حنان حملاوي   
08/02/2010
اعتبر الروائي كمال قرور، الفائز بجائزة  مالك حداد للمبدعين الشباب،نفسه من بين الروائيين الجزائريين الشباب الذين يفضلون الكتابة في صمت بعيدا عن الضوضاء والأضواء. أوضح كمال قرور لدى نزوله أول أمس ضيفا على فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي للحديث عن روايته الموسومة ''التراس''، الحائزة على جائزة مالك حداد، أن هذه الأخيرة دفعته إلى
 إقرأ المزيد 

كمال قرور يطالب ''الاختلاف'' بكشف تقرير لجنة تحكيم جائزة مالك حداد

كمال قرور يطالب ”الاختلاف” بكشف تقرير

 لجنة تحكيم جائزة مالك حداد

طالب الروائي الحائز على جائزة مالك حداد للرواية الجزائرية المكتوبة بالغة العربية مناصفة في دورة ,2007كمال قرور، طالب جمعية الاختلاف المشرفة على الجائزة الأدبية، بكشف تقرير لجنة التحكيم• وقال في اتصال هاتفي مع ”الخبر الأسبوعي”، إن ذلك سببه تشكيك أمين عام الجمعية، بشير مفتي، في روايته التي وصفها بأنها مجرد حكاية شعبية بسيطة وليست رواية• وقال قرور إذا كان مفتي ينقص من القيمة الفنية لرواية ”التراس”، فهو يشكك في نزاهة وقدرات لجنة التحكيم التي تضم أسماء أدبية ونقدية عربية لامعة، هما الناقدة يمنى العيد والروائي السوري نبيل سليمان، مضيفا أنه فضل عدم نشر التقرير حتى لا يؤثر على القراء بآراء لجنة التحكيم التي امتدحت الرواية•

هذا، وقد عادت جائزة مالك حداد إلى الواجهة أواخر السنة الماضية، بعد أن قرر كمال قرور إرجاع مبلغ الجائزة لأنه استلم النصف فقط، الشيء الذي أدى إلى تراشق إعلامي بينه وبين بشير مفتي، دفع بالكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، بصفتها راعية الجائزة، إلى الانسحاب والتنازل عنها•

رَجُلُ التعْلِيمِ

في حوار مع الباحث المغربي محمد سعيد الريحاني:

رَجُلُ التعْلِيمِ مُوَظفٌ وَلَيْسَ مُثَقفاً

أجرى الحوار الإعلامي المغربي إدريس ولد القابلة

 إدريس ولد القابلة: من هو محمد سعيد الريحاني؟

محمد سعيد الريحاني: إنسان مغربي وُلِدَ لِيَعِيشَ ويُرَفْرِفَ بين مرحلتين هامتين من تاريخ مغرب ما بعد الاستقلال: الأولى هي المرحلة  المعروفة بسنوات الرصاص(1961- 1998)، والثانية هي المرحلة التي سُمِيَتْ بمرحلة التناوب والتوافق(1998-…). ولأن محمد سعيد الريحاني تملكته روح الكتابة، فقد صار بديهيا أن ينخرط في الكتابة عن المرحلتين معا إما بالدراسة الرصينة  أو بالإبداع القصصي، نقدا أو وصفا أو تحليلا…

  

إدريس ولد القابلة: لمادا التفكير في إصدار كتاب خاص عن تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب؟

 

محمد سعيد الريحاني: في مقدمة كتاب تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب، وهو بالمناسبة كتاب إلكتروني لا زال ينتظر فرصة الخروج للقارئ في حلة ورقية، نقرأ التقديم التالي الذي نعتقد انه جواب فصيح على السؤال المطروح:

 

عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ.

هدا الكتاب هو ثمرة نضال حقيقي ضد أشكال الشطط والتلاعب بإرادة المهنيين وكرامة الموظفين من سنة 2003 إلى سنة 2008. وقد نضج هدا الكتاب سنة بعد سنة، بيانا بعد بيان فاستحق بدلك أن ينشر مجمعا كشهادة صارخة للتاريخ ضد كل أشكال التزوير والعبث الممنهج بإرادة المواطنين ليكون بدلك وثيقة تاريخية من جهة وشكلا من أشكال رفع سقف حرية التعبير من جهة ثانية.

في زمن الحداثة وما بعد الحداثة بمقولاتها موت الإنسان ، موت المؤلف، موت الزعيم، موت الإيديولوجيا… يحز في القلب أن نجد شعوبنا وأنظمتنا  ترفع شعارات الردة من قبيل موت الشفافية، موت المصداقية، موت الكفاءة، موت النقابي ، موت السياسي…

وفي ظل موت النقابي والسياسي، صدرت هده البيانات كصرخات سنوية حرة وأبية ومستقلة دوت قوية على المستوى الوطني وحفرت حضورها عميقا  في أداء الجهات الوصية على تزوير الإرادات مضاعفة الارتباك في مراكز الشطط  وأطرافه.

 

بالإضافة إلى هدا التعليل، أود أن اعترف بأنني رجل عاشق للجديد وموله بالطرقات غير المعبدة ومهووس بالتأسيس لتقاليد جديدة. وعلى هده الخلفية أصدرت الاسم المغربي وإرادة التفرد سنة 2001 الذي اعتبر في حينه  أول دراسة سيميائية للاسم الفردي العربي، كما انتهيت قبل أسابيع من وضع اللمسات الأخيرة  لكتابي القادم  عندما تتحدث الصورة وهو بالمناسبة  أول سيرة ذاتية مصورة في تاريخ الأدب والفن الإنسانيين،  كما ساهمت في وضع الأسس النظرية والإبداعية لالمدرسة الحائية مدرسة القصة المغربية الغدوية، بالإضافة إلى الكتاب موضوع هدا اللقاء الصحفي  تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب الذي يبقى بدوره أول كتاب موقف يحاكم العقليات المتحكمة في رقبة التعليم بالبلاد.

 

إدريس ولد القابلة: هل التلاعب بالامتحانات المهنية ممارسة مرتبطة بفساد القائمين على الإدارة المغربية، أم أنه آلية من آليات النهج المتبع في تدبير شؤون البلاد عموما؟

 

محمد سعيد الريحاني: وجهة نظري أن فلسفة التدبير هي المتهم الأول في موضوع الخلل الذي يعاني منه القطاع. ففي سنوات الرصاص(1961- 1998)، كان التعليم الوطني معسكرا لحصر امتداد أنصار المعارضة السياسية السابقة في قطاع شبه وحيد يُسَهِلُ عملية ترويضهم ومعاقبتهم داخل أسواره. أما في مرحلة التناوب والتوافق(1998-…)، فقد صار قطاع التعليم ملحقة سرية تابعة للجلسات غير العلنية لهيأة الإنصاف والمصالحة يحظى دون غيره من القطاعات بتعويض رجال التعليم المنتمين لألوان المعارضة السابقة إداريا وماليا من خلال امتحانات مهنية مشكوك في نزاهتها ومطعون في مصداقيتها.

  

إدريس ولد القابلة: بهذا الخصوص، هل يمكن الحديث عن الفساد كمنظومة بالمغرب؟

 

محمد سعيد الريحاني: المحاباة وإرضاء الخواطر بدل الاحتكام لسلطة القانون ومعيار الكفاءة، والتعيين والانتداب محل التنافس الديمقراطي والانتخابات الديمقراطية، والمكافأة من مال الشعب والعقاب بالحرمان من الحق فيه هي السمة العامة لسير الأمور في البلاد.

 

 إدريس ولد القابلة: بتركيز شديد، هل أنتم ضحية للفساد؟ وكيف؟

 

محمد سعيد الريحاني: أنا ضحية شطط إداري وبدلك فأنا شاهد إثبات على مرحلة من تاريخ التعليم العمومي لا تشرف أحدا. وهدا ما أكسب ولا زال يكسب بيانات أكتوبر السنوية التي أصدرها مند ما يزيد عن خمس سنوات من الصمود (أكتوبر 2004- أكتوبر 2008) قوة ومصداقية وحصانة.

 

 إدريس ولد القابلة: من أين تبدأ الثورة على الفساد كمنظومة؟ وعلى عاتق من تقع مسؤولية تفجيرها؟

 

محمد سعيد الريحاني: الثورة كلمة تفهم في كل المعمور بنفس الوقع ونفس الدلالة إلا في البلدان العربية لسبب بسيط وهو أنه لم تحدث ثورة واحدة في التاريخ العربي بعد ثورة المسلمين على الثقافة الوثنية قبل خمسة عشر 15 قرنا. إن الثورة تقتضي مشاركة جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الفئات المهنية وكل الأعمار والأعراق في عملية التغيير الاجتماعي… وهدا ما لم يحدث أبدا في الثقافة العربية. إن ما حدث، على المستوى العربي، كان مجرد انقلابات عسكرية نفدها ضباط قلائل، أو هي كانت نعرات قبلية لا ترقى لمستوى الثورة التي تشمل جميع مكونات الشعب دون استثناء مع شبه إجماع على ثقافة محددة. وهدا ما حدث مع الثورة الفرنسية والثورة الروسية والثورة الإيرانية وغيرها من الثورات الحقيقية التي لا يتسع مكان بينها لثورة عربية واحدة.

إن من يسمي الانقلاب العسكري ثورة شعبية مجيدة هو نفسه من يسمي الهزائم النكراء مجرد نكسات… كما أن هدا المعجم الفريد لا يستعمله غير شخص واحد في العالم يرهن شعبا بمعجمه ومزاجه وطرق تفكيره: الحاكم العربي. ولهدا الحاكم العربي سنخصص مجموعتنا القصصية القصيرة القادمة وراء كل عظيم أقزام.

الثورة، إذن، هي إرادة التغيير  سواء استهدف هدا التغيير المستوى الشمولي أو المستوى القطاعي، المستوى المادي أو المستوى الرمزي  ولكنها إرادة يُفْترض فيها أن تشمل الجميع. لدلك، وجوابا على سؤالكم، أقول بأن الثورة على الفساد كمنظومة تبدأ بإرادة الثورة على الفساد. أما المسؤولية فتقع على عاتق الجميع: مثقفين وموظفين وطلبة وعمال وفلاحين ومعطلين…

  

إدريس ولد القابلة: من هم أكبر ضحايا التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب؟

 

محمد سعيد الريحاني: أكبر ضحايا التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب يبقى هو الوطن الذي سيفقد مركزه الجاذب لكل القوى والفعاليات وسيفقد معه مبررات وجوده. إن الخطر الذي يتهدد الوطن بعد سنة 1998 هو خطران بصيغة المثنى: الخطر الأول هو خطر تدبير الشأن العام تحت إغراء فلسفة الحزب الوحيد، أما الخطر الثاني  فيبقى هو خطر تحويل الموظفين بشكل خاص والمواطنين بشكل عام إلى مجتمع من الانتهازيين والوصوليين وعديمي الأخلاق والقيم والحياة، إلى مجتمع من دُمَى العرائس يُحَرَكُونَ بالأصابع!

  

إدريس ولد القابلة: ما هي أهم انعكاسات هذا التلاعب؟

 

محمد سعيد الريحاني: من بين أهم انعكاسات هذا التلاعب بالامتحانات المهنية وبمصائر الموظفين الإدارية والمالية لدى رجال التعليم: تفشي ضعف الثقة بمشاريع الوزارة الوصية على القطاع، تنامي اللامبالاة إزاء الحقوق والواجبات، شيوع اليأس من شعارات التغيير التي رافقت تخريجات التناوب والتوافق، وربط ماضي تزوير الانتخابات الجماعية والتشريعية بحاضر تزوير الامتحانات المهنية…

  

إدريس ولد القابلة:  كيف ترون إشكالية حملة الشواهد المعطلين؟ وما مآلها في ظل الوضع القائم؟ هل هي ظاهرة عادية أم أن استفحالها مرتبط بمنظومة الفساد التي لازالت قائمة؟

 

محمد سعيد الريحاني: العطالة ظاهرة عادية عندما تكون اختيارا فرديا. والعطالة ظاهرة عادية عندما تكون معوض عنها. لكن أن يتعدى عدد حملة الشواهد الجامعيين سقف المائة ألف شخص دون تلقي أي تعويض عن وضعيتهم ودون تفكير رسمي جدي في حل أزمتهم، فهدا قد يهدد بطرح أسئلة جديدة قادمة قد تعصف بثوابت التوافق وباقي شعارات الميكروفونات وأهم هده الأسئلة: لمادا نحن هنا؟ ومادا ننتظر؟ وعمادا نخاف؟…

  

إدريس ولد القابلة: ماذا تعنون بـ صار التعليم سوقا للاغتناء السريع، في حين لا ينتج إلا حملة الشواهد المعطلين؟ كيف يمكن إذن الاغتناء عبر توسيع هوامش الإقصاء والتهميش؟

 

محمد سعيد الريحاني:  في بيان أكتوبر السنوي الرابع لسنة  2007 حول التلاعب بنتائج المباريات المهنية في المغرب المعنوان ملف التعليم وملفات هيأة الإنصاف والمصالحة والمنشور على صفحات جريدة الانتهازي الأسبوعية المغربية المتوقفة عن الصدور على حلقتين، العدد 9  (الخميس 29 نونبر- 5 دجنبر 2007 ) والعدد 10(الخميس 6-12 دجنبر 2007)، نقرأ الجواب في الفقرة التالية:

لقد صار التعليم العمومي سوقا للاغتناء السريع للطابعين والناشرين الدين عبثوا تحت شعار التعددية بمقررات مدرسية بلا تعددية ولا جهوية ولا ديموقراطية ولا أي شيء. كما صار التعليم العمومي سوقا لترقية النقايبية والحزايبية وتهريبهم إداريا عبر تنجيحهم في امتحانات تقدم للسذج من عوام الناس بأنها امتحانات مهنية مفتوحة لعموم الشغيلة التي تتوفر فيها الشروط الإدارية المنصوص عليها!…

  

إدريس ولد القابلة: ما قصة الاسم المستعار الذي يطابق اسمكم؟ وما طبيعة الإساءة التي لحقتكم بهذا الخصوص؟ هل سبق لصاحبه أن كشف لكم عن هويته؟ ثم لماذا يصر على ما يقوم به؟

 

محمد سعيد الريحاني: كاتب هو نص قصصي منشور ضمن مواد مجموعتي القصصية موسم الهجرة إلى أي مكان الصادرة في فبراير من سنة 2006وهو ، بالمناسبة، نص يلخص كيفية استقبال العناكب لي  بعد قراري دخول مغامرة الكتابة.

عندما قررت الدخول إلى عالم الكتابة والنشر والتوزيع، لم اعتقد بأن التجربة ستتطلب مني أن أصبح غلادياتور/gladiateur أقضي يومي أصارع الوحوش. لم أعتقد في يوم من الأيام بان العالم بأسره سيقف ضدي لمجرد أنني قررت حمل أخف شيئين يمكن حملهما دون كبير عناء: ورقة وقلم!

فقد تعرضت لأول مرة في حياتي لحادث اعتداء مسلح من طرف ملثمين في أهم شوارع مدينتي وأعْرَضُها على الإطلاق وتحت الأنوار الساطعة. وعندما تقدمت إلى مصالح الشرطة لتحرير محضر في الموضوع في اليوم الموالي مباشرة  للحادثة، اندهشت كثيرا لسير أمر التحرير: فالضابط يبتسم طول الوقت الذي كنت اسرد فيه الواقعة، كما كان يصحح لي معطياتي وتصريحاتي حول ملابسات  الجريمة … وقد كان على حق في كل تصويباته لكنني لم أفهم من أين له بدقائق الأمور في الوقت الذي كان فيه الشارع خاليا من المارة ومن الأمن!…

بعد مرور خمس سنوات على الواقعة، لم أتوصل من الشرطة لحد الساعة بأي جواب في موضوع قضيتي، لا بالسلب ولا بالإيجاب.

بعد اعتداء المجهولين والملثمين،جاء دور مكشوفي الوجه. وهده رسالة مكتوبة وجهتها إلى أحدهم بمناسبة توصلي بتهديد بعثه لي مع أحد الزملاء من أقْنَانِ نقابته:

 

إلى السيد ب. ب،  الكاتب المحلي لنقابة…

الموضوع: رد على تهديد

بعد التحية

تلقيت اليوم زوالا نص التهديد الشفهي بالاعتداء على  شخصنا على لسان رسولكم المناضل الأستاذ (ك.ح)، وهو التهديد  الذي أثار اندهاشنا  لغياب علاقة  تواصل أو عمل  تحتم  ذلك  سوى لكون بياننا  حول نتائج الامتحان المهني 2004  تعرض  للظروف السلبية التي  رافقت الامتحان  المهني.  ولأنني  تعرضت مند قراري حمل القلم كسبيل للإسهام في النقد والتنوير الاجتماعيين لسلسلة من الاعتداءات، فإنه لا يمكنني سوى اخذ تهديدكم بعين الاعتبار وبجدية اكبر. ولذلك أشعركم إن أي اعتداء سنكون موضوعه إما من طرفكم شخصيا أو من طرف آخرين:  معلومين أو مجهولين، ملثمين أو مكشوفي الوجه سيجعل من اتهامكم هذا  مرجعا للاعتداء ومن رسولكم المناضل الأستاذ (ك.ح) شاهد إثبات.  كما أنني أحتفظ  بنسخة من هذا  الرد لليوم الأسود.  والسلام.

حرر في مدينة القصر الكبير

بتاريخ:13 أكتوبر 2004

 

وبعد دلك جاء دور الإشاعات والحروب النفسية، ثم جاء دور التكالب مباشرة مع انطلاق بيانات أكتوبر السنوية سنة 2004 وهي التفاصيل التي يمكن قراءتها مفصلة في بيان أكتوبر السنوي الثاني ضمن مواد الكتاب الالكتروني المجاني والمتوفر على الإنترنت تحت عنوان تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب.

بعد اعتداءات الملثمين المجهولين والنقايْبِيَة، جاء دور المثاقفية وأدعياء الثقافة. لكن رغم تعدد ألوان الاعتداءات، فقد كانت الأصابع واحدة: أصابع السياسي الذي يحرك الجميع ويقتل الجميع ويحيي الجميع. فقد سمعت في وقت جد متأخر سبب كل النار التي لاحقتني ولا زالت تلاحقني: ما تجيش من عندو!…

لقد كان لهده الكلمة ما تجيش من عندو!  فعل السحر في فتح تفكيري على آفاق لانهائية لفهم سير الأمور في البلاد. الحقيقة، أنني لم أكن اعرف أنني أمشي على طابو الطابوهات. وأعترف بأنني لم أكن أعرف أنني أنسف مبرر وجود الإطارات الحزبية والنقابية ودورها الخطير في تحييد المثقف عن المجتمع باقتلاع أنياب المجتمع عبر فصله عن المثقف. إن عبارة ما تجيش من عندو! تعني ما تجيش من عند المثقف!. إن الصدر يكون رحبا مع انتقادات الموظفين لكنه يصير أضيق عندما يتعلق الأمر بالمثقفين… إنهم يرحبون بالبيانات وكل أشكال الاحتجاج لكن شريطة أن تكون مذيلة بتوقيع الموظف وليس المثقف…

إن الاحتجاج عندما يكون موقعا باسم موظف أو أسماءموظفين يكون احتجاجا صغيرا قابلا للاحتواء ولكنه حين يكون موقعا باسم مثقف فإن الاحتجاج لا يمكن التكهن بتبعاته.

هدا هو الفرق بين احتجاج الموظف و احتجاجالمثقف.

وهده هي دلالة ما تجيش من عندو!.

وهدا هو سر القيامة التي رافقت بيانات أكتوبر السنوية لمدة خمس سنوات (أكتوبر2004- أكتوبر2008).

أتساءل:

ما جدوى الثقافة إن لم تكن مساعدة من لا يمتلك ملكة التعبير على التعبير، ومساعدة من لا يجرؤ على قول مواقفه على قولها؟…

ولمادا هدا التكالب على المجتمع من خلال تحييد المثقف عن جراح مجتمعه وآلام مواطنيه؟

في بحر هده الصراعات، ظهرت أزمة الاسم المستعار الذي يطابق اسمي ويتناول بالنقد المتحيز للمخزن أحداث وأزمات حدثت بمدينتي. لدلك، بادرت إلى تحرير بيان في الموضوع بتاريخ 16 مارس 2008 ووزعته بيدي في الشارع كعادتي مع كل البيانات الأخرى، وهي طريقة سبقني إليها جون بول سارتر الذي كان يوزع بنفسه جريدته قضية الشعب كما صرح بدلك في إحدى حواراته لمجلة الأبله الأممي الفرنسية عام 1970. بعد دلك، راسلت اليومية المغربية المعنية.

 خلال هده الأزمة، هرول شخصان من مدينتي، وهما بالمناسبة من رواد المقهى الذي أرتاده عند نهاية الأسبوع، متوجهين إلى مقر الجريدة اليومية المعنية بأمر نشر موادها الصحفية  بالاسم المستعار الذي يحيل على هويتي، فوصلا قبل وصول البيان الذي أرسلته بريديا للجريدة وأوقفا نشره وأقنعا هيأة التحرير بالاكتفاء بنشر مسودتهم التي حملوها معهم من المقهى وهي بالمناسبة خطاطة طفولية تثير الشفقة من حيث الركاكة والأخطاء ولو أن حجمها لا يتعدى خمسة أسطر من مساحة ورقة من القطع الكبير.

ولأنهما لا يعرفان عن العالم غير المقهى ولا يفكران  سوى في القهوة والمقهى فقد أكدا في الكلمة التي نشراها على صفحات الجريدة اليومية المغربية المعنية بالأزمة على أن الاسم غير مستعار وأنه اسم حقيقي لصحفي من دم ولحم وطلبوا مني التأكد من الأمر  بالحج إلى مقر الجريدة ل… شرب فنجان قهوة معه.

هوس المهرولين الاثنين بالقهوة والمقهى، يذكرني بحديث سائح فرنسي التقيته سابقا. فقد تحدث لي هدا السائح عن تصور العامة من الناس لالجنة وخلص إلى أن بيئة الناس وما يحيط بهم من علاقات وملكيات وملذات ومتع هي ذات الصورة التي يعكسونها وهم يتحدثون عن الجنة بحيث يتصور الصحراوي الجنة واحة خضراء تتدلى فوقها أصناف البلح بألوانه الشهية، ويتصورها الإسكيمو فضاء جليديا يعج بالفقمة والبطريق، بينما يتصورها قزم الأدغال الإفريقية غابة من المانغا والأفوكا والموز…

ترى كيف يتصور المهرولان الجنة؟ أتراها في عينيهما مجرد فناجين قهوة أيضا؟…

  

إدريس ولد القابلة: باختصار شديد، كيف يمكنكم تقييم المنظومة التعليمية ببلادنا؟

 

محمد سعيد الريحاني: تقرير البنك الدولي للتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا  تقرير مؤسسي يعتمد أدوات لا يمكن توفرها للأفراد وهو، في تقييمه السنوي للمنظومة التعليمية ببلادنا، يصنف تعليمنا الوطني في ذيل القائمة الدولية. وعلى إثر هدا الإعلان، تفاجأ القيمون على القطاع، كما تفاجأ ساسة عام 1994 بتقرير صندوق النقد الدولي الشهير بتقرير السكتة القلبية، بهول الصدمة فسارعوا إلى إلصاق التهمة بالموظفين في قطاع التدريس وكان الموظفين خصوما لا أدوات تنفيذية في يد وزارة التعليم…

  

إدريس ولد القابلة: كيف يمكن وصف الأستاذ بـ صانع الأجيال والأغلبية الساحقة من التلاميذ يكون مآلهم عرض أجسامهم للهراوات الأمنية أمام البرلمان ومنظومتنا التعليمية تساهم في توسيع دوائر الاقتصاد والتهميش؟

 

محمد سعيد الريحاني: هده مجرد أسطورة. الأستاذ لا يمكنه صناعة جيل لوحده.  كلنا صناع جيل الغد وكلنا نساهم في صناعة أجيال الغد: صحفيين وأدباء وفنانين ومفكرين ورياضيين وعلماء… ولكن حين يتم، على أعلى المستويات، التواطؤ على تهجير أبناء الوطن من العلماء إلى الخارج والتخلي عن الحق في الاستفادة منهم ومن خبراتهم، وحين يتم تغييب الكُتاب عن المقررات الرسمية وعن التواصل مع النشء، وحين يتم التضييق على حرية الصحافة للحد من نفوذها على الرأي العام، وحين يتم تكميم أفواه الفنانين الأحرار وحرمانهم من الظهور على الشاشة العمومية… بعد كل هدا، مادا بإمكان الأستاذ أن يصنع من الأجساد المصطفة أمامه في طاولات خشبية بين جدران قسم بلا صور ولا خرائط  ولا وسائل إيضاح؟…

  

إدريس ولد القابلة: اعتبارا لما وصلت إليه الآن منظومة التعليم، ألا تعتبرون أن من واجب رجال التعليم الأحرار إعلان ثورة من داخل هذه المنظومة؟

 

محمد سعيد الريحاني: رجل التعليم هو موظف وليس مثقفا. إنه يتكون في مراكز التكوين ليتخرج موظفا وعند نهاية التكوين ينال دبلوما يخول له دخول عالم الوظيفة (على اعتبار أن الدبلوم، من الناحية القانونية، يُشَغلُ حاملَهُ بينما الشهادة تبقى  مجرد اعتراف لا يملك صلاحيات تشغيل حامله).

ولأن رجل التعليم هو موظف، أولا وقبل كل شيء، فقد صار تابعا للنقابة المهنية ، لا تابعا لقطاع الثقافة والمثقفين. وما دامت النقابة مجرد واجهة عمالية للحزب السياسي المنخرط حتى العنق في التوافقات والتناوبات، فلا يمكن التفاؤل بخلاص الموظف من القبضات السياسية/النقابية الممسكة برقبته.

  

إدريس ولد القابلة: بكل صراحة، هل منظومتنا تنتج جهلة و أميين بمفهوم الأمية في القرن 21 ؟

 

محمد سعيد الريحاني: الأُمية أُمِيَاتٌ لا حصر لها وتتطلب من المرء العمل، طول حياته، على إنضاج شخصيته ومعارفه وقدراته ومهاراته وأذواقه… لكنني سأحدد من بين كل هده المستويات اللانهائية من الأمية ثلاثة فقط لكونها الأهم في سلم الأسبقيات.

المستوى الأول من الأمية هو الأمية الأبجدية وينعت بها العاجزون عن القراءة الأبجدية والكتابة الأبجدية. التقارير الدولية للتنمية البشرية تعتمد حصريا على هدا المستوى من الأمية دون غيره. والمغرب، بعد أزيد من خمسين عاما على نيل الاستقلال، لا زال أزيد من نصف سكانه أميون بالمعنى الأبجدي الأولي…

المستوى الثاني من الأمية هو أحادية اللغة وينعت بها من تلقوا تعليمهم وتكوينهم بلغة واحدة وحيدة. وجيل ما بعد قرار تعريب التعليم في المدرسة العمومية المغربية سنة 1986 جيل مهدد بالانضواء تحت هدا الصنف من الأمية، بطلبته وأساتذته.

المستوى الثالث من الأمية هو الأمية المعلوماتية وهي أمية جديدة لكونها، حسب إحصائيات رسمية، تشمل حتى المُدَرسِينَ وَالقَيمِينَ على دروس ومخططات مَحْوِ الأُمِيَاتِ الدَُنْيَا الأُُخْرى!…

  

إدريس ولد القابلة: مادا تعنون بـ موت الشفافية بالمغرب؟

 

محمد سعيد الريحاني: الموت والنهايات هي أهم سمات فلسفة ما بعد الحداثة: موت الإنسان ، موت المؤلف، موت الزعيم، موت الإيديولوجيا، نهاية التاريخ…

ولكم اندهشت لسماع عناكب النقابات والأحزاب تتبنى خطاب ما بعد الحداثة!

ولكم حيرني اكتشاف عناكب النقابات والأحزاب التي تعيش حياتها مختفية في انتظار الانتخابات بعد الانتخابات معتمدة، خلال مدة تخفيها، على ما ستجود عليها شباكها من طرائد، وهي تبشر بموت العمل وبحياة اللعب! فتراها تغير ثوابتها ومبادئها لمواكبة التطورات، وتؤيد قوانين الطوارئ بحجة الإرهاب والخطر الخارجي ثم تفتح، عند الفشل والهزيمة، إمكانية العودة إلى خطاب المعارضة للتقرب من الجماهير…

موت الشفافية يقابله ميلاد اللعب بكل أشكاله بما في دلك اللعب بمصائر الناس.

  

إدريس ولد القابلة: وماذا عن موت السياسي؟

 

محمد سعيد الريحاني: موت السياسي هو استعداد لوضع الذات الحزبية ،فردية أو جمعية، رهن إشارة قوة تتجاوزها بحيث يصبح الفاعل السياسي مجرد لاعب ويصبح معه الإطار السياسي مجرد أيقونة بينما يبقى الفاعل الحقيق والوحيد هو المخزن. وربما كان هدا هو التصور العام لدى المغاربة عن الفعل السياسي والحزبي بالبلاد بعد 1998، سنة التناوب والتوافق، وما العزوف عن المشاركة في الانتخابات إلا دليل على دلك.

                                                

صاحب جائزة مالك حداد للرواية كمال قرور، يكشف..

صاحب جائزة مالك حداد للرواية كمال قرور، يكشف..

رحيل “حمراوي” كان آخر مسمار في نعش الجائزة

2008.12.14
image

أعاد الروائي الشاب كمال قرور، “قضية جائزة مالك حداد” إلى الواجهة من جديد بعد، أن قرر إعادة قيمة الجائزة التي تلقّاها مناصفة مع الروائية الشابة “عبير شهرزاد” والمقدّرة بـ 40 مليون سنتيم، وذلك احتجاجا على “تنكّر القائمين على الجائزة لوعودهم القاضية برفع قيمة الجائزة”، حسب البيان الذي اطّلعت عليه “الفجر”..

 وكانت “جائزة مالك حداد” التي تشرف عليها الروائية أحلام مستغانمي بمعية رابطة كتاب الاختلاف التي تترأسها آسيا موساي، قد أثارت حولها زوبعة جدل في طبعتها الماضية؛ بعد أن فاجأت أحلام مستغانمي الأوساط الثقافية والإعلامية في الجزائر، بقرارها نقل الجائزة، إلى بلد عربي آخر معتبرة الأجواء الثقافية في الجزائر”غير صحية” بما في ذلك عدم استفادة الجائزة من ريع ميزانية تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007، كما فتحت حينها أحلام النار على الجهات التي التزمت فيما سبق بدعم الجائزة ولم يكن دعمها في المستوى المأمول، وهي التلفزيون الجزائري والديوان الوطني لحقوق المؤلف، فضلاً عن وزارة الثقافة التي قالت مستغانمي، إنها وعدت بدعم الجائزة وجعلها سنوية لكنها لم تفعل شيئاً.
كمال قرور، وفي”خرجته” الأخيرة، اعتبر رحيل مدير التلفزيون السابق حمراوي حبيب شوقي من منصبه، آخر مسمار في نعش إمكانية رفع قيمة الجائزة، باعتبار أن حمراوي هو الذي وعد الفائزين بزيادة نصف المبلغ، وأعقبه حينها مدير ديوان حقوق المؤلف الذي أعلن عن مضاعفة المبلغ إلى النصف أيضا، لتصبح قيمة الجائزة 80 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي أكد قرور أنه لم يستلمه إلى يومنا هذا مما حمله إلى التفكير الجدي بإعادة الجائزة إلى جمعية “الاختلاف” باعتبارها الجهة المنظمة للجائزة. من جهة أخرى اعتبر قرور، طريقة حصوله على نُسخ من روايته “الترّاس” الفائزة بالجائزة، ظروفا “مملّة”؛ حيث يقول قرور “استلمت 100 نسخة من رواية “الترّاس” بعد خمسة أشهر من استلام الجائزة أي بعد أن نسيها الناس، وكرهت الجائزة وكرهت اليوم الذي تسلمتها فيه”، مضيفا أنه لم يمض عقدا مع “الاختلاف” و”الدار العربية للعلوم”- الجهة الناشرة للرواية- وهو الأمر الذي يعيقه عن إعادة طبع كتابه في الجزائر أو الاتفاق مع دار نشر عربية أخرى.
يذكر أن جائزة مالك حداد للرواية، تنظم كل سنتين، منحت في جانفي الماضي مناصفة بين كمال قرور عن روايته “التراس..ملحمة الفارس” وعبير شهرزاد-اسم مستعار- عن روايتها “مفترق العصور” مثلما قررته لجنة القراءة التي تكونت من الناقد والروائي السوري “نبيل سليمان” والناقدة اللبنانية “يمنى العيد”. ظفر بالجائزة حتى الآن كل من ياسمينة صالح وإبراهيم سعدي وعيسى شريط وإنعام بيوض وحسين علام، وجميع هؤلاء طبعت ونشرت أعمالهم مشتركة بين منشورات الاختلاف الجزائر والدار العربية للعلوم بيروت.

رشدي .ر

كمال قرور لجريدة النصر: لهذه الأسباب تخليت عن جائزة مالك حداد

كمال قرور: لهذه الأسباب تخليت عن جائزة مالك حداد

أكد الكاتب كمال قرور أمس أنه قرر فعلا إعادة مبلغ جائزة مالك التي فاز بها مناصفة مع الكاتبة عبير شهرزاد في الطبعة الفارطة.
وأصر قرور في حديثه للنصر بأن الأمر لا يتعلق بحرب مع أية جهة ولكن من أجل التأسيس لجائزة تحمل اسم كاتب محترم لا يجوز العبث برمزيته، وكذا التأسيس لتقاليد ثقافية صحية وهو ما يبرر دعوته إلى إنستاء مؤسسة تحمل إسم مالك حداد تسير بطريقة شفافة لحماية إسم الرجل من أي عبث ممكن.
كمال قرور قال أنه سيسلم مبلغ 20 مليون إلى الفائز في الطبعة القادمة.
وكان الكاتب أصدر بيانا نشره في مدونته على الأنترنيت شرح فيه حيثيات القرار الذي سبق وأن اتخذه يوم توزيع الجوائز بهدف دعم صندوق الجائزة لكن مديري التلفزيون وحقوق التأليف تدخلا، ليعلنا عن رفع قيمة الجائزة.. وبعد مرور سنة على ذلك لم يتحقق القرار.
وأشار الكاتب في بيانه بأن الأمر لا يحمل أي تطاول على أي كان، وأقترح إزالة للشبهات أن تتحول جائزة مالك حداد.. إلى مؤسسة مثل بقية الجوائز المعروفة عربيا وتكون الأديبة الكبيرة أحلام مستغانمي و راعيتها رئيستها الشرفية.
للإشارة فإن موقف قرور يعد سابقة في الحياة الثقافية الوطنية.

 

كمال قرور مستعد لرد الصك المالي الذي تلقاه ويصرح للخبر

  كمال قرور مستعد لرد الصك المالي الذي تلقاه ويصرح
”جائزة مالك حداد تخلّت عن التزاماتها”
 

أكد الروائي كمال قرور أنه يستعد، خلال الأيام القليلة القادمة، إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بغية المُطالبة باسترداد حقوقه المالية كاملة، عقب تتويجه فائزا بالطبعة الرابعة من مسابقة مالك حداد للرواية التي تُشرف على تنظيمها الروائية أحلام مستغانمي، بالتعاون مع كل من منشورات الاختلاف، المؤسسة العمومية للتلفزيون والديوان الوطني لحقوق المؤلف. وقال صاحب رواية ”التراس، ملحمة الرجل الذي اختفى” أن ”اللجنة المُنظمة للجائزة تخلت كلية عن التزاماتها”؛ حيث وجد نفسه، مدة أكثر من خمسة أشهر كاملة متفاجئا أمام رفض الجهة الراعية رفع قيمة الجائزة، بالرغم من تلقيها، تبعا لإلحاح الروائية أحلام مستغانمي التي هددت بنقل الجائزة إلى دولة عربية أخرى، دعما يرفع قيمتها المادية بنسبة 100%، مقدما من طرف كل من التلفزيون والديوان الوطني لحقوق المؤلف. وأضاف المتحدث نفسه، انه إذا لم يتلق حقوقه كاملة في أقرب الآجال سيكون مستعد لرد مبلغ 20 مليون التي تلقاها والشروع مباشرة في الإجراءات القانونية اللازمة. وسبق لكمال قرور أن قدم طلبه لمنشورات الاختلاف، بغية الشروع في دفع المستحقات المالية المتبقية، لكن طلبه قوبل بالرفض، بحجة دفع تكاليف المصحّحين لدى دار النشر اللبنانية ”الدار العربية للعلوم” حيث تتجاوز مستحقات كل مصحح أكثر من 100 دولار. ويذكر أن الطبعة الرابعة من مسابقة مالك حداد للرواية التي عادت مناصفة لكمال قرور وعبير شهرزاد، صاحبة رواية ”مفترق العصور” استفادت من دعم مادي هام، حيث كان يفترض أن ترتفع القيمة الموجهة إلى الفائزين من 40 مليون سنتيم إلى 80 مليون سنتيم.

جائزة 'مالك حداد' صداع في رأس أحلام مستغانمي



الفائز وعد بإرجاع جائزة مالك حداد لأنه استلم نصف المبلغ فقط

جائزة ‘مالك حداد’ صداع في رأس أحلام مستغانمي

 
الروائية الجزائرية تتخلى عن رعاية أشهر جائزة للرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية بسبب خلافات بين الاعضاء.

ميدل ايست اونلاين
الجزائر- من علاوة حاجي

أعلنت أحلام مستغانمي، الروائية الجزائرية المقيمة بلبنان، أنها تخلت عن رعاية

جائزة مالك حداد، للرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية.

ونقلت الصحافة الجزائرية عن مستغانمي قولها إنها لم تعد قادرة على الاستمرار مع هذه الجائزة التي دافعت عنها ما استطعت ثماني سنوات، وأضافت:

الأمور تجاوزتني ولم أعد قادرة على الاستمرار ولا أريد الدخول في مصالح لا

تعنيني.

وعكس ما ذهبت إليه جمعية الاختلاف الثقافية، الجهة التي ترعى هذه الجائزة، من

أن إعلان الممولين مضاعفة القيمة المادية للجائزة، لم يكن يُقصد به طبعة 2007

وإنما الطبعة القادمة؛ أكدت صاحبة ذاكرة الجسد أن المدير السابق لتلفزيون

الجزائري ومدير الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة قد التزما برفع

قيمة الجائزة ابتداء من الطبعة الماضية وليس القادمة، وكل ذلك مسجّل، على حد

تعبيرها.

وكانت جائزة مالك حداد للرواية، قد عادت إلى دائرة الضوء بعد أن وعد الروائي

الفائز بها، مناصفة، في دورة 2007، كمال قرور، بإعادة قيمتها احتجاجا على حصوله

على نصف المبلغ فقط، وهو الموقف الذي استغربته جمعية الاختلاف التي ترعى هذه الجائزة، مؤكدة أنها لم تحصل على أي زيادة في هذه الدورة، وأن الزيادة التي

التزم بها المموّلون ستدخل حيّز التنفيذ ابتداء من الطبعة المقبلة.

الفائز: سأعيد المبلغ وحمراوي أفسد هدفي

وقّرّر كمال قرور إعادة المبلغ الذي استلمه، حتى تصبح قيمتها ستون مليون سنتيم

تُسلّم للفائز في الدورة القادمة. ونفى أن يكون قراره مُجرّد تطاول أو زلة

لسان، معتبرا أنه بذلك ينسجم مع موقفه الذي أعلنه خلال حفل استلام الجائزة،

حيثُ أبدى، حينها، استعداده لإرجاعها ما لم تبادر وزارة الثقافة ومتعاملو

الهاتف النقال إلى رفع قيمتها المادية.

وكانت مستغانمي، التي ترعى هذه الجائزة، قد هدّدت بلهجة حادة، أثناء حفل

تسليمها للفائزين، مناصفة، كمال قرور وعبير شهرزاد في فيفري الماضي بالمكتبة

الوطنية، بنقل الجائزة إلى دولة عربية أخرى، مستعدة لاحتضان جائزة تحمل اسما

بحجم مالك حداد، على حد تعبيرها، ما حدا بالمدير العام السابق للتلفزيون،

حمراوي حبيب شوقي، ومدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف، عبد الحكيم توسار، إلى الإعلان عن رفع قيمتها بنسبة مائة بالمائة، ابتداء من هذه الطبعة، لتصل قيمتها

الإجمالية إلى ثمانين مليون سنتيم جزائري.

لكن قرور اعتبر أن حمراوي أفسد هدفه الرامي إلى إقحام متعاملي الهاتف النقال

لدعم الجائزة، وقال في بيان نشره على الانترنت، السبت الماضي:

استلمنا نصف الجائزة وبقينا ننتظر النصف المتبقي، لكن السنة انتهت. بعد انتظار

طويل شعرت بالخيبة، وتأكدت أن السيد حمراوي حبيب شوقي أفسد بوعوده مشروعي الطموح خدمة للمبدعين الصاعدين وخدمة للثقافة الوطنية، وخيّب ظني.

وانتقد الروائي، بشدة، غياب أي عقد قانوني بينه وبين جمعية الاختلاف

والدار العربية للعلوم اللبنانية التي رفضت، حسبه، إطلاعه على عدد النسخ

المسحوبة من عمله، كما انتقد تأخّر وصول روايته إلى الجزائر لقد استلمت مائة

نسخة من الرواية بعد خمسة أشهر من استلام الجائزة، أي بعد أن نسيها الناس،

وأضاف: أتساءل حين أسمع مفتي يلمح أن عدد النسخ المسحوبة من الروايات الفائزة لا يتعدى السحب الكلاسيكي: إذا لم تستطع هذه الجائزة بكل تلك الهالة الإعلامية العربية أن تؤثر في القراء وتجذبهم ليشتروا عشرة آلاف نسخة من منها، فمن حقي أن أطالب كل من فاز قبلي أن يعيد مبلغه لأن سلعته كاسدة ومغشوشة والمال الذي قبضه حرام، ثم أطالب الأديبة أحلام مستغانمي بتوقيفها لأنها عار كبير.

من جهة أخرى، اقترح قرور تحويل الجائزة إلى مؤسسة مثل بقية الجوائز المعروفة

عربيا وعالميا تكون أحلام مستغانمي راعيتها ورئيستها الشرفية حتى تزول الشبهة

بأنها جائزة البزنس بين بشير مفتي وآسيا موساي، وأن يكون لها موقع على

الانترنيت يُنشر فيه قانونها الأساسي، والإعلان عن الترشيحات الأفضل بشكل علني

في وسائل الإعلام.

الاختلاف: كلام قرور مُغالطة للرأي العام

من جهتها؛ أعربت جمعية الاختلاف الثقافية عن استغرابها من موقف كمال قرور،

وأكدت على لسان أمينها العام، بشير مفتي، أن الجهات الممولة لم تلتزم بزيادة

القيمة المادية في هذه الدورة، بل ابتداء من الدورة المقبلة التي ستنطلق بعد

عام، وأنه لم يتم التوقيع على أي عقد قانوني بالقيمة التي تشمل الزيادة لحد

الآن، ونفى أن يتأثر ذلك بذهاب حمراوي حبيب شوقي من إدارة التلفزيون، قائلا أن

العقد لا يربط الجمعية مع الأشخاص بل مع بمؤسسة التلفزيون وديوان حقوق المؤلف.

وعلّق مفتي على قرار الروائي إعادة المبلغ بالقول: نحن لا نريد منه إرجاعه.

يبدو أنه كاتب غني، ولذلك أنصحه بإنفاقه على الفقراء، أو أن ينشأ جائزة محلية

في العلمة للدفاع عن الكتاب المهمّشين.

وعن رده على مجموعة انتقادات الروائي الفائز؛ قال مفتي إن ذلك من الآثار

الجانبية للتعامل مع دار نشر لبنانية، والتي بقدر ما تتيح للكاتب تحقيق الشهرة

والانتشار في العالم العربي، فإن العمل يتأخر وصوله للجزائر لأن الشحنة

بالباخرة تستغرق أزيد من شهرين، وأكد أن الرواية، التي طبعت منها نحو ألف نسخة

فقط، تُبع منها إلا نسختان اثنتان، مثلها مثل كل الروايات الأخرى، خلال عرضها

بالصالون الدولي للكتاب في أكتوبر الماضي، وأكد المتحدث إن مهمة الجمعية تنتهي

بتسليم الجائزة لأن إمكاناتها المادية لا تسمح لها بأكثر من ذلك، ووصف كلام

قرور في هذا السياق بأنه مغالطة للرأي العام، قائلا إن تلك الانتقادات تبدو

وكأنها لشخص استيقظ فجأة ليكتشف الواقع الثقافي المزري في الجزائر.

وعن رأي الاختلاف في مجموعة الاقتراحات التي قدمها كمال قرور لتطوير الجائزة، وعما إذا كانت الجمعية ستأخذها بعين الاعتبار؛ قال المتحدث:

نحن نشكره على اقتراحاته ورغبته في تطوير الجائزة، لكننا لا نرغب في مأسستها

وتضخيمها لأن ذلك سيفقدها جمالية المغامرة ويسلبها بساطتها، ودخول أطراف كثيرة سيفقدها مصداقيتها. نحن حريصون على استمراريتها واستقلاليتها لأن كلّ الجوائز

في الجزائر ملتبسة، حتى لا أقول مغشوشة، وجائزة مالك حداد هي الوحيدة التي تعطي صورة مشرفة عن الأدب الجزائري محليا وعربيا.

وتحمل رواية قرور الفائزة بالجائزة عنوان التراس.. ملحمة الفارس الذي اختفى،

وهي عبارة عن حكاية شعبية تدور أحداثها في جو غرائبي لا يخلو من الإسقاطات

السياسية.

وتُمنحُ جائزة مالك حداد لأفضل الأعمال الروائية المكتوبة باللغة العربية،

مرة كل سنتين منذ 2001، وتتكون لجنة تحكيمها من أسماء أدبية ونقدية عربية حرصا على مصداقيتها واستقلاليتها كما يقول القائمون عليها.

مستغانمي في تصريح للشروق من بيروت: طلقت جائزة مالك حداد بالثلاث

مستغانمي في تصريح للشروق من بيروت:

طلقت جائزة مالك حداد بالثلاث

2008.12.16
زهية منصر
image

كشفت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي في اتصال هاتفي مع الشروق من بيروت بأنها ستتخلى عن رعاية جائزة مالك حداد نهائيا، وقالت لم تعد لي علاقة بالجائزة، فقد دافعت عنها ما استطعت لمدة 8 سنوات ولم أعد قادرة على الاستمرار.

  • أوضحت صاحبة ذاكرة الجسد بأنها كانت تدفع حقوق لجنة القراءة من جيبها طيلة السنوات السابقة، وحدث أن دفعت 3 الاف دولار من جيبي ليكافئني بعدها بعضهم بالهجوم علي. وأضافت صاحبة ذاكرة الجسد أن الجائزة الآن كبرت وبإمكانها أن تدافع عن نفسها بنفسها وقدرها أن تعيش وعلى الكتاب اليوم، أن يدافعوا عن أنفسهم وجائزتهم. وتؤكد أحلام قائلة سأدعم كتاب بلدي وبكل ما أستطيعه حتى بعد انسحابي من رعاية الجائزة، فقد حاولت أن أوفر لهم ما لم أحصل عليه أنا من أن تطبع كتبهم في أرقى دور النشر اللبنانية دار الآداب وأقدمهم إلى المشرق. وتضيف المتحدثة بكل حسرة لست أدري لماذا تحارب الجزائر دائما التجارب الناجحة؟ وتؤكد ما كنت سأحقق كل ما حققته اليوم، لولا رعاية المشرق لموهبتي.
  • وبخصوص تهديدها بنقل الجائزة إلى المشرق أكدت أحلام للشروق أنها فعلت ذلك بغرض الضغط على ممولي الجائزة للرفع من قيمتها ولم يكن أبدا في نيتها نقل الجائزة إلى خارج الجزائر. وتضيف أن حمراوي حبيب شوقي ومدير الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة قد التزموا برفع قيمة الجائزة ابتداء من الطبعة الماضية وليس القادمة والكلام مسجل. وتضيف قائلة إن جائزة مالك حداد هي أحد إنجازاتي التي سيحسبها التاريخ لصالحي وفعلتها حبا في بلدي ولم ادخلها لمصلحة ما، فمن حق الجزائر أن تكون لها جائزة قي قامة مبدعيها وقامة إرثها الكبير. وتختم المتحدثة كلامها قائلة الأمور تجاوزتني ولم أعد قادرة على الاستمرار ولا أريد الدخول في مصالح لا تعنيني أبدا.
  • وقد كشفت في سياق حديثها عن مشروعها القادم الذي قالت إنها اكتشفته أثناء كتابتها للفصل الأخير من روايتها الأسود يليق بك، حيث أكدت أحلام قائلة سيكون تجربة مثيرة ومختلفة عن كل تجاربي ولن أكشف عنها الآن وهو أسرع عمل أقوم بإنجازه.

''التراس''·· معوّم في نهر الحكاية الخرافية!

”التراس”·· معوّم في نهر الحكاية الخرافية!

الحبيب السائح روائي

لابد لي أن لا أغفل أن أول ما ثار في ذهني، إذ قرأت عنوان كتاب كمال قرور ”التراس” بفرعه ”ملحمة الفارس الذي اختفى”، هو عنوان إحدى قصص الصديق أمين الزاوي القصيرة التي أحدث بقراءتها جهرا، في أحد ملتقيات مدينة سعيدة للقصة القصيرة في الثمانيينيات، زوبعة من ردود أفعال داخل القاعة ثم خارجها بعد ذلك من مسؤول التنظيم في ”الحزب” وقتها  .

ولا بد لي من ذكر أن كلمة ”تراس” هي من بين الألفاظ التي تخترق الحدود بين مناطق الجزائر لتدل عند أهلها على المعنى ذاته؛ وهو الرجولة والشهامة والأمان والشجاعة، في مقابل الدياثة والنذالة والخيانة والجبن؛ شيمٌ تعد في جانبها الإيجابي زينة تغوى النساء بها.

وأنا أقرأ، بانتظار متجدد عبر كل صفحة، نص كمال قرور، الأشد قصرا (68 صفحة!) مما قرأته من النصوص المنسوبة إلى جنس الرواية، عند الكتّاب الشباب من الجيل الجديد، وجدتني أزداد ولوجا في جو الحكاية الخرافية.

فقد سمحت لنفسي، في نهايته، أن أزعم أن كمال قرور إنما يكون، من خلال قصده كتابة رواية، قد أنشأ، من غير قصد، حكاية خرافية ببعض المعايير الأساسية لذلك الجنس الأدبي المتفرع عن الملحمة.

فهو يقترح بنصه ”التراس” تشكيلا من كتابة، تنمحي فيها آثار الرواية بعمارتها وبلغتها وزمنها وبسرديتها ثم بفضائلها وبحجمها، متأسسا على الموروث الشفهي المتحرر من قيد التركيب المنطقي للأحداث ومن البلاغة المتعددة المستويات، بتعدد مفاصل الرواية؛ باعتبار الخاصية الخطية من بداية الموضوع إلى نهايته، بغض النظر عن تطور الأحداث، وباعتبار ميزة المبالغة والتضخيم وما هو عجيب ولا محدود بأي زمان أو مكان، وأخيرا باعتبار لملمة حوادث يربط بينها الراوي، الذي هو محرك عملية الحكي، من خارج النص، إذ لا ”ست الحسن”، رمز الجزائر بلاد الشمس، ولا ”التراس”، الرمز الجامع لأبنائها الذين يعشقونها فيلقون الغدر بسبب ذلك، أو ”اللقلق” صديق ”التراس”، كشخوص رئيسيين؛ ولا ”نانا خدوج” أو شهلة، الغاوية بـ ”التراس مرة، الزوجة البغي مرة أخرى، ولا كمال الصحافي ولا الجنرال بودبزة أو المحافظ السياسي بوخبزة ولا سي الهادي إمام المسجد الكبير، المعادلين الموضوعيين للمثقفين والعسكريين والسياسيين ورجال الدين المتصارعين حول الاستئثار بمصير الجزائر، ”ست الحسن” التي مرغها بودبزة في تراب الإهانة ص 70، كشخوص رئيسيين جميعا، يتدخلون بشكل ما في البناء ولا في تطوير الأحداث.

ثم، وأنا أحاول أن أتمثل مصائر أولئك الشخوص الرئيسيين ”ست الحسن” خاصة، كنت أجدني مشغول الذهن بـ ”Pénélope” الفاتنة، في ملحمة هوميروس ”الأوديسة”، المنتظرة عودة زوجها وحبيبها ”يوليس”، الذي خلال غيبته الطويلة طمع في الظفر بها أمراء تقدموا بعروض الزواج بها فأمهلتهم أن تكمل نسج الكفن (وفي ”التراس” نسج البرنوس الخرافي) فكانت تنثر ليلا ما تغزله نهارا.

كما أنني لم أستطع، في مقابل ”التراس” أن أخلص ذهني من شخصية ”عوج بن عناق”، وربما ذي القرنين، الأسطوريتين. فإن ذلك ما لابد أن تثيره قراءة ما اعتبرته حكاية خرافية استعارت لها اسم رواية؛ بالنظر إلى تعويم النص في نهر السرد الشفهي  !

إن كان كمال قرور يقترح رؤية تاريخية لوجود الجزائر، تلميحا لا تصريحا، فهو لا يرتكز على التاريخ فعلا، ولا على كرونولوجيا؛ متوسلا بأساليب الرواة في بهر السامعين، متقصدا إبلاغ قيم تعليمية تمس ”الروح الوطنية”؛ إذ النص كله، من حيث قيمته المركزية، يدور حول هاجس التخلي الخطير الذي يصيب أبناء الجزائر !

ثم، لابد لي من أن أذكر أن ”العماليق”، التي وظفها كمال قرور لتدل على ”غزاة” الجزائر، مخزونة في ذاكرتي بدلالتها على الفلسطينيين القدامى، والتي ترفدها لفظة ”الجبارين” أيضا، ولا متسع هنا للحديث عن صراع هؤلاء القديم مع العبرانيين. إنني أحب فقط أن تبقى ”العماليق” خالصة لشعب جبار في إيمانه بقضيته كالشعب الفلسطيني! 

إن كان كمال قرور، في ”التراس”، قد قدم إضافة للمتن الحكائي الجزائري، من خلال تجربة كتابة تبدو متحررة من قيد الإنشاء، بمعناه القصصي والروائي، مأسورة باستعارة الخرافة في بعدها التربوي والأخلاقي.