصف الأسهم للشركات المتعددة الجنسيات. وأقوم بتحديث المطبخ ليصبح فيه كل شيء آليا وبالتالي تسريح عدد كبير من العمال، وإجبار بعضهم على التقاعد المبكر، والتخلص نهائيا من وجع الدماغ.
قال رجل الأعمال ( الرادمة ) :
– أحسنت يا سيد الجود.. سيكون لي الشرف أن أشتري أسهما في الشركة الجديدة ..

 

كمال قرور

رواية التراس

روايــة الـتـراس

ملحمة الفارس الذي اختفى
الكتاب: التراس… ملحمة الفارس الذي اختفى (رواية)
الكاتب: كمال قرور
الناشر: بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2008

إن فضيلة الرجل هي أثره ولكن الرجل السيء السمعة منسي

لوحة قبر شريف مصري قديم، من حوالي 2000 ق.م

“..أدركت أن الواقع دائما أكثر روائية من الخيال، وأنه يجب أن يتفوق الخيال، ليس على الواقع وإنما على خيالية الواقع ..”

الروائي غارسيا ماركيز 

حديث الراوي ..

قال (الراوي) هي حكاية تروى للعبرة والاعتبار ولكنها ليست ككل الحكايات التي جاءت على لسان شهرزاد في ليالي ألف ليلة وليلة، أو على لسان الحيوان كما في حكايات كليلة ودمنة لابن المقفع. الحكاية واقعية وفيها ما يشبه الخيال، غرائبية وبعض تفاصيلها أغرب من الخيال. إنها حكاية التراس الفارس البطل الهمام الذي ولد وتربى وعاش وغامر وجاهد على أرضنا الطاهرة ثم اختفى في لحظة حاسمة وفي ظروف غامضة من تاريخ أمتنا المجيد.

والملحمة التي نرويها للأجيال تتداولها الألسنة على الهامش في المناسبات الوطنية والدينية، كما يتداولها رواة السير الشعبية في الأسواق، في المناسبات الدينية والأعياد الوطنية، ولكن للأسف حتى اليوم ترفض السلطات تدوينها في كتب التاريخ وإدراجها في المقررات المدرسية لأنها تستند إلى —-المؤرخين الرسميين– الذين يرونها تفتقر إلى الواقعية، والموضوعية.

والمؤرخون سامحهم الله، بدءا بابن كثير والطبري والمسعودي وابن خلدون وانتهاء بعبد الرحمان الجيلالي وتوفيق المدني، يهتمون كثيرا بهذه القضية ويولونها عناية فائقة في كتابتهم للتاريخ الرسمي المتواتر والمتسلسل والمترابط كعقد الجوهر. إذ ما قيمة الأحداث التاريخية – في نظرهم- إن لم تكن واقعية وموضوعية..؟

وهكذا يا سادة، تبقى حكايتنا، حكاية بطلنا التراس، مجرد حكاية تحكى للعبرة على هامش التاريخ الرسمي الموجه والمنقح والمزيد والمغربل من كل الشوائب والزوائد والدسائس والأقاويل، في انتظار إعادة كتابة تاريخ أمتنا المجيد بعيدا عن التعصب والتحيز والتزوير ..

ما حكاية التراس إذا؟ ولماذا اختفى؟ وكيف اختفى؟ وهل كان يجب أن يختفي في لحظة نصر مصيرية كتلك التي اختفى فيها وترك شؤون العباد في قبضة الفوضى تسيرها أنى شاءت وكيف شاءت ؟

 

بطل من خيال ..

قال (الراوي) كان التراس فارسنا بطلا معروفا في تلال عنابة ومتيجة ووهران. وجبال ايدوغ وبابور والاوراس ولالا خديجة والوانشريس والظهرة وأولاد نايل والقصور والنمامشة والزاب وحتى في الصحراء المترامية الاطراف والرمال.. أرض التوارق الرجال الزرق الشجعان المتاخمين لأفريقيا السوداء، كما كان معروفا في طانجة وقرطبة وسوسة وطرابلس ومصر والشام والحجاز، يعرفه ويقدره كل الناس: كبيرهم وصغيرهم ذكورهم وإناثهم.. كما تعرفه الحيوانات البرية والمتوحشة، و طيورالبر والبحر وأشجار السرو والبلوط والصفصاف واللوز وأزاهير السوسن والنرجس والأقحوان والخزامى ..

أطلسي القامة، عريض المنكبين، عيناه نجمتان ساطعتان وفمه هلال، وشعره غابة صنوبر

أفقه سماء.. وعطره الخزامى، وحديثه جدول عذب يطفئ ظمأ كل المخلوقات..

عندما يسيرالتراس في الطريق يهتز التاريخ تحت قدميه وتتقلص الجغرافيا، ولما يمتطي جواده الريح تحييه النساء بالزغاريد والرجال بالبارود والأطفال بالتهاليل والأناشيد وتنحني له الأشجار و الأطيار..ويرشه الغمام بما اعتصره من قطر ..

كان بكل بساطة إنسانا بسيطا في مأكله، لا يأكل إلا ما تغرس يداه.. ومتواضعا في ملبسه، لا يلبس إلا ما تصنع يداه. وكان أيضا لطيفا جدا مع الصغار ومقدرا الكبار، ورحيما بالحيوانات والنباتات والأشياء، ولذلك كان الجميع يحبونه.. وبصراحة، كان هو الآخر لا يضمر عواطفه النبيلة اتجاه من حوله، لأنه كان سعيدا بذلك الحب والاحترام.. وكان يدعو الجميع أن يحبوا ويحترموا بعضهم، حتى تسود المحبة في ربوع الوطن

فقط صديقه “اللقلق” كان يعلم ما يخفي في قرارة نفسه من لهيب الثورة، اتجاه “العماليق” الذين استعبدوا أبناء وطنه وساموهم سوء العذاب.

أبدا لم يكن التراس إنسانا عاديا.. بل كان إنسانا غريب الأطوار منذ ميلاده الغامض الموغل في التاريخ السرمدي..

أسطورة التراس الحكيم ..

قال (الراوي) هناك من يؤكد أن التراس ملاك في صورة إنسان أرسله الخالق إلى الأرض لينقذ الناس من الظلم الذي لحق بهم، وهناك من يروج لأسطورة الزواج المختلط بين الإنس والجن وكان فارسنا ثمرة هذا الزواج المبارك الذي لم يكن إلا مرة واحدة في تاريخ الكون.. وقال آخرون استنادا إلى ما جاء في الكتب القديمة: هذا عوج بن عناق الذي عاش في زمن سيدنا نوح عليه السلام والذي ساهم في نقل الأخشاب من بلاد بعيدة لبناء السفينة العظيمة التي أنقذت المؤمنين وبقية الكائنات الحية التي أمر الله نبيه نوحا أن يصنعها لهذا الغرض.. ثم عاصر النبي موسى، ولما قابل نبي الله عواج بن عناق، وكان طول النبي عشرة أذرع، كطول عصاه، وثب في السماء عشرة أذرع أخرى وضرب عوجا فأصاب كعبه، فتهاوى على الأرض، وهذه الحكاية الطريفة لا تختلف عن حكاية البطل آخيل الذي مجده هوميروس في إلياذته العجيبة. لما أصيب كعب أخيل لقي حتفه بينما كان جسد عواج بن عناق جسرا لأهل النيل يعني يهود الخروج الذين اجتاحوا أرض فلسطين العربية منذ القدم.. ولما استيقظ من غيبوبته بعد قرون، أصبح مهديا..

 لما يسأل التراس عن هذه الروايات المتداولة بين عامة الناس يتعجب لقدرتهم على نسج الخيال وجعله واقعا، وعجزهم عن نسج الواقع ليصبح خيالا.. لذلك يصمت، ويغرق في صمته وعزلته ..

وحين يسأل عن والديه يقول بعفوية أبي التاريخ وأمي هذه الأرض الطيبة، وكل الكائنات إخواني، لأنا جميعا رضعنا ثديها الخيرة المباركة ولعبنا في حجرها الفسيح، وشاغبنا وشاكسنا لكنها لم تزدد بنا إلا رحمة ورأفة وحنوا..

عندما يعيد التراس هذه التفاصيل التي لا يكل من تكرارها على مسامع سائليه، يسجد سجود العابد في صومعته، فيبدو مثل جبال الأطلس يقبل التراب الزكي ثم يذروه في السماء، فيتناثر بعيدا كأن عاصفة هوجاء نثرته، يبتسم، ثم يصرخ :

الله.. الله ..كم قصرنا في حق هذا التراب ..

يشعر حينئذ كأنه مسؤول عن ذاك التقصير، تسيل دموعه وتفيض وديانا وأنهارا.. وسرعان ما تتشربها الأرض العطشى..

عندما يسأل التراس فارسنا المغوار عن عمره، يحلو له دائما أن يجيب سائليه:

عمري قرون من الشوق والحنين

وهذه القرون انتهت

كيفما شاءت لها الأقدار أن تنتهي

 وليس لي عليها سلطان

ولست أستطيع أن أغير فيها

 بالإضافة أو الإنقاص.

فهي ماض انتهى،

ولا يحق لي أن أضعه

على رأسي تاجا

أتباهى به أمام الأمم

وإنما من حقي أن أفترشه

 بساطا وثيرا أستريح عليه

كلما تعبت قدماي من السير

في زحمة الحياة.

والغد في علم الغيب

مازلت غير مدرك إياه

وغير مستطيع أن أفعل به ما أشاء

فهو ليس ملكي،

ولست أدري ما يخفي لي في جيبه،

ولكن من واجبي

أن أنظر إليه نظرة أكثر ايجابية

من نظرتي إلى الماضي

لأن مصيري هناك،

 لذا وجب علي ترقبه

حتى لا يفاجئني ويربك خطواتي ..

 وأصدقكم القول يا أصدقاء :

أن عمري الحقيقي

هو اللحظة الحية الفاتنة

التي أحدثكم فيها

وما أفكر فيها

وما أفعل فيها

وما أقرر فيها

هكذا دائما، يكون حديث فارسنا التراس عميقا عمق الأرض التي تربى على أديمها، وشهيا شهية ما تنبته من قمح وشعير وتفاح وعنب ورمان وكرطوس وزيتون وخوخ ومشمش وزعرور وتمر وهندي.. وعذبا عذوبة المياه التي كانت تتدفق في الوادي الكبير قبل أن يحوله “العماليق “إلى وجهة أخرى ويحرموا منها أبناء وطنه، وطن الشمس..

ولأنه كذلك كان يحلو لبعضهم أن يلقبوه “الحكيم “. وفعلا بالإضافة إلى طيبته وتواضعه كان التراس حكيما. حنكته التجارب، وأمهات كتب الأمم الغابرة التي صنعت مجد الحضارات البشرية المتعاقبة وساهمت في رقي الإنسانية..

إنه يخصص لتلك الكتب الجليلة وقتا طويلا في كل مساءاته الهادئة.. إن مكتبته العزيزة عليه أكثر من أي شيء آخر لتزخر بعلوم الهنود والصينيين والبابليين والفارسيين والمصريين والرومان واليونان والعرب المسلمين ..

وبها ثلاث نسخ قديمة ونادرة من الكتب السماوية : توراة اليهود وإنجيل المسيحيين وقرآن المسلمين ..

 

ثورة..

قال ( الراوي ) بعد قرون من الاستعباد الظالم، والجوع الكافر والعري السافر والخوف القاتل، والتشرد السافل، والنوم في العراء.. والاعتصام بقمم الجبال ..

بعد تردد وتسويف وتخاذل وانكسار..

عصفت رياح الثورة بعد مخاض كبير،

وكان لها أن تعصف قبل هذا الزمن بكثير..

ولكن هيهات.. هيهات

كان التراس البطل الهمام في مقدمة الأبطال الذين قرروا أن يهبوا أنفسهم وأرواحهم فداء للوطن الغالي ويلقنوا العماليق درسا في التضحية من أجل الحرية والكرامة. ولأنه كان ينتصر في كل معاركه مع الأعداء صار حديث الأطفال والنساء وصار محسودا من قبل الأصدقاء ورفقاء السلاح، كان كل واحد يتمنى أن يكون هو التراس دون أن يفكر كيف يكون مثل التراس بأفعاله وأخلاقه، ولم يصبح التراس مثل ما هو عليه مصادفة أو عبثا إنما كد واجتهد قرونا، ورسم لنفسه هدفا ساميا ..كان في وقت من الأوقات أكبر من حلم.. كان مستحيلا ..

 لذلك صار هدف الأعداء ” العماليق ” حيث وضعوا له الخطط ونصبوا له الشرك للقبض عليه واغتياله، واشتروا نفوس بعض من حسدوه وبغضوه وكرهوه وآثروا خيانته لينوبوا عنهم، ولكنهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، لأن الأشجار والأطيار التي تحبه وتقدره كانت تحميه بنفسها من مكائدهم. وكان التراس سعيدا بذلك الحب النقي المنزه عن كل منفعة أو أي تملق ..

 كما كان مرتاح البال، يفترش الغمام وينام ملْء جفونه.. كيف لا، وصديقه الوفي اللقلق يحرس ظهره من كل طعنة خائنة ويفديه بنفسه ..

لما عجز العماليق عن القبض عليه والفتك به ليتجنبوا ضرباته القاتلة، وفتوحاته العظيمة في تحقيق المستحيل، قايضوا رأسه مقابل حرية كاملة للوطن ..

المهم اتضح ما كان خافيا من تفاصيل المؤامرة وهو أن لا ينعم التراس باستقلال وطنه وأن لا يتزوج حبيبة قلبه ست الحسن، وأن لا يتوج حاكما أبديا لوطن الشمس.. حيث ستزف حبيبته إلى عريس غير الذي اختاره قلبها.. مثلما حدثته جدته العظيمة ” نانّا خدوج” ..

*مقتطع من الرواية الفائزة مناصفة بجائزة مالك حداد


فهرس المدونة

يسعدني أن أضع بين أيديكم هذه الخريطة التي توضح لكم الطريقة التي تم بها تنظيم المدونة, حتى نوفر على القارئ عناء البحث و نسهل عليه إيجاد ما يريده من خلال قراءة هذا الإدراج

البث التجريبي لقناة كمال قرور keroukatv

حكاية الجاحظ وما جرى له في مكتبات الجمهورية ..

قصة: إضراب غير دستوري في مطبخ حاتم الطائي (ماكدونالد) العرب ..

كيف تكون سطيف عاصمة الثقافة الوطنية؟

المشروع الثقافي الهادف لجزائر الالفية الثالثة

البوم صور حفل استلام جائزة مالك حداد بتقنية الفيديو

رواية التراس

الصحفي كمال قرور لاسبوعية المحقق

الكاتب والروائي كمال قرور لوكالة اخبار الشعر العربي
مقالات الصحافة الجزائرية حول الجائزة

مالك حداد للرواية: بين فرحة توزيع الجوائز وإضافة دعم مضاعف للجائزة

كمال قرور، الفائز مناصفة بجائزة مالك حداد للجزائر ينوز

الروائي كمال قرور الفائز بجائزة مالك حداد في ضيافة النور

كمال قرور الفائز بجائزة مالك حداد للرواية لـ”الخبر”

انجازات 2007 على مستوى الثقافة والأدب في عين كمال قرور

البوم الصور

كمال قرور صاحب المدونة يحوز على جائزة احلام مستغانمي

مجتمع جزائري جديد او الكارثة

تاريخنا الافتراضي 2

تاريخنا الافتراضي …

شهادة ضد الريح .. الايام الادبية لمدينة العلمة

عن ماركيتينغ الخطاب …. وصناعة المعرفة

المشروع الثقافي الهادف لجزائر الالفية الثالثة

حساد كتاب الطبخ وفقه الاستنجاء …

الجعجعة والطحين …

الدولة والبواطن ….تلك هي المهزلة ..

صناعة ثقافية.. بديلة للسخافة

عاصمة الثقافة العربية كيف تكون ؟

صناع الثقافة بين الحرية والخبزة

انت تفكر.. اذن انت تنتج ..

هذا التاريخ .. ما اثقله

ديموقراطية الموبيل

انسحاب الملتاريا .. بداية السؤال المر ..

ليس بالخبز وحده نحيا ..

هذا الجيل الازرق .. دعوه يعمل .. دعوه يقرر

بؤس السياسة .. بئس الثقافة ..

الفعل المخل بالثقافة

الحكومة تسرق المواطنين…

معرض الكتاب الدولي وعقل الجزائري المهدور ..

ليصمت الساسة .. وليتكلم المثقفون ..

المثقفون شركاء وليسوا أجراء !

مثقفون أم متثاقفون