حنان حملاوي   
08/02/2010
اعتبر الروائي كمال قرور، الفائز بجائزة  مالك حداد للمبدعين الشباب،نفسه من بين الروائيين الجزائريين الشباب الذين يفضلون الكتابة في صمت بعيدا عن الضوضاء والأضواء. أوضح كمال قرور لدى نزوله أول أمس ضيفا على فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي للحديث عن روايته الموسومة ''التراس''، الحائزة على جائزة مالك حداد، أن هذه الأخيرة دفعته إلى
 إقرأ المزيد 

كمال قرور: أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية

قرور: أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية
كامل الشيرازي

الروائي الجزائري “كمال قرور” في مقابلة خاصة بـ”إيلاف”

أكافح لأجل مشروع ثقافي جدي ينهي العدمية
أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية

حاوره في الجزائر كامل الشيرازي: يكشف الروائي الجزائري الشاب “كمال قرور” تفاصيل مشروعه الثقافي الشامل لجزائر الألفية الثالثة، ويتبنى قرور في هذه المقابلة الخاصة بـ”إيلاف”، دعوة المفكر الجزائري الراحل “مالك بن نبي” لعقد تحالف بين الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية، ويرى صاحب رواية” الترّاس” ذلك ضرورة لتحقيق السلم العالمي. تابعوا نص المقابلة:

* طرحتم قبل فترة مشروعا ثقافيا هادفا لجزائر الألفية الثالثة، وقمتم بتوصيفه كـ”رؤية للخطاب الثقافي المتسامح”، إلى أين وصل المشروع، وهل تتوقعون تفاعل النخب والسلطات والشارع معه؟ – المشروع نشر بالصحف الجزائرية وكذا على شبكة الأنترنيت، كما أرسل إلى حوالي خمسين مثقفا جزائريا، لكنه للأسف لم يجد التجاوب من قبل الفئة التي يفترض أن تتلقفه وتتبنى بعض ما جاء فيه من أفكار وتصورات، وتجعله أرضية لفتح نقاش جاد، هناك من قال لي بالحرف الواحد من أنت حتى تقدم هذا المشروع للنقاش، هذا من اختصاص الدولة.. أنا مؤمن بهذا المشروع وسأبقى أدافع عنه وأذكّر الجميع به، لكن هذا المشروع يحتاج إلى إرادة سياسية، لأنّ المثقف عندنا أصبح يفضل أن يكون مجرورا ومطبّلا ومهرولا في مؤخرة القاطرة ولا يريد أن يكون في المقدمة للاستطلاع والاستشراف، كتبت يوما مقالا في الصحافة الجزائرية قلت فيه أنّ المثقف شريك للسلطة وليس مجرد أجير أو كلب حراسة، وطبعا جنيت الشوك.

* بشأن إشكالية إيصال الثقافة الجزائرية إلى العالمين العربي والغربي وشروط التبادل معهما، هل هناك حواجز تعترض تبادل الجزائر ثقافيا إقليميا ودوليا، ما الكيفية لإيصال الثقافة الجزائرية بتنوعها واختلافها إلى الآخر؟

– لا توجد إرادة سياسية تعمل وفق إستراتيجية محددة، في ظل تغييب المثقفين الجادين الذين يحملون الهم الثقافي، ويغارون على ثقافة وطنهم، ولا يتاجرون بالثقافة، منذ الاستقلال نعيش في حصار قاتل ونستنشق ما أسميه ثاني أكسيد كاربون الثقافة.. في غياب المجلات الثقافية والكتب العلمية نحن نجتر الكتب الصفراء التي لا تغني ولاتسمن، حن لا نملك مؤسسات ثقافية جادة ربما كانت تجربة الروائي الطاهر وطار في جمعية الجاحظية ثم تجربة الدكتور أمين الزاوي في المكتبة الوطنية، لكن التجربتان حاصرتهما قوى الرداءة والمنفعة.
بعد حوالي نصف قرن من الاستقلال مازال العالم لا يعرف عنا شيئا، سوى أننا شعب قدم مليونا ونصف من الشهداء لإفتكاك الحرية، هذا التوصيف صار مزعجا، إذا كان الأموات مازالوا يصنعون مجد جزائر الاستقلال ماذا يفعل الأحياء؟ للأسف أصبحنا في زمن الاستقلال بلدا مشهورا بتصدير العنف والإرهاب، يا للمفارقة! هناك من يعمل في الخفاء على عزل الجزائر وبترها عن محيطها الإقليمي العربي والإفريقي والعالمي، ولهذا لا يمكن للجزائر أن تقدم صورتها الثقافية المشرقة للآخرين وهي مكبلة بأوهام المتآمرين، عندما يقصى المثقفون الحقيقيون من الندوات العلمية والأسابيع الثقافية، وتعطى الفرص للمتثاقفين الرديئين وللإداريين والبوّابين ليمثلوا البلد في المناسبات الثقافية داخل وخارج الوطن، وتصبح سفاراتنا في الخارج دورا للعجزة تهدر العملة الصعبة ولاتقدم شيئا للبلاد، تلك هي الكارثة التي ما بعدها كارثة.

* الإيصال الثقافي العربي فيه من المعيارية والمحيطية، خلافا للثقافة الغربية، فبما تفسرون هذه المحيطية، هل هي صحية أم مؤشرا سلبيا على مستقبل الثقافة العربية؟

– نحن في زمن العولمة، زمن القرية الواحدة والغرفة الواحدة، الثقافة العربية التي كانت معزولة في صحرائها المترامية الرمال والكسل أصبحت مهددة في عقر دارها، ثقافتنا ذات نزعة أخلاقية وإتباعية، اليوم بعد تمازج الثقافات وتلاقحها ماذا نقدم للعالم من قيمنا؟ كان مالك بن نبي رحمه الله يدعو إلى تحالف الثقافة الاسلامية والثقافة الصينية الكونفوشية للحفاظ على السلم العالمي والمطلب مازال قائما، للأسف نحن لا نساهم في الحضارة المعاصرة إلاّ كمستهلكين ومجترين ومقلدين للموضة، ثقافة بدون إبداع وبدون تفاعل وفعالية ثقافة جامدة ومحنطة.

* ما تأثير الراهن في الجزائر بتجلياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المنظومة الإبداعية هناك؟

– كيف يتجاوب المبدع الجزائري مع الراهن؟ التجاوب سطحي وضحل، أحيانا تشعر كأنّ المبدع الجزائري أصبح لا يفهم ما يدور حوله، ودليلي على ذلك التراكم الإبداعي الذي كتب في العشرية الأخيرة، لم يكن في مستوى الأحداث الأليمة التي عرفتها الجزائر، وهذا ليس غريبا، فثورة التحرير رغم ما كتب عنها، لم تجد كاتبا يصنع من أحداثها ملحمة فنية كبيرة تستمتع بها البشرية، كذلك أحداث الحرب الأهلية بقيت كما هي وكل المحاولات باءت بالفشل، في انتظار من يحقق المفاجأة.

* بعد فوزكم بجائزة مالك حداد للرواية العام 2007، عددتم كثيرا من المآخذ والمحاذير التي انتابتها، هل ذاك متصل بأزمة تأطير ثقافي أم ضمور رؤيا؟

–   – حاولت انطلاقا من تصوري النبيل للثقافة والمثقف الفعال أن أضيف لبنة لهذه الجائزة التي أقدرها وأقدر المشرفين عليها، كونها شمعة تضيء للثقافة الجزائرية، لكن حدثت أشياء غريبة تمس بسمعة هذه الجائزة، وكان من واجبي أن أدلي بدلوي لإعطاء التصور الحقيقي لمؤسسة الجائزة سواء قبل أهل الاختلاف أم لم يقبلوا، موقفي واضح وصريح قصدت به البناء وليس الهدم كما تصور البعض، وبالمناسبة أرفع ندائي إلى الأديبة الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي إلى مراجعة موقفها الذي اتخذته في لحظة غضب، وأقول لها:”الجائزة مازالت في حاجة إلى رعايتك ومؤازرتك أيتها الأديبة المحترمة”.

* ما هي أهم مرجعياتك أو متكآتك الفكرية؟

– – أنا مدين للمفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي الذي أنقذني في ثمانينات القرن الماضي من التيه الفكري، ومدين للفكر الشرقي الهندي والصيني الذي وسع أفقي وخيالي، وهناك فلاسفة ومفكرون وأدباء ساهموا في بناء قناعاتي وأفكاري وخيالي أمثال:روسو، نيتشه،ديوي،لوك، ديستوفيسكي،الخيام، الفارابي،ابن طفيل، المعري، طاغور، بودلير، ماركيز، كازانتزاكي، وطار،واسيني، بوجدرة، الجابري، حنفي، الغيطاني وغيرهم.

* ما الذي لمستموه في الفعل الثقافي الجزائري منذ الاحتفاء بالثقافة العربية قبل سنتين؟ وهل يمكن للعواصم الثقافية أن تثير الوعي القومي عند المجتمعات؟

– يمكن لفكرة العواصم العربية أن تثير الوعي القومي عند مجتمعاتها إذا تجاوزت “البرستيج” الثقافي والمهرجانية الكرنفالية الارتجالية، المطلوب من هذه العواصم أن ترتقي إلى الهم الإنساني لترتقي بالمواطن العربي المغبون، في الجزائر كانت الثمرة طبع ألف كتاب، رغم أنّ النشر في بلاد عربية كثيرة لم يصبح مشكلة، طبعت الكتب ووضعت على رفوف المكتبات، ولكن من يقرأ هذه الكتب؟ الله أعلم.

* ماذا حول الإصدارات التي تشهدها الجزائر دوريا، وهل استطاعت أن تصنع قارئا جزائريا، وترسم أفقا ثقافيا؟

– القراءة في الجزائر تواجهها مشاكل كبيرة، القارئ الجزائري مُجبر وليس مخيرا، معظم المكتبات أصبحت تروج لتيار معين من خلال عرض كتب ذات توجه واحد كما تعرض على نفس الرفوف السواك وعسل النحل والزنجبيل وكل الأعشاب التي لها علاقة بالرغبة الجنسية، لست أدري ما نوع السجل التجاري الذي تمتلكه هذه المكتبات المشبوهة في غياب الرقابة وتواطؤ مصالح وزارة التجارة؟ الكتاب الأدبي والثقافي والعلمي مُحاصر ولا يجد من يحفل به، ولذلك يصبح مشكل التوزيع من واجبات الدولة لإيصال المادة الثقافية الجادة إلى مستهلكها الحقيقي، وحتى لا أكون سوداويا أشيد بمبادرة وزارة الثقافة في دعم دور النشر وخاصة الصغيرة منها لنشر الكتاب الأدبي والثقافي، ويمكن للتجربة أن تنجح مستقبلا وتصنع القارئ المطلوب المتفتح على المعارف والثقافات، وحتى لا أكون مجحفا، أشيد بتجربة رابطة كتّاب الاختلاف في مجال النشر المشترك مع الدار العربية للعلوم وذلك بمساهمتها في طبع الكتاب الثقافي والفكري التنويري وهي تجربة رائدة نتمنى لها التوفيق والاستمرارية.

أما المسألة الثقافية، فهي أعم من قراءة الكتاب الجاد وإن كان هذا جزء منها، المسألة الثقافية تشمل المسرح والسينما والفنون التشكيلية والأدب وبقية العلوم الإنسانية، وهي في حاجة الى مشروع ثقافي جاد يناقشه المثقفون بالتعاون مع وزارة الثقافة وتتبناه جهة ثقافية مثل اتحاد الكتاب إذا أراد المساهمة في الحياة الثقافية بجد للاحتفاء بالثقافة والمثقف والتخلص من ثقافة المؤامرات والصراعات.

* ما المسافة الفاصلة الآن بين الثقافة والشارع الجزائري، ما الذي يمكن للقصيدة أن تقوله، وما الذي يمكن للرواية أن تقوله؟ وهل هناك عودة أكيدة للشعر أم هناك تبني مطلق ونهائي للرواية؟

– المسافة تتسع بين الشارع والثقافة في ظروف اجتماعية واقتصادية متدهورة، إنه الانحدار نحو الهاوية، هناك سياسة التجهيل والتتفيه والتواكل واللامسؤولية واللاوعي، في غياب المسارح وقاعات السينما والندوات الجادة والبرامج التلفزيونية التثقيفية وقاعات المطالعة المحترمة والمكتبات الجادة، هناك الكرنفالات والتطبيل والتزمير، كل الفنون قادرة على التعبير إذا وجد الفنان الحقيقي، لكن حين يقتحم الدخلاء الدجالون المجال الثقافي ويحاربون الفنانين الحقيقيين هنا تكمن الكارثة، هناك شعراء لا يحصون والقصيدة غائبة، وهناك روائيون والرواية قليلة، وهناك مسرحيون والمسرح يحتضر، وهناك سينمائيون والسينما في خبر كان.. وهكذا دواليك.

* بماذا تقاربون القضايا ذات الصلة بالقومية الثقافية العربية، وهل ترون في معالجة التراث الثقافي العربي، كيفية ناجعة للمحافظة عليه من التهويد والزوال من تأثير العولمة؟

– لا يوجد بديل لقومية “روتانا” وأخواتها في السماء العربية الغائبة بحروب داحس والغبراء وصراع الزعامات على الخلود في الحكم وتوريث الأبناء في غياب ثقافة الديمقراطية والمواطنة، واعتبار الشعب مجرد قطيع لا يستحق إلاّ العصا والسجون، وزراء الثقافة العرب مفعول بهم ولا وزن لهم مثل وزراء الداخلية ووزراء الدفاع، إذا كانت وزارات الدفاع العربية تلتهم الميزانيات الضخمة لشراء أسلحة منتهية الصلاحية أو فاسدة للتباهي في الاستعراضات الوهمية، فإنّ وزارات الثقافة المسكينة هي وزارات سيادة في العصر الجديد إنها وزارات الهجوم الثقافي بالمعنى الايجابي، أو الوجود الثقافي بمعنى أقل عنفا، واذا كان حالها على ما هي عليه فالأحسن أن تشطب من قاموس الحكام أفضل من إلحاقها بالسياحة والاتصال والبيئة والـ..

* ما موقفك من السياسة الثقافية المنتهجة في الجزائر؟

– لا توجد سياسة ثقافية واضحة المعالم في الجزائر، كل ما هنالك محاولات واجتهادات من طرف أشخاص، السياسة الثقافية برنامج مسطر يشمل كل الفضاء الثقافي له أبعاده الجمالية والأخلاقية وله نتائجه القريبة والمتوسطة والبعيدة، ولهذا لا يتعدى الاجتهاد الجزائري الارتجال، وأنا من المطالبين بإيجاد سياسة ثقافية واضحة المعالم في المشروع الثقافي الذي أدافع عنه، لأنّّ هذه السياسة الثقافية هي التي تبني الانسان المواطن الذي نحتاجه اليوم وغدا لتطوير وانجاز اقتصاد المعرفة، نحن لسنا في حاجة الى مناضلين اليوم، أو قطيع من التبّع، نحن في حاجة إلى مواطنين يأخذون حقوقهم بكرامة ويؤدون واجباتهم بتفان وإخلاص، نحن في حاجة إلى خبرات في مجالات جديدة هي بنت عصرنا.
في زمن الحزب الواحد بالجزائر، نوقشت السياسة الثقافية في تلك الفترة وانخرط المثقفون في بلورتها لكن أحداث أكتوبر 1988، رمت كل شيء إلى مزبلة التاريخ، منذ ذلك ونحن نخبط خبط عشواء، ليوم نحن في حاجة الى سياسة ثقافية ترسم بعناية لمواطن فعال يعيش واقع وهموم وأحلام الألفية الثالثة.

* كيف تقارب مسألة الهوية في الجزائر التي لا تزال مثار جدل؟

– الشعب الذي لا يحدد هويته، ولا يعرف من هو، طبعا سيضيع في هذا الزمن، ولن يستطيع أن يشارك في بناء الحضارة المعاصرة لأنه مثل الريشة في مهب الريح، مشغول بأناه وبوجوده، ولم يعانق الأفكار.

* هناك رأي قائل بأن الثقافة العربية منكفئة على ذاتها، ما جعلها تفوتت فرصة االتموقع عالميا، هل الفرصة المتاحة حاليا للاستدراك؟

– نحن خارج التاريخ يا صديقي، منذ سقوط الأندلس ونحن نتدحرج، أما نهضتنا المزعومة فهي من صنع الغرب نحن منومون مغناطيسيا والغرب يتحكم في حركاتنا وضحكاتنا وحزننا ومعاركنا للأسف وهذا ما أسميه “تاريخنا الافتراضي” وهو مبني على رد الفعل وليس الفعل الحر الايجابي، ثقافتنا رفضت الفكر التنويري للفيلسوف ابن رشد وأحرقت كتبه ونكلت بعقل عربي كبير وفضلت فكر الكرامات والخوارق والمرابطين والمتصوفة، وها نحن نجني اليوم الثمار المرة في صراع الطوائف والفرق، نحن متشبعون بثقافة الأتباع والعنعنة ولا نستطيع الاجتهاد والإبداع والتحليل والتركيب، نحن سجناء ماضينا ولا نفهم واقعنا وبالتالي لا نعرف مستقبلنا، محكوم علينا بالزوال والاندثار إذا لم نتدارك الامر بانتهاء آخر قطرة نفط، سندفن في الرمال ولن يسمع بموتنا أحد.

* أي ثمن تدفعه الكلمة العربية.. الحركات المتطرفة، أم الأنظمة المستبدة؟ – نحن سجناء اليوم ومرهونون، نعاني بين مطرقة الإرهاب وسندان الأنظمة القمعية المتوارثة للبطش والتجهيل والفساد والبؤس، والحركات المتطرفة التي صنعتها المخابر الغربية أطالت عمر الأنظمة الاستبدادية، وهاهي تؤدي في كل مرحلة دورها بامتياز، هدمت المشروع التنموي، وهدمت الانسان والعمران في البلاد العربية، لم يبق للكلمة العربية سوى البكاء على الأطلال مثلما كان يفعل الأسلاف في الجاهلية.

* ما موقفك من القضايا المحيطة بالثقافة العربية، طالما إنّ الثقافة العربية مرتبطة باللغة فلا ثقافة دون لغة، كيف السبيل أن نرقي لغتنا لأنها مفتاح ترقية ثقافتنا؟

– اللغة التي لا تستوعب عصرها محكوم عليها بالفناء، اللغة العربية تنهار اليوم أمام اللهجات، الأفلام الهابطة والأغاني الساقطة والأدب المنحط، هناك جهود أكاديمية لكنها لا تخرج إلى الناس تبقى حبيسة الادراج والمدرجات والحلقات الضيقة لأصحاب الاختصاص، ليست لدينا قواميس جديدة تستوعب روح العصر، والترجمة تغني اللغة، والأمة العربية من محيطها إلى خليجها لا تترجم ما تترجمه ايطاليا أو اسبانيا أو البرتغال، نحن نستعمل اليوم منتجات الحضارة ولا نعرف كيف نسميها وهذا خطر كبير، وهذا من سمات الشعوب التي تعيش خارج التاريخ والحضارة، والحقيقة أنّ اللغة إذا لم يطورها ويرقيها الشعراء والكتاب والمفكرون والصحفيون تموت.

* ترقية اللغة العربية بفرنسا بين مشاريع ساركوزي، حماية اللغة العربية وترقيتها؟، أم استيعابها بعقل غربي؟

– فرنسا تعمل على استيعاب الجالية الجزائرية والمسلمة لتتأقلم مع علمانيتها، ومثلما تعمل على احتواء الإسلام، تعمل على احتواء اللغة المعبّرة عن هذا الدين، من حقها أن تعمل ما تراه يخدم مصالحها، لكن العيب فينا لأننا قصرنا في حق جاليتنا ولا نسأل عنها إلاّ في المواعيد الانتخابية.

* ما هي خططك القادمة وهل تنوي الكتابة للمسرح والتليفزيون والإذاعة، وهل لنا بمعرفة مولودكم الأدبي المقبل؟

– إذا كنت ديمقراطيا ومتسامحا، رجاء لا أريد الاجابة، وأعدكم برواية “سيد الخراب” التي أريدها متجاوزة لرواية “التراس” التي فازت بجائزة مالك حداد وأنوي نشرها في دار الآداب او الدار العربية للعلوم.

رسالة ثقافية الى الرئيس بوتفليقة عن الجيل الازرق والقوة الزرقاء كمال قرور

رسالة ثقافية الى الرئيس بوتفليقة

عن الجيل الأزرق والقوة الزرقاء

 كمال قرور 

كاتب وصحفي/الجزائر

 

السيد الرئيس بوتفليقة المحترم. اكتب اليك هذه الرسالة بعد ان وضعت الانتخابات اوزارها وعاد زعماء الاحزاب الى كهوفهم وعاد المجتمع المدني "المتدني" الى سباته  وعاد السماسرة والمزايدون والمنتفعون الى دكاكينهم بعد ان قبضوا ثمن الولاء والارتزاق .في انتظار مواعيد لاحقة.وتركوك وحيدا في معركة التنمية لتحقيق ماوعدت به في حملتك الانتخابية للعهدة الثالثة .

من سجن كبير، اكبر من سجن وزارة العدل واتعس منه.انه السجن الوجودي لمواطن له ضمير حي .اكتب اليك  بضمير هذا المواطن،رسالة ثقافية ذات أبعاد سياسية واجتماعية، اكتبها اولا باسمي كمواطن فعال يعي جيدا ان بلاده، مهما قال المتزلفون، ليست على مايرام ليست كما يحب وكما يتمنى ويحلم.في زمن كثر فيه المتملقون والمتسلقون والمتشدقون والمنافقون الذين يغطون شمس الحقيقة بالغربال ويحولون دون ضوئها.

سيدي الرئيس. لن اطلب لنفسي سكنا او قطعة ارض او قرضا بنكيا اوراتبا محترما او وظيفة محترمة في ادارة من ادارات الجمهورية.أومرتبة أونياشين لن أطلب لنفسي حتى جنازة تليق بجثي التي تآكلت برطوبة اليأس والبؤس والنفاق والتملق والتسلق والفساد..

فقط وفقط ..اطلب لوطني العزيز ايها العزيز مستقبلا زاهرا وافرا، ولشعبنا الضائع المشتت النوايا والاهداف العيش الكريم والوعي والفعالية.

سيدي الرئيس هنيئا لك بالعهدة الثالثة،وهنيئا لنا بها ان كانت ترفع من مقام الجزائر ومن مقام الشعب الجزائري، هنيئا لنا بالثالثة مهما قيل عنها ويقال ان كانت محطة حتمية لاتمام برنامجك الاقتصادي، وفرصة للمراجعة والنقد الذاتي، ومحاربة للحقرة والفشل واليأس والرشوة والمحسوبية والتهميش. وفرصة لتخطيط ذكي وعقلاني للمستقبل الزاهر،بعيدا عن الارتجال والتسرع والتسويف واملاءات المتملقين.

سيدي الرئيس ان عهدتك الثالثة ستكون اكثر ايجابية واكثر ثمارا اذا انجزت مشروعك الاقتصادي الذي وعدت به الشعب ووضعت خريطة طريق للأجيال القادمة ، الاجيال الزرقاء ، اجيال المسؤولية والعلم والكفاءة والتفاؤل،لتولد وتترعرع على تراب وطنها متشبعة بالقيم الاصيلة ومتفتحة على ثقافات العالم منسجمة مع ذاتها،منخرطة في وئام وتسامح ،في بناء مجتمعها وغير مخربة له.

سيدي الرئيس نحن جيل الاستقلال المغتصب ،وجدنا انفسنا ضحايا استقلال مغشوش بالاحقاد البغيضة والنوايا السافلة والمؤامرات الدنيئة والهزائم المثبطة،دفعنا ثمن تعلمنا وثمن حبنا لوطننا وتعلقنا به.هناك جيل من الخبرات والكفاءات والمهارات والعقول الذكية الخيرة تموت وتحترق يأسا وبؤسا في الظل.حالت الرداءة دونها ودون المساهمة في بناء الوطن .

سيدي الرئيس .تعلمنا في المدارس حب الوطن من الايمان فواجهونا بحب الوطن من البطن وتعلمنا القانون فوق الجميع فوجدنا البعض المحظوظ  فوق القانون والبعض المنحوس تحته .وتعلمنا بان وطننا سيصبح يابانا ثانية في افريقيا فوجدنا وطننا اليوم مزبلة لنفايات الصين وطايوان .اي مواطن عاقل ياسيادة الرئيس تعجبه هذه المناكر التي ترتكب في حق وطننا وفي حق شعبنا.

سيدي الرئيس لقد قلت في حملتك بان الشعب هو المسؤول عن تنمية البلاد وهذا عين الصواب. ولكن هناك بعض المتملقين يوهمون الشعب بأنك المهدي المنتظر وأنك مرسل وانك وحدك القادر والجبار والقاهر  وأن الله اختارك دون سواك . هؤلاء المتزلفون هم أعداؤك الحقيقيون سيادة الرئيس لانهم يعنون بكلامهم، اذهب انت وربك وقوما بالتنمية انهم في صالوناتهم قاعدون،وكان الاولى بهم الالتفاف حولك يوم اعلنت النتائج بتحمل مسؤولياتهم وواجباتهم. هؤلاء هم المنتفعون من الريوع  انهم أعداؤك الحقيقيون واعداء الشعب ايضا . بسببهم وبسبب تصرفاتهم وسلوكاتهم الغريبة، الشعب اليوم مستقيل ولن يستطيع المساهمة في التنمية الحقيقية مادام مغيبا ومهمشا ومقهورا، انه يطالب بكل غباء وبدون وعي،بحقوقه في المقاهي ويتقاعس عن واجباته وبكل تبجح. لقد فسد الشعب ياسيدي الرئيس ، في زمن "انهب واهرب ".

سيدي الرئيس لن تكون رئيسا قويا اذا لم يكن شعبنا قويا بوعيه وارادته . لن تكون رئيسا قويا اذا لم يكن لدينا حكومة قوية، ولن تكون رئيسا قويا اذا لم يكن لدينا وزراء اقوياء ، ولن تكون رئيسا قويا اذا لم يكن لدينا برلمان قوي ولن تكون رئيسا قويا اذا لم تكن لدينا معارضة قوية ولن تكون رئيسا قويا اذا لم يكن المجتمع المدني مبادرا .ولن تكون رئيسا قويا اذا لم يكن المواطن الجزائري فعالا ولن تكون رئيسا قويا اذا كان اعلامنا الخاص والعام ضعيفا،ولن تكون رئيسا قويا اذا لم تكن رئيسا لكل الجزائريين، ولن تكون رئيسا قويا مالم توسع المشورة الى كل الكفاءات الجزائرية المخلصة بعد ان احتكرها الحلف الرئاسي الذي جمد البلاد وقيد العباد.

سيدي الرئيس.من أهم  المشاريع التي تجعل العدة الثالثة اكثر ايجابية وبردا وسلاما على الجميع، ان تحدد للجزائريين مصيرهم بعد البترول هل بلدهم فلاحي ام صناعي ام سياحي ام ..؟ابدا لن تغفر لنا الاجيال القادمة اذا أصبحت بلادنا مجرد بزار للشركات الاممية العابرة للقارات والأسواق والجيوب .ومن أكبر المشاريع للعهدة الثالثة ان تكون جسرا قويا لانتقال السلطة  سلميا وحضاريا من الشيوخ الى الشباب من  جيل الشرعية الثورية والتاريخية الى جيل الشرعية المعرفية والعلمية والكفاءة.  ومن أضخم المشاريع للعهدة الثالثة ان تفتح ورشة كبرى، للمختصين ليناقشوا المشروع الثقافي الذي نريده لبناء المواطن الجزائري الجديد في جزائر الحاضر والغد ، جزائر الالفية الجديدة، بعيدا عن النفاق والكذب .

سيادة الرئيس .بعد ان فقدنا الثقة في كل مؤسسات الدولة ، مازال املنا في مؤسسة الرئاسة ، مازال املنا فيك سيدي الرئيس. في ارادتك السياسية لتستشرف مستقبل الجزائريين وتضع لهم الخطوط العريضة بمشاورة كل الخبراء والباحثين ورجال الثقافة والتربية والاعلام والعلوم .هذا المشروع يساهم في بناء المواطن الجزائري  الصالح ، المواطن الفعال المبادر الذي يؤدي واجبه بكل تفان ويأخذ حقه بكل كرامة.ويقضي على البواطن الغريزي الذي ساهم بكل غرائزه الوحشية في تخريب كل ممتلكات الوطن .

سيدي الرئيس سنحتفل قريبا بنصف قرن من استقلال منقوص،استقلال أعرج ..استقلال جائر.. هذا عار علينا ..نصف قرن بركات .. بركات .. شعوب استقلت بعدنا ،أصبحت اليوم في المراتب الاولى بينما نحن نتدحرج سنة بعد سنة الى المراتب الادني .. أي عارعلينا سيدي الرئيس ؟

علينا أن نتحمل جميعنا مسؤولية انهيارنا وتقهقرنا..ونعمل جاهدين وبكل اخلاص لنحول ثلاثين مليون بطنا جزائرية مستهلكة الى ثلاثين مليون عقلا يفكر ويدبر .ونجعل ستين مليون ساعدا تعمل وتكدح وتجتهد ؟كل ذلك في هذه الاسئلة الحارقة التي نريدها أن تخرج الى ارض الواقع بارادة سياسية باردتكم سيدي الرئيس لتوقد جذوة السؤال للبحث عن يقين الحقيقة ومصيرالبلاد والعباد.

 

 

– 1 ماهو المشروع الثقافي  المناسب لجزائر الالفية الثالثة ؟ماهي اسسه ؟ ماهي اهدافه ؟ ماهي وسائل تحقيقه ؟

– 2  ماهي منطلقاته الايديولوجية ؟ -3  ماهي سياسته الثقافية ؟ -4  ماهية الاستراتيجية المثلى لتحقيقه ؟

-5 ماهي ابعاده القومية والانسانية ؟  – 6  قيم جديدة بديلة للقيم المتآكلة  : المسؤولية – الواجب – المعرفة – الكفاءة – المبادرة – التفاعل – الفعالية.

   – 7 كيف نقرأ المستقبل في ضوء الحاضر والماضي ؟-8 ماهي دروس التاريخ للحفاظ على الجغرافيا؟

-9 الديمقراطية كآلية للحكم مالها وماعليها ؟ –10 العدالة الاجتماعية حتى لاتكون نشيدا ؟

  11المجتمع المدني ، من التملق الى روح المبادرة والرقابة الشعبية –  12 الانسان / المواطن الذي نريد اعداده فاعل مرفوع، وليس مفعولا به او مضاف اليه  ؟- 13  المجتمع المنشود بناؤه،  كثير من الواقعية وقليل من اليوتوبيا؟

          -14 الهوية في الزمن المتغير؟  15البعدان العربي والامازيغي توأم ملتصق في التاريخ، التفاعل بدل التنافر، من اجل المصير المشترك..- 16 ماهي التربية الضرورية للجيل الجديد  ؟- 17 ماهو دور الدين في الحياة المعاصرة  – 18  كيف نتجاوز ثقافة التعصب والعنف، الى ثقافة الاختلاف والتسامح ؟- 19  من ثقافة الدم الى ثقافة العرق ؟

         -20 كيف نتصالح مع ذاتنا؟ 21 كيف نتفاعل ايجابيا داخليا، نفسيا واجتماعيا؟-22 كيف نتفاعل وطنيا و مغاربيا وافريقيا وعربيا ومتوسطيا واسلاميا وعالميا؟-23 ماهي مساهمتنا في حوار الحضارات؟ -24 ماهو دورنا في الحفاظ على السلم العالمي؟ -25 ماهي مصالحنا؟-26  ماهي اولوياتنا التي نقدمها؟- 27 ماهي هامشياتنا التي نؤخرها؟- 28 ماذا نضيف للعالم من حولنا؟ –  29 من هو عدونا؟ 30 من هو صديقنا؟   31  من هو حليفنا؟-  32  ماهي نقاط قوتنا؟   33  ماهي نقاط ضعفنا ؟-34  الثقافة السياسية ، ماهي ضوابطها ؟

 35   ماهو دورنا في القرية الكونية؟-36  كيف نبني مجتمع المعرفة ؟-37 ماهي مساهمتنا في صناعة المعرفة ؟-  38 عودة الادمغة المهاجرة / المادة الرمادية / مرهونة بتوفير الكرامة، هل يصعب علينا توفير الكرامة ؟-39 سفاراتنا وقنصلياتنا من دور للعجزة الى نوافذ مشرعة على العالم ؟ .. –40  كيف نفعل المؤسسات التربوية والجامعية ومراكز البحث ؟-41  كيف نستفيد من التراث الذي لاينضب؟ – 42  كيف نحل اشكالية اللغة العربية /الامازيغية، الفرنسية / الانجليزية؟-43  فرانكفونية ام انجلوفونية، وجهتان والغرب واحد؟44   الترجمة نهر ينقل علوم ومعارف العالم، متى نبدأ الحفر؟ 45  الفنون والاداب  كيف نطورها؟

46 ثقافة الطفل، رجل الغد، كيف تكون ؟

 47 كيف نفعل الاعلام ليصبح موضوعيا، يخدم المواطن والمجتمع والحقيقة ويصبح سلطة رابعة حقا؟

– 48 ماهودور النخبة والقوى الاجتماعية والسياسية في تجسيد هذا المشروع الثقافي؟  -49 بعد قرون من الالتفات الى الخلف،آلمتنا رقابنا و لم نتوقف عن العثرات، هلا جربنا النظر الى  الامام  يوما واحدا ثم نحكم على التجربة؟..50 .جربنا مرات التضحية بالدم وبالنفس والنفيس،  هلا جربنا مرة واحدة فقط التضحية بالوقت،  ارخص شيء عندنا؟ ..5 استثمرنا في كل شيء وتناسينا الانسان، ماذا سنخسر لو نجرب مرة واحدة،  لم يفت الاوان ؟

52  الحفاظ على البيئة، بدأ بمطاردة الاكياس السوداء، هل يمكن ان ينتهي  الى مطارة الافكار السوداء القاتلة؟ 53  الشباب بين البطالة والعطالة، نطعمهم السمك ام نعلمهم اصطياده ؟ 54 النساء جمع مؤنث سالم ام جمع مؤنث معتل ؟ 55 جيش الموظفين بين مطرقة  السلطة وسندان الشعب هل من قائد لاصلاح جمهورية البيروقراطيين ؟56 الفساد طاعون العصر، اذا فسد ت السلطة نغيرها بأخرى ، ماذا نفعل اذا فسد الشعب نفسه ؟ 57 بعيدا عن ثقافة النفط  والريوع ماهو مصيرنا  ؟ 58هذا الحلم الازرق ، بالجيل الازرق ، القوة الزرقاء ، قوة المعرفة  والمسؤولية والواجب والكفاءة والمبادرة والتفاعل والفعالية،  خلاصة هذه الافكار و بديل المستقبل، هل يتحقق ام يبقى حبرا على ورق  ؟؟

سيدي الرئيس،بحلم الحاكم المتسامح تقبل خوف وغيرة مواطن فعال على وطنه.

kerouka@yahoo.fr

كمال قرور يطالب ''الاختلاف'' بكشف تقرير لجنة تحكيم جائزة مالك حداد

كمال قرور يطالب ”الاختلاف” بكشف تقرير

 لجنة تحكيم جائزة مالك حداد

طالب الروائي الحائز على جائزة مالك حداد للرواية الجزائرية المكتوبة بالغة العربية مناصفة في دورة ,2007كمال قرور، طالب جمعية الاختلاف المشرفة على الجائزة الأدبية، بكشف تقرير لجنة التحكيم• وقال في اتصال هاتفي مع ”الخبر الأسبوعي”، إن ذلك سببه تشكيك أمين عام الجمعية، بشير مفتي، في روايته التي وصفها بأنها مجرد حكاية شعبية بسيطة وليست رواية• وقال قرور إذا كان مفتي ينقص من القيمة الفنية لرواية ”التراس”، فهو يشكك في نزاهة وقدرات لجنة التحكيم التي تضم أسماء أدبية ونقدية عربية لامعة، هما الناقدة يمنى العيد والروائي السوري نبيل سليمان، مضيفا أنه فضل عدم نشر التقرير حتى لا يؤثر على القراء بآراء لجنة التحكيم التي امتدحت الرواية•

هذا، وقد عادت جائزة مالك حداد إلى الواجهة أواخر السنة الماضية، بعد أن قرر كمال قرور إرجاع مبلغ الجائزة لأنه استلم النصف فقط، الشيء الذي أدى إلى تراشق إعلامي بينه وبين بشير مفتي، دفع بالكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، بصفتها راعية الجائزة، إلى الانسحاب والتنازل عنها•

.. لست متعاطفا مع غزة ..


عفوا لست متعاطفا مع غزة بالذات ..
انا متعاطف مع الشعوب العربية التي هبت من كهوفها وزرائبها لنصرة غزة ..
عفوا ..ان غزة هي التي تعاطفت مع الشعوب العربية،وهبت لنصرتها من سباتها التعيس ومن عبوديتها لحكام وهميين لاينفعون ولايضرون.
اذا كان اشجع حاكم عربي يتبرع- بأضعف الايمان- بدمه الملوث بالجبن والبيبسي والكافيار..فبأي شيء أتبرع ؟ وبأي شيء تتبرع الشعوب الغافلة ؟ اللعنة على الرداءة والفساد وسوء التدبير وصناديق الديموقراطية المحمولة على الدبابات وعلى اجمل سلالة خيل السباق.
عفوا لهذا لست متضامنا مع غزة ..
كم مات من اطفالك ياغزة ؟ مات العشرات ..مات المئات ..مات الآلاف ..
هذا قليل جدا .. إقرأ المزيد

رَجُلُ التعْلِيمِ

في حوار مع الباحث المغربي محمد سعيد الريحاني:

رَجُلُ التعْلِيمِ مُوَظفٌ وَلَيْسَ مُثَقفاً

أجرى الحوار الإعلامي المغربي إدريس ولد القابلة

 إدريس ولد القابلة: من هو محمد سعيد الريحاني؟

محمد سعيد الريحاني: إنسان مغربي وُلِدَ لِيَعِيشَ ويُرَفْرِفَ بين مرحلتين هامتين من تاريخ مغرب ما بعد الاستقلال: الأولى هي المرحلة  المعروفة بسنوات الرصاص(1961- 1998)، والثانية هي المرحلة التي سُمِيَتْ بمرحلة التناوب والتوافق(1998-…). ولأن محمد سعيد الريحاني تملكته روح الكتابة، فقد صار بديهيا أن ينخرط في الكتابة عن المرحلتين معا إما بالدراسة الرصينة  أو بالإبداع القصصي، نقدا أو وصفا أو تحليلا…

  

إدريس ولد القابلة: لمادا التفكير في إصدار كتاب خاص عن تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب؟

 

محمد سعيد الريحاني: في مقدمة كتاب تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب، وهو بالمناسبة كتاب إلكتروني لا زال ينتظر فرصة الخروج للقارئ في حلة ورقية، نقرأ التقديم التالي الذي نعتقد انه جواب فصيح على السؤال المطروح:

 

عزيزتي القارئة، عزيزي القارئ.

هدا الكتاب هو ثمرة نضال حقيقي ضد أشكال الشطط والتلاعب بإرادة المهنيين وكرامة الموظفين من سنة 2003 إلى سنة 2008. وقد نضج هدا الكتاب سنة بعد سنة، بيانا بعد بيان فاستحق بدلك أن ينشر مجمعا كشهادة صارخة للتاريخ ضد كل أشكال التزوير والعبث الممنهج بإرادة المواطنين ليكون بدلك وثيقة تاريخية من جهة وشكلا من أشكال رفع سقف حرية التعبير من جهة ثانية.

في زمن الحداثة وما بعد الحداثة بمقولاتها موت الإنسان ، موت المؤلف، موت الزعيم، موت الإيديولوجيا… يحز في القلب أن نجد شعوبنا وأنظمتنا  ترفع شعارات الردة من قبيل موت الشفافية، موت المصداقية، موت الكفاءة، موت النقابي ، موت السياسي…

وفي ظل موت النقابي والسياسي، صدرت هده البيانات كصرخات سنوية حرة وأبية ومستقلة دوت قوية على المستوى الوطني وحفرت حضورها عميقا  في أداء الجهات الوصية على تزوير الإرادات مضاعفة الارتباك في مراكز الشطط  وأطرافه.

 

بالإضافة إلى هدا التعليل، أود أن اعترف بأنني رجل عاشق للجديد وموله بالطرقات غير المعبدة ومهووس بالتأسيس لتقاليد جديدة. وعلى هده الخلفية أصدرت الاسم المغربي وإرادة التفرد سنة 2001 الذي اعتبر في حينه  أول دراسة سيميائية للاسم الفردي العربي، كما انتهيت قبل أسابيع من وضع اللمسات الأخيرة  لكتابي القادم  عندما تتحدث الصورة وهو بالمناسبة  أول سيرة ذاتية مصورة في تاريخ الأدب والفن الإنسانيين،  كما ساهمت في وضع الأسس النظرية والإبداعية لالمدرسة الحائية مدرسة القصة المغربية الغدوية، بالإضافة إلى الكتاب موضوع هدا اللقاء الصحفي  تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب الذي يبقى بدوره أول كتاب موقف يحاكم العقليات المتحكمة في رقبة التعليم بالبلاد.

 

إدريس ولد القابلة: هل التلاعب بالامتحانات المهنية ممارسة مرتبطة بفساد القائمين على الإدارة المغربية، أم أنه آلية من آليات النهج المتبع في تدبير شؤون البلاد عموما؟

 

محمد سعيد الريحاني: وجهة نظري أن فلسفة التدبير هي المتهم الأول في موضوع الخلل الذي يعاني منه القطاع. ففي سنوات الرصاص(1961- 1998)، كان التعليم الوطني معسكرا لحصر امتداد أنصار المعارضة السياسية السابقة في قطاع شبه وحيد يُسَهِلُ عملية ترويضهم ومعاقبتهم داخل أسواره. أما في مرحلة التناوب والتوافق(1998-…)، فقد صار قطاع التعليم ملحقة سرية تابعة للجلسات غير العلنية لهيأة الإنصاف والمصالحة يحظى دون غيره من القطاعات بتعويض رجال التعليم المنتمين لألوان المعارضة السابقة إداريا وماليا من خلال امتحانات مهنية مشكوك في نزاهتها ومطعون في مصداقيتها.

  

إدريس ولد القابلة: بهذا الخصوص، هل يمكن الحديث عن الفساد كمنظومة بالمغرب؟

 

محمد سعيد الريحاني: المحاباة وإرضاء الخواطر بدل الاحتكام لسلطة القانون ومعيار الكفاءة، والتعيين والانتداب محل التنافس الديمقراطي والانتخابات الديمقراطية، والمكافأة من مال الشعب والعقاب بالحرمان من الحق فيه هي السمة العامة لسير الأمور في البلاد.

 

 إدريس ولد القابلة: بتركيز شديد، هل أنتم ضحية للفساد؟ وكيف؟

 

محمد سعيد الريحاني: أنا ضحية شطط إداري وبدلك فأنا شاهد إثبات على مرحلة من تاريخ التعليم العمومي لا تشرف أحدا. وهدا ما أكسب ولا زال يكسب بيانات أكتوبر السنوية التي أصدرها مند ما يزيد عن خمس سنوات من الصمود (أكتوبر 2004- أكتوبر 2008) قوة ومصداقية وحصانة.

 

 إدريس ولد القابلة: من أين تبدأ الثورة على الفساد كمنظومة؟ وعلى عاتق من تقع مسؤولية تفجيرها؟

 

محمد سعيد الريحاني: الثورة كلمة تفهم في كل المعمور بنفس الوقع ونفس الدلالة إلا في البلدان العربية لسبب بسيط وهو أنه لم تحدث ثورة واحدة في التاريخ العربي بعد ثورة المسلمين على الثقافة الوثنية قبل خمسة عشر 15 قرنا. إن الثورة تقتضي مشاركة جميع الطبقات الاجتماعية وجميع الفئات المهنية وكل الأعمار والأعراق في عملية التغيير الاجتماعي… وهدا ما لم يحدث أبدا في الثقافة العربية. إن ما حدث، على المستوى العربي، كان مجرد انقلابات عسكرية نفدها ضباط قلائل، أو هي كانت نعرات قبلية لا ترقى لمستوى الثورة التي تشمل جميع مكونات الشعب دون استثناء مع شبه إجماع على ثقافة محددة. وهدا ما حدث مع الثورة الفرنسية والثورة الروسية والثورة الإيرانية وغيرها من الثورات الحقيقية التي لا يتسع مكان بينها لثورة عربية واحدة.

إن من يسمي الانقلاب العسكري ثورة شعبية مجيدة هو نفسه من يسمي الهزائم النكراء مجرد نكسات… كما أن هدا المعجم الفريد لا يستعمله غير شخص واحد في العالم يرهن شعبا بمعجمه ومزاجه وطرق تفكيره: الحاكم العربي. ولهدا الحاكم العربي سنخصص مجموعتنا القصصية القصيرة القادمة وراء كل عظيم أقزام.

الثورة، إذن، هي إرادة التغيير  سواء استهدف هدا التغيير المستوى الشمولي أو المستوى القطاعي، المستوى المادي أو المستوى الرمزي  ولكنها إرادة يُفْترض فيها أن تشمل الجميع. لدلك، وجوابا على سؤالكم، أقول بأن الثورة على الفساد كمنظومة تبدأ بإرادة الثورة على الفساد. أما المسؤولية فتقع على عاتق الجميع: مثقفين وموظفين وطلبة وعمال وفلاحين ومعطلين…

  

إدريس ولد القابلة: من هم أكبر ضحايا التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب؟

 

محمد سعيد الريحاني: أكبر ضحايا التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب يبقى هو الوطن الذي سيفقد مركزه الجاذب لكل القوى والفعاليات وسيفقد معه مبررات وجوده. إن الخطر الذي يتهدد الوطن بعد سنة 1998 هو خطران بصيغة المثنى: الخطر الأول هو خطر تدبير الشأن العام تحت إغراء فلسفة الحزب الوحيد، أما الخطر الثاني  فيبقى هو خطر تحويل الموظفين بشكل خاص والمواطنين بشكل عام إلى مجتمع من الانتهازيين والوصوليين وعديمي الأخلاق والقيم والحياة، إلى مجتمع من دُمَى العرائس يُحَرَكُونَ بالأصابع!

  

إدريس ولد القابلة: ما هي أهم انعكاسات هذا التلاعب؟

 

محمد سعيد الريحاني: من بين أهم انعكاسات هذا التلاعب بالامتحانات المهنية وبمصائر الموظفين الإدارية والمالية لدى رجال التعليم: تفشي ضعف الثقة بمشاريع الوزارة الوصية على القطاع، تنامي اللامبالاة إزاء الحقوق والواجبات، شيوع اليأس من شعارات التغيير التي رافقت تخريجات التناوب والتوافق، وربط ماضي تزوير الانتخابات الجماعية والتشريعية بحاضر تزوير الامتحانات المهنية…

  

إدريس ولد القابلة:  كيف ترون إشكالية حملة الشواهد المعطلين؟ وما مآلها في ظل الوضع القائم؟ هل هي ظاهرة عادية أم أن استفحالها مرتبط بمنظومة الفساد التي لازالت قائمة؟

 

محمد سعيد الريحاني: العطالة ظاهرة عادية عندما تكون اختيارا فرديا. والعطالة ظاهرة عادية عندما تكون معوض عنها. لكن أن يتعدى عدد حملة الشواهد الجامعيين سقف المائة ألف شخص دون تلقي أي تعويض عن وضعيتهم ودون تفكير رسمي جدي في حل أزمتهم، فهدا قد يهدد بطرح أسئلة جديدة قادمة قد تعصف بثوابت التوافق وباقي شعارات الميكروفونات وأهم هده الأسئلة: لمادا نحن هنا؟ ومادا ننتظر؟ وعمادا نخاف؟…

  

إدريس ولد القابلة: ماذا تعنون بـ صار التعليم سوقا للاغتناء السريع، في حين لا ينتج إلا حملة الشواهد المعطلين؟ كيف يمكن إذن الاغتناء عبر توسيع هوامش الإقصاء والتهميش؟

 

محمد سعيد الريحاني:  في بيان أكتوبر السنوي الرابع لسنة  2007 حول التلاعب بنتائج المباريات المهنية في المغرب المعنوان ملف التعليم وملفات هيأة الإنصاف والمصالحة والمنشور على صفحات جريدة الانتهازي الأسبوعية المغربية المتوقفة عن الصدور على حلقتين، العدد 9  (الخميس 29 نونبر- 5 دجنبر 2007 ) والعدد 10(الخميس 6-12 دجنبر 2007)، نقرأ الجواب في الفقرة التالية:

لقد صار التعليم العمومي سوقا للاغتناء السريع للطابعين والناشرين الدين عبثوا تحت شعار التعددية بمقررات مدرسية بلا تعددية ولا جهوية ولا ديموقراطية ولا أي شيء. كما صار التعليم العمومي سوقا لترقية النقايبية والحزايبية وتهريبهم إداريا عبر تنجيحهم في امتحانات تقدم للسذج من عوام الناس بأنها امتحانات مهنية مفتوحة لعموم الشغيلة التي تتوفر فيها الشروط الإدارية المنصوص عليها!…

  

إدريس ولد القابلة: ما قصة الاسم المستعار الذي يطابق اسمكم؟ وما طبيعة الإساءة التي لحقتكم بهذا الخصوص؟ هل سبق لصاحبه أن كشف لكم عن هويته؟ ثم لماذا يصر على ما يقوم به؟

 

محمد سعيد الريحاني: كاتب هو نص قصصي منشور ضمن مواد مجموعتي القصصية موسم الهجرة إلى أي مكان الصادرة في فبراير من سنة 2006وهو ، بالمناسبة، نص يلخص كيفية استقبال العناكب لي  بعد قراري دخول مغامرة الكتابة.

عندما قررت الدخول إلى عالم الكتابة والنشر والتوزيع، لم اعتقد بأن التجربة ستتطلب مني أن أصبح غلادياتور/gladiateur أقضي يومي أصارع الوحوش. لم أعتقد في يوم من الأيام بان العالم بأسره سيقف ضدي لمجرد أنني قررت حمل أخف شيئين يمكن حملهما دون كبير عناء: ورقة وقلم!

فقد تعرضت لأول مرة في حياتي لحادث اعتداء مسلح من طرف ملثمين في أهم شوارع مدينتي وأعْرَضُها على الإطلاق وتحت الأنوار الساطعة. وعندما تقدمت إلى مصالح الشرطة لتحرير محضر في الموضوع في اليوم الموالي مباشرة  للحادثة، اندهشت كثيرا لسير أمر التحرير: فالضابط يبتسم طول الوقت الذي كنت اسرد فيه الواقعة، كما كان يصحح لي معطياتي وتصريحاتي حول ملابسات  الجريمة … وقد كان على حق في كل تصويباته لكنني لم أفهم من أين له بدقائق الأمور في الوقت الذي كان فيه الشارع خاليا من المارة ومن الأمن!…

بعد مرور خمس سنوات على الواقعة، لم أتوصل من الشرطة لحد الساعة بأي جواب في موضوع قضيتي، لا بالسلب ولا بالإيجاب.

بعد اعتداء المجهولين والملثمين،جاء دور مكشوفي الوجه. وهده رسالة مكتوبة وجهتها إلى أحدهم بمناسبة توصلي بتهديد بعثه لي مع أحد الزملاء من أقْنَانِ نقابته:

 

إلى السيد ب. ب،  الكاتب المحلي لنقابة…

الموضوع: رد على تهديد

بعد التحية

تلقيت اليوم زوالا نص التهديد الشفهي بالاعتداء على  شخصنا على لسان رسولكم المناضل الأستاذ (ك.ح)، وهو التهديد  الذي أثار اندهاشنا  لغياب علاقة  تواصل أو عمل  تحتم  ذلك  سوى لكون بياننا  حول نتائج الامتحان المهني 2004  تعرض  للظروف السلبية التي  رافقت الامتحان  المهني.  ولأنني  تعرضت مند قراري حمل القلم كسبيل للإسهام في النقد والتنوير الاجتماعيين لسلسلة من الاعتداءات، فإنه لا يمكنني سوى اخذ تهديدكم بعين الاعتبار وبجدية اكبر. ولذلك أشعركم إن أي اعتداء سنكون موضوعه إما من طرفكم شخصيا أو من طرف آخرين:  معلومين أو مجهولين، ملثمين أو مكشوفي الوجه سيجعل من اتهامكم هذا  مرجعا للاعتداء ومن رسولكم المناضل الأستاذ (ك.ح) شاهد إثبات.  كما أنني أحتفظ  بنسخة من هذا  الرد لليوم الأسود.  والسلام.

حرر في مدينة القصر الكبير

بتاريخ:13 أكتوبر 2004

 

وبعد دلك جاء دور الإشاعات والحروب النفسية، ثم جاء دور التكالب مباشرة مع انطلاق بيانات أكتوبر السنوية سنة 2004 وهي التفاصيل التي يمكن قراءتها مفصلة في بيان أكتوبر السنوي الثاني ضمن مواد الكتاب الالكتروني المجاني والمتوفر على الإنترنت تحت عنوان تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب.

بعد اعتداءات الملثمين المجهولين والنقايْبِيَة، جاء دور المثاقفية وأدعياء الثقافة. لكن رغم تعدد ألوان الاعتداءات، فقد كانت الأصابع واحدة: أصابع السياسي الذي يحرك الجميع ويقتل الجميع ويحيي الجميع. فقد سمعت في وقت جد متأخر سبب كل النار التي لاحقتني ولا زالت تلاحقني: ما تجيش من عندو!…

لقد كان لهده الكلمة ما تجيش من عندو!  فعل السحر في فتح تفكيري على آفاق لانهائية لفهم سير الأمور في البلاد. الحقيقة، أنني لم أكن اعرف أنني أمشي على طابو الطابوهات. وأعترف بأنني لم أكن أعرف أنني أنسف مبرر وجود الإطارات الحزبية والنقابية ودورها الخطير في تحييد المثقف عن المجتمع باقتلاع أنياب المجتمع عبر فصله عن المثقف. إن عبارة ما تجيش من عندو! تعني ما تجيش من عند المثقف!. إن الصدر يكون رحبا مع انتقادات الموظفين لكنه يصير أضيق عندما يتعلق الأمر بالمثقفين… إنهم يرحبون بالبيانات وكل أشكال الاحتجاج لكن شريطة أن تكون مذيلة بتوقيع الموظف وليس المثقف…

إن الاحتجاج عندما يكون موقعا باسم موظف أو أسماءموظفين يكون احتجاجا صغيرا قابلا للاحتواء ولكنه حين يكون موقعا باسم مثقف فإن الاحتجاج لا يمكن التكهن بتبعاته.

هدا هو الفرق بين احتجاج الموظف و احتجاجالمثقف.

وهده هي دلالة ما تجيش من عندو!.

وهدا هو سر القيامة التي رافقت بيانات أكتوبر السنوية لمدة خمس سنوات (أكتوبر2004- أكتوبر2008).

أتساءل:

ما جدوى الثقافة إن لم تكن مساعدة من لا يمتلك ملكة التعبير على التعبير، ومساعدة من لا يجرؤ على قول مواقفه على قولها؟…

ولمادا هدا التكالب على المجتمع من خلال تحييد المثقف عن جراح مجتمعه وآلام مواطنيه؟

في بحر هده الصراعات، ظهرت أزمة الاسم المستعار الذي يطابق اسمي ويتناول بالنقد المتحيز للمخزن أحداث وأزمات حدثت بمدينتي. لدلك، بادرت إلى تحرير بيان في الموضوع بتاريخ 16 مارس 2008 ووزعته بيدي في الشارع كعادتي مع كل البيانات الأخرى، وهي طريقة سبقني إليها جون بول سارتر الذي كان يوزع بنفسه جريدته قضية الشعب كما صرح بدلك في إحدى حواراته لمجلة الأبله الأممي الفرنسية عام 1970. بعد دلك، راسلت اليومية المغربية المعنية.

 خلال هده الأزمة، هرول شخصان من مدينتي، وهما بالمناسبة من رواد المقهى الذي أرتاده عند نهاية الأسبوع، متوجهين إلى مقر الجريدة اليومية المعنية بأمر نشر موادها الصحفية  بالاسم المستعار الذي يحيل على هويتي، فوصلا قبل وصول البيان الذي أرسلته بريديا للجريدة وأوقفا نشره وأقنعا هيأة التحرير بالاكتفاء بنشر مسودتهم التي حملوها معهم من المقهى وهي بالمناسبة خطاطة طفولية تثير الشفقة من حيث الركاكة والأخطاء ولو أن حجمها لا يتعدى خمسة أسطر من مساحة ورقة من القطع الكبير.

ولأنهما لا يعرفان عن العالم غير المقهى ولا يفكران  سوى في القهوة والمقهى فقد أكدا في الكلمة التي نشراها على صفحات الجريدة اليومية المغربية المعنية بالأزمة على أن الاسم غير مستعار وأنه اسم حقيقي لصحفي من دم ولحم وطلبوا مني التأكد من الأمر  بالحج إلى مقر الجريدة ل… شرب فنجان قهوة معه.

هوس المهرولين الاثنين بالقهوة والمقهى، يذكرني بحديث سائح فرنسي التقيته سابقا. فقد تحدث لي هدا السائح عن تصور العامة من الناس لالجنة وخلص إلى أن بيئة الناس وما يحيط بهم من علاقات وملكيات وملذات ومتع هي ذات الصورة التي يعكسونها وهم يتحدثون عن الجنة بحيث يتصور الصحراوي الجنة واحة خضراء تتدلى فوقها أصناف البلح بألوانه الشهية، ويتصورها الإسكيمو فضاء جليديا يعج بالفقمة والبطريق، بينما يتصورها قزم الأدغال الإفريقية غابة من المانغا والأفوكا والموز…

ترى كيف يتصور المهرولان الجنة؟ أتراها في عينيهما مجرد فناجين قهوة أيضا؟…

  

إدريس ولد القابلة: باختصار شديد، كيف يمكنكم تقييم المنظومة التعليمية ببلادنا؟

 

محمد سعيد الريحاني: تقرير البنك الدولي للتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا  تقرير مؤسسي يعتمد أدوات لا يمكن توفرها للأفراد وهو، في تقييمه السنوي للمنظومة التعليمية ببلادنا، يصنف تعليمنا الوطني في ذيل القائمة الدولية. وعلى إثر هدا الإعلان، تفاجأ القيمون على القطاع، كما تفاجأ ساسة عام 1994 بتقرير صندوق النقد الدولي الشهير بتقرير السكتة القلبية، بهول الصدمة فسارعوا إلى إلصاق التهمة بالموظفين في قطاع التدريس وكان الموظفين خصوما لا أدوات تنفيذية في يد وزارة التعليم…

  

إدريس ولد القابلة: كيف يمكن وصف الأستاذ بـ صانع الأجيال والأغلبية الساحقة من التلاميذ يكون مآلهم عرض أجسامهم للهراوات الأمنية أمام البرلمان ومنظومتنا التعليمية تساهم في توسيع دوائر الاقتصاد والتهميش؟

 

محمد سعيد الريحاني: هده مجرد أسطورة. الأستاذ لا يمكنه صناعة جيل لوحده.  كلنا صناع جيل الغد وكلنا نساهم في صناعة أجيال الغد: صحفيين وأدباء وفنانين ومفكرين ورياضيين وعلماء… ولكن حين يتم، على أعلى المستويات، التواطؤ على تهجير أبناء الوطن من العلماء إلى الخارج والتخلي عن الحق في الاستفادة منهم ومن خبراتهم، وحين يتم تغييب الكُتاب عن المقررات الرسمية وعن التواصل مع النشء، وحين يتم التضييق على حرية الصحافة للحد من نفوذها على الرأي العام، وحين يتم تكميم أفواه الفنانين الأحرار وحرمانهم من الظهور على الشاشة العمومية… بعد كل هدا، مادا بإمكان الأستاذ أن يصنع من الأجساد المصطفة أمامه في طاولات خشبية بين جدران قسم بلا صور ولا خرائط  ولا وسائل إيضاح؟…

  

إدريس ولد القابلة: اعتبارا لما وصلت إليه الآن منظومة التعليم، ألا تعتبرون أن من واجب رجال التعليم الأحرار إعلان ثورة من داخل هذه المنظومة؟

 

محمد سعيد الريحاني: رجل التعليم هو موظف وليس مثقفا. إنه يتكون في مراكز التكوين ليتخرج موظفا وعند نهاية التكوين ينال دبلوما يخول له دخول عالم الوظيفة (على اعتبار أن الدبلوم، من الناحية القانونية، يُشَغلُ حاملَهُ بينما الشهادة تبقى  مجرد اعتراف لا يملك صلاحيات تشغيل حامله).

ولأن رجل التعليم هو موظف، أولا وقبل كل شيء، فقد صار تابعا للنقابة المهنية ، لا تابعا لقطاع الثقافة والمثقفين. وما دامت النقابة مجرد واجهة عمالية للحزب السياسي المنخرط حتى العنق في التوافقات والتناوبات، فلا يمكن التفاؤل بخلاص الموظف من القبضات السياسية/النقابية الممسكة برقبته.

  

إدريس ولد القابلة: بكل صراحة، هل منظومتنا تنتج جهلة و أميين بمفهوم الأمية في القرن 21 ؟

 

محمد سعيد الريحاني: الأُمية أُمِيَاتٌ لا حصر لها وتتطلب من المرء العمل، طول حياته، على إنضاج شخصيته ومعارفه وقدراته ومهاراته وأذواقه… لكنني سأحدد من بين كل هده المستويات اللانهائية من الأمية ثلاثة فقط لكونها الأهم في سلم الأسبقيات.

المستوى الأول من الأمية هو الأمية الأبجدية وينعت بها العاجزون عن القراءة الأبجدية والكتابة الأبجدية. التقارير الدولية للتنمية البشرية تعتمد حصريا على هدا المستوى من الأمية دون غيره. والمغرب، بعد أزيد من خمسين عاما على نيل الاستقلال، لا زال أزيد من نصف سكانه أميون بالمعنى الأبجدي الأولي…

المستوى الثاني من الأمية هو أحادية اللغة وينعت بها من تلقوا تعليمهم وتكوينهم بلغة واحدة وحيدة. وجيل ما بعد قرار تعريب التعليم في المدرسة العمومية المغربية سنة 1986 جيل مهدد بالانضواء تحت هدا الصنف من الأمية، بطلبته وأساتذته.

المستوى الثالث من الأمية هو الأمية المعلوماتية وهي أمية جديدة لكونها، حسب إحصائيات رسمية، تشمل حتى المُدَرسِينَ وَالقَيمِينَ على دروس ومخططات مَحْوِ الأُمِيَاتِ الدَُنْيَا الأُُخْرى!…

  

إدريس ولد القابلة: مادا تعنون بـ موت الشفافية بالمغرب؟

 

محمد سعيد الريحاني: الموت والنهايات هي أهم سمات فلسفة ما بعد الحداثة: موت الإنسان ، موت المؤلف، موت الزعيم، موت الإيديولوجيا، نهاية التاريخ…

ولكم اندهشت لسماع عناكب النقابات والأحزاب تتبنى خطاب ما بعد الحداثة!

ولكم حيرني اكتشاف عناكب النقابات والأحزاب التي تعيش حياتها مختفية في انتظار الانتخابات بعد الانتخابات معتمدة، خلال مدة تخفيها، على ما ستجود عليها شباكها من طرائد، وهي تبشر بموت العمل وبحياة اللعب! فتراها تغير ثوابتها ومبادئها لمواكبة التطورات، وتؤيد قوانين الطوارئ بحجة الإرهاب والخطر الخارجي ثم تفتح، عند الفشل والهزيمة، إمكانية العودة إلى خطاب المعارضة للتقرب من الجماهير…

موت الشفافية يقابله ميلاد اللعب بكل أشكاله بما في دلك اللعب بمصائر الناس.

  

إدريس ولد القابلة: وماذا عن موت السياسي؟

 

محمد سعيد الريحاني: موت السياسي هو استعداد لوضع الذات الحزبية ،فردية أو جمعية، رهن إشارة قوة تتجاوزها بحيث يصبح الفاعل السياسي مجرد لاعب ويصبح معه الإطار السياسي مجرد أيقونة بينما يبقى الفاعل الحقيق والوحيد هو المخزن. وربما كان هدا هو التصور العام لدى المغاربة عن الفعل السياسي والحزبي بالبلاد بعد 1998، سنة التناوب والتوافق، وما العزوف عن المشاركة في الانتخابات إلا دليل على دلك.

                                                

المشروع الثقافي الهادف لجزائر الالفية الثالثة

المشروع الثقافي الهادف  لجزائر الالفية الثالثة

الثقافة والمواطنة

رؤية للخطاب الثقافي المتسامح

المبادرون بالمشروع :

 كمال قرور

كاتب وصحفي

Kerouka @yahoo.fr

 

ايها الاصدقاء هذه مسودة  المشروع الثقافي الهادف لجزائر الالفية الجديدة، يبدأ بفرد وينتهي الى الجماعة :

  يمكن الاجابة عن 10 اسئلة فقط 

– يمكن طرح 5 اسئلة أو أكثرلاثراء المشروع .

– يمكن  محاورة 2 مثقفين او اكثر انطلاقا من هذه الاسئلة او من اسئلتك المقترحة .

– سنحصل على كم هائل من الاسئلة والاجوبة

– تنشر الحوارات على مواقع الكترونية ومدونات جزائرية وعربية وعلى صفحات يوميات واسبوعيات وطنية،

– يمكن أن تجمع الاسئلة والاجوبة في نشرية خاصة .

 – سنفح شهية النقاش العام / مقالات صحفية ندوات ملتقيات /لوضع استراتيجية ثقافية وطنية واضحة المعالم.

– يمكن ارسال الاجوبة على البريد الالكتروني اعلاه مع ملخص السيرة + صورة حديثة.

– مسافة الألف ميل تبدأ بتفهمكم ومساهمتكم في هذه المبادرة التي ستصبح مبادرتنا جميعا .

 

1 ماهو المشروع الثقافي  الذي تراه مناسبا لجزائر الالفية الثالثة  ؟- ماهي دوافعه؟  ماهي اسسه ، ماهي اهدافه ؟ ماهي وسائل تحقيقه ؟- 2  ماهي منطلقاته الايديولوجية ؟ –3  ماهي سياسته الثقافية ؟ –4  ماهية الاستراتيجية المثلى لتحقيقه ؟-5 ماهي ابعاده القومية والانسانية ؟  6  قيم جديدة بديلة للقيم المتآكلة  : المسؤولية – الواجب – المعرفة – الكفاءة – المبادرة – التفاعل – الفعالية /يمكن اضافة قيم أخرى /.

   7 كيف نقرأ المستقبل في ضوء الحاضر والماضي ؟-8 ماهي دروس التاريخ للحفاظ على الجغرافيا؟-9 الديمقراطية كآلية للحكم مالها وماعليها ؟ —10 العدالة الاجتماعية حتى لاتكون نشيدا ؟-  11المجتمع المدني ، من التملق الى روح المبادرة والرقابة الشعبية –  12 الانسان / المواطن الذي نريد اعداده فاعل مرفوع، وليس مفعولا به او مضاف اليه  ؟- 13  المجتمع المنشود بناؤه،  كثير من الواقعية وقليل من اليوتوبيا؟

          14 الهوية في الزمن المتغير؟  15البعدان العربي والامازيغي توأم ملتصق في التاريخ، التفاعل بدل التنافر، من اجل المصير المشترك..- 16 ماهي التربية الضرورية للجيل الجديد  ؟- 17 ماهودور الدين في الحياة المعاصرة  18  كيف نتجاوز ثقافة التعصب والعنف، الى ثقافة الاختلاف والتسامح ؟- 19  من ثقافة الدم الى ثقافة العرق ؟

         20 كيف نتصالح مع ذاتنا؟ 21 كيف نتفاعل ايجابيا داخليا، نفسيا واجتماعيا؟-22 كيف نتفاعل وطنيا و مغاربيا وافريقيا وعربياومتوسطيا واسلاميا وعالميا؟-23 ماهي مساهمتنا في حوار الحضارات؟ –24 ماهو دورنا في الحفاظ على السلم العالمي؟ –25 ماهي مصالحنا؟-26  ماهي اولوياتنا التي نقدمها؟- 27 ماهي هامشياتنا التي نؤخرها؟- 28 ماذا نضيف للعالم من حولنا؟ –  29 من هو عدونا؟ 30 من هو صديقنا؟   31  من هو حليفنا؟-  32  ماهي نقاط قوتنا؟   33  ماهي نقاط ضعفنا ؟-34  الثقافة السياسية ، ماهي ضوابطها ؟

  35   ماهو دورنا في القرية الكونية؟-36  كيف نبني مجتمع المعرفة ؟-37 ماهي مساهمتنا في صناعة المعرفة ؟-  38 عودة الادمغة المهاجرة / المادة الرمادية / مرهونة بتوفير الكرامة، هل يصعب علينا توفير الكرامة ؟-39 سفاراتنا وقنصلياتنا من دور للعجزة الى نوافذ مشرعة على العالم ؟ .. –40  كيف نفعل المؤسسات التربوية والجامعية ومراكز البحث ؟-41  كيف نستفيد من التراث الذي لاينضب؟ – 42  كيف نحل اشكالية اللغة العربية /الامازيغية، الفرنسية / الانجليزية؟-43  فرانكفونية ام انجلوفونية، وجهتان والغرب واحد؟44   الترجمة نهر ينقل علوم ومعارف العالم، متى نبدأ الحفر؟ 45  الفنون والاداب  كيف نطورها؟ 46 ثقافة الطفل، رجل الغد، كيف تكون ؟

 47 كيف نفعل الاعلام ليصبح موضوعيا، يخدم المواطن والمجتمع والحقيقة ويصبح سلطة رابعة حقا؟ – 48 ماهودور النخبة والقوى الاجتماعية والسياسية في تجسيد هذا المشروع؟  49 بعد قرون من الالتفات الى الخلف،آلمتنا رقابنا و لم نتوقف عن العثرات، هلا جربنا النظر الى  الامام  يوما واحدا ثم نحكم على التجربة؟..50 .جربنا مرات التضحية بالدم وبالنفس والنفيس،  هلا جربنا مرة واحدة فقط التضحية بالوقت،  ارخس شيء عندنا؟ ..5 استثمرنا في كل شيء وتناسينا الانسان، ماذا سنخسر لو نجرب مرة واحدة،  لم يفت الاوان ؟

..52  الحفاظ على البيئة، بدأ بمطاردة الاكياس السوداء، هل يمكن ان ينتهي  الى مطارة الافكار السوداء القاتلة؟ 53  الشباب بين البطالة والعطالة، نطعمهم السمك ام نعلمهم اصطياده ؟ 54 النساء جمع مؤنث سالم ام جمع مؤنث معتل ؟ 55 جيش الموظفين بين مطرقة  السلطة وسندان الشعب هل من قائد لاصلاح جمهورية البيروقراطيين ؟56 الفساد طاعون العصر ، اذا فسد ت السلطة نغيرها بأخرى ، ماذا نفعل اذا فسد الشعب نفسه ؟ 57 بعيدا عن ثقافة النفط  والريوع ماهو مصيرنا  ؟ 58هذا الحلم الازرق ، بالجيل الازرق ، القوة الزرقاء ، قوة المعرفة  والمسؤولية والواجب والكفاءة والمبادرة والتفاعل والفعالية،  خلاصة هذه الافكار و بديل المستقبل، هل يتحقق ام يبقى حبرا على ورق  ؟؟

صاحب جائزة مالك حداد للرواية كمال قرور، يكشف..

صاحب جائزة مالك حداد للرواية كمال قرور، يكشف..

رحيل “حمراوي” كان آخر مسمار في نعش الجائزة

2008.12.14
image

أعاد الروائي الشاب كمال قرور، “قضية جائزة مالك حداد” إلى الواجهة من جديد بعد، أن قرر إعادة قيمة الجائزة التي تلقّاها مناصفة مع الروائية الشابة “عبير شهرزاد” والمقدّرة بـ 40 مليون سنتيم، وذلك احتجاجا على “تنكّر القائمين على الجائزة لوعودهم القاضية برفع قيمة الجائزة”، حسب البيان الذي اطّلعت عليه “الفجر”..

 وكانت “جائزة مالك حداد” التي تشرف عليها الروائية أحلام مستغانمي بمعية رابطة كتاب الاختلاف التي تترأسها آسيا موساي، قد أثارت حولها زوبعة جدل في طبعتها الماضية؛ بعد أن فاجأت أحلام مستغانمي الأوساط الثقافية والإعلامية في الجزائر، بقرارها نقل الجائزة، إلى بلد عربي آخر معتبرة الأجواء الثقافية في الجزائر”غير صحية” بما في ذلك عدم استفادة الجائزة من ريع ميزانية تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007، كما فتحت حينها أحلام النار على الجهات التي التزمت فيما سبق بدعم الجائزة ولم يكن دعمها في المستوى المأمول، وهي التلفزيون الجزائري والديوان الوطني لحقوق المؤلف، فضلاً عن وزارة الثقافة التي قالت مستغانمي، إنها وعدت بدعم الجائزة وجعلها سنوية لكنها لم تفعل شيئاً.
كمال قرور، وفي”خرجته” الأخيرة، اعتبر رحيل مدير التلفزيون السابق حمراوي حبيب شوقي من منصبه، آخر مسمار في نعش إمكانية رفع قيمة الجائزة، باعتبار أن حمراوي هو الذي وعد الفائزين بزيادة نصف المبلغ، وأعقبه حينها مدير ديوان حقوق المؤلف الذي أعلن عن مضاعفة المبلغ إلى النصف أيضا، لتصبح قيمة الجائزة 80 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي أكد قرور أنه لم يستلمه إلى يومنا هذا مما حمله إلى التفكير الجدي بإعادة الجائزة إلى جمعية “الاختلاف” باعتبارها الجهة المنظمة للجائزة. من جهة أخرى اعتبر قرور، طريقة حصوله على نُسخ من روايته “الترّاس” الفائزة بالجائزة، ظروفا “مملّة”؛ حيث يقول قرور “استلمت 100 نسخة من رواية “الترّاس” بعد خمسة أشهر من استلام الجائزة أي بعد أن نسيها الناس، وكرهت الجائزة وكرهت اليوم الذي تسلمتها فيه”، مضيفا أنه لم يمض عقدا مع “الاختلاف” و”الدار العربية للعلوم”- الجهة الناشرة للرواية- وهو الأمر الذي يعيقه عن إعادة طبع كتابه في الجزائر أو الاتفاق مع دار نشر عربية أخرى.
يذكر أن جائزة مالك حداد للرواية، تنظم كل سنتين، منحت في جانفي الماضي مناصفة بين كمال قرور عن روايته “التراس..ملحمة الفارس” وعبير شهرزاد-اسم مستعار- عن روايتها “مفترق العصور” مثلما قررته لجنة القراءة التي تكونت من الناقد والروائي السوري “نبيل سليمان” والناقدة اللبنانية “يمنى العيد”. ظفر بالجائزة حتى الآن كل من ياسمينة صالح وإبراهيم سعدي وعيسى شريط وإنعام بيوض وحسين علام، وجميع هؤلاء طبعت ونشرت أعمالهم مشتركة بين منشورات الاختلاف الجزائر والدار العربية للعلوم بيروت.

رشدي .ر

كمال قرور لجريدة النصر: لهذه الأسباب تخليت عن جائزة مالك حداد

كمال قرور: لهذه الأسباب تخليت عن جائزة مالك حداد

أكد الكاتب كمال قرور أمس أنه قرر فعلا إعادة مبلغ جائزة مالك التي فاز بها مناصفة مع الكاتبة عبير شهرزاد في الطبعة الفارطة.
وأصر قرور في حديثه للنصر بأن الأمر لا يتعلق بحرب مع أية جهة ولكن من أجل التأسيس لجائزة تحمل اسم كاتب محترم لا يجوز العبث برمزيته، وكذا التأسيس لتقاليد ثقافية صحية وهو ما يبرر دعوته إلى إنستاء مؤسسة تحمل إسم مالك حداد تسير بطريقة شفافة لحماية إسم الرجل من أي عبث ممكن.
كمال قرور قال أنه سيسلم مبلغ 20 مليون إلى الفائز في الطبعة القادمة.
وكان الكاتب أصدر بيانا نشره في مدونته على الأنترنيت شرح فيه حيثيات القرار الذي سبق وأن اتخذه يوم توزيع الجوائز بهدف دعم صندوق الجائزة لكن مديري التلفزيون وحقوق التأليف تدخلا، ليعلنا عن رفع قيمة الجائزة.. وبعد مرور سنة على ذلك لم يتحقق القرار.
وأشار الكاتب في بيانه بأن الأمر لا يحمل أي تطاول على أي كان، وأقترح إزالة للشبهات أن تتحول جائزة مالك حداد.. إلى مؤسسة مثل بقية الجوائز المعروفة عربيا وتكون الأديبة الكبيرة أحلام مستغانمي و راعيتها رئيستها الشرفية.
للإشارة فإن موقف قرور يعد سابقة في الحياة الثقافية الوطنية.

 

كمال قرور مستعد لرد الصك المالي الذي تلقاه ويصرح للخبر

  كمال قرور مستعد لرد الصك المالي الذي تلقاه ويصرح
”جائزة مالك حداد تخلّت عن التزاماتها”
 

أكد الروائي كمال قرور أنه يستعد، خلال الأيام القليلة القادمة، إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بغية المُطالبة باسترداد حقوقه المالية كاملة، عقب تتويجه فائزا بالطبعة الرابعة من مسابقة مالك حداد للرواية التي تُشرف على تنظيمها الروائية أحلام مستغانمي، بالتعاون مع كل من منشورات الاختلاف، المؤسسة العمومية للتلفزيون والديوان الوطني لحقوق المؤلف. وقال صاحب رواية ”التراس، ملحمة الرجل الذي اختفى” أن ”اللجنة المُنظمة للجائزة تخلت كلية عن التزاماتها”؛ حيث وجد نفسه، مدة أكثر من خمسة أشهر كاملة متفاجئا أمام رفض الجهة الراعية رفع قيمة الجائزة، بالرغم من تلقيها، تبعا لإلحاح الروائية أحلام مستغانمي التي هددت بنقل الجائزة إلى دولة عربية أخرى، دعما يرفع قيمتها المادية بنسبة 100%، مقدما من طرف كل من التلفزيون والديوان الوطني لحقوق المؤلف. وأضاف المتحدث نفسه، انه إذا لم يتلق حقوقه كاملة في أقرب الآجال سيكون مستعد لرد مبلغ 20 مليون التي تلقاها والشروع مباشرة في الإجراءات القانونية اللازمة. وسبق لكمال قرور أن قدم طلبه لمنشورات الاختلاف، بغية الشروع في دفع المستحقات المالية المتبقية، لكن طلبه قوبل بالرفض، بحجة دفع تكاليف المصحّحين لدى دار النشر اللبنانية ”الدار العربية للعلوم” حيث تتجاوز مستحقات كل مصحح أكثر من 100 دولار. ويذكر أن الطبعة الرابعة من مسابقة مالك حداد للرواية التي عادت مناصفة لكمال قرور وعبير شهرزاد، صاحبة رواية ”مفترق العصور” استفادت من دعم مادي هام، حيث كان يفترض أن ترتفع القيمة الموجهة إلى الفائزين من 40 مليون سنتيم إلى 80 مليون سنتيم.