الايام الادبية لمدينة العلمة،تدخل عقدها الثاني ولكن بخطوات مترددة ،نظرا للمحيط غير الصحي الذي تتنفس فيه . و مهما قيل عن هذه الايام ،فانها تبقى مكسبا ثقافيا واعلاميا للمدينة، حيث اعطاها – قبل ان تعطيها التجارة – شهرة تحسدها عليها كل مدن الوطن..
ومع مرور الزمن بقيت الايام الادبية في طبعاتها المختلفة ،تجارب مختلفة، منفعلة وغير فاعلة، لافتقارها الى الرؤيا الفكرية العميقة والواضحة،والى التسيير الجيد للطاقات المالية والبشرية.. ولهذا لم تسمح بتراكم الخبرة والمعرفة، رغم انها تواصلت زمنيا وتقطعت فكريا،واشعلت نيران الفتن بين الاصدقاء والاحباب ،وصارت بعد مرور السنوات ، مثل الحجر الاسود ،الذي تقاتلت عليه قبائل قريش ،من اجل رفعه، فكل قبيلة تدعي انها احق به من غيرها. والحقيقة ان ابناء المدينة ساهمواجميعهم غير مقصرين، كل حسب طاقته ومعرفته ونيته، في وضع لبنات هذا الصرح الثقافي ، وفي تواصله عبر السنين ، وليس لاحد الادعاء ، زورا وبهتانا،انها ملكه اوانه اعطاها اكثر مما تستحق، او من حقه ان يستولي عليها او يورثها لاحفاده ..فلافضل لشاعرعلى ناثر ،او صحفي على حرفي ، او سياسي على بزناسي الابالنوايا الحسنة والفعل الثقافي الجميل ..
الايام الادبية لمدينة العلمة،تدخل عقدها الثاني ولكن بخطوات مترددة ،نظرا للمحيط غير الصحي الذي تتنفس فيه . و مهما قيل عن هذه الايام ،فانها تبقى مكسبا ثقافيا واعلاميا للمدينة، حيث اعطاها – قبل ان تعطيها التجارة – شهرة تحسدها عليها كل مدن الوطن..ومع مرور الزمن بقيت الايام الادبية في طبعاتها المختلفة ،تجارب مختلفة، منفعلة وغير فاعلة، لافتقارها الى الرؤيا الفكرية العميقة والواضحة،والى التسيير الجيد للطاقات المالية والبشرية.. ولهذا لم تسمح بتراكم الخبرة والمعرفة، رغم انها تواصلت زمنيا وتقطعت فكريا،واشعلت نيران الفتن بين الاصدقاء والاحباب ،وصارت بعد مرور السنوات ، مثل الحجر الاسود ،الذي تقاتلت عليه قبائل قريش ،من اجل رفعه، فكل قبيلة تدعي انها احق به من غيرها. والحقيقة ان ابناء المدينة ساهمواجميعهم غير مقصرين، كل حسب طاقته ومعرفته ونيته، في وضع لبنات هذا الصرح الثقافي ، وفي تواصله عبر السنين ، وليس لاحد الادعاء ، زورا وبهتانا،انها ملكه اوانه اعطاها اكثر مما تستحق، او من حقه ان يستولي عليها او يورثها لاحفاده ..فلافضل لشاعرعلى ناثر ،او صحفي على حرفي ، او سياسي على بزناسي الابالنوايا الحسنة والفعل الثقافي الجميل ..
سلبيات يمكن تجاوزها :
بقدر ماحافظت الايام الادبية على تواصلها ، لم تحافظ على عذريتها وتوهجها فاصبحت تجري وراء الصخب الاعلامي الزائف وتركت المشروع الثقافي الجاد .وبقدر ما اصبحت قبلة الادباء ، فقد فرقتهم ومزقتهم ، فهم ياكلون كل عام غلتها ويسبون ملتها على صفحات الجرائد وفي جلساتهم الحميمية .حيث اصبحت هذه الايام سيئة السمعة عند المثقفين انفسهم وعند ابناء المدينة ايضا .لانها كرمت من لايستحق التكريم واقصت من يستحقه ، واساءت الى رموز ثقافية امثال الطاهر وطار وسعد بوعقبة ومحمد لزرق رحمه الله .بالاضافة الى مسابقاتها التي وضعت الحواجز المزيفة في طريق المبدعين الحقيقيين .. والحقيقة ان ادباء معروفين وطنيا ساهموا – غيرة وحسدا – في تكسير هذا المنبر لتمييع رسالته واطفاء شموعه .والمبادرة الطيبة التي قامت بها الايام في احدى طبعاتها هي طبع اعمال بعض مبدعي المدينة ، لكن للاسف العمل كان ارتجاليا ومظهريا يركز على الكم ولايهتم بالنوع، ناهيك عن اهانة المبدعين انفسهم وكانهم يتسولون ، بينماالمال مال الثقافة وهم احق به من غيرهم ، وهذا الاسلوب الاشهاري لايخدم ابدا المبدعين و الابداع وان كنا نثمن هذه المبادرة رغم نقائصها ،فاننا نستغرب كيف يقبل المثقفون ان يصرف باسمهم كل عام حوالي سبعين مليون سنتيما تذهب تنفق على الاكل والنوم ولايصرف دينار واحد على طبع عمل ثقافي جاد ، يبقى للاجيال . ان المشكلة في مدينة العلمة ليست مطروحة ماليا كما هي مطروحة في بقية مدن الجمهورية ، وانما تكمن في تسيير هذه الاموال لان من يمثلون الثقافة هم وحدهم المسؤولون عن مصير اموال الثقافة .ان المتتبع لهذه الايام الادبية يدرك بفطنته انهااقبرت مبدعي المدينة الكثيرين ولمعت اشباه الادباء علىالمستوى الوطني واعطتهم اكثر ممايستحقون.وتركت السياسيين يعبثون بها ويمسحون فيها حماقاتهم ؟ لهذه الاسباب وغيرها ،بقيت الايام في مكانها لاتكاد تخطو خطوة الى الامام حتى تعود خطوات الى الوراء ، لايتراكم فيها الفعل الثقافي والمعرفي بقدر مايتراكم فيها الصراع الدونكيشوتي على الريوع وعلى الزعامات الوهمية ..لانها بكل بساطة اصبحت غاية وليست وسيلة .
ملاحظات ايجابية لايستهان بها
الافضل ان تستمر الايام كمؤسسة مهيكلة، لتبقىمنبرا وتقليدا لتكريس الفعل الثقافي الحر…بدل الاختفاء والتبخر في خضم الصراعات الزائفة على الزعامة . ولكن قبل ذلك ، عليها بالنقد الذاتي الايجابي الذي يصحح لها وجهتها ويحدد لها اهدافها القريبة والبعيدة ..لقد كشفت في طبعاتها المختلفة عن اصوات ادبية واعدة، وساهمت في احتكاك الادباء .وخلقت تقاليد ثقافية حسنةوتوسعت تجربتها الى مدن اخرى مثل عنابة ، قسنطينة ، جيجل ، بجاية ، وهران ، الجلفة .برج بوعريريج ، سطيف ..
اقتراحات لقفزة ثقافية نوعية
الايام الادبية محكوم عليها بالفشل والتبخر ،ان لم تتحول الى مؤسسة مهيكلة ومؤطرة من طرف رجال الثقافة انفسهم وتحدد هدفها جيدا وهو : ابراز الطاقات الابداعية المحلية ثم الوطنية .لتصبح منبرا حرا ديموقراطيا لكل الاتجاهات والايديولوجيات دون اقصاء .وتكون متفتحة على الاصالة والمعاصرة .الافضل ان تختار المدعوين من الادباء والاساتذة المحاضرين بعناية وتدفع لهم مكافآت على اتعابهم تثمينا لجهودهم ورفع معنوياتهم لتقديم الجديد والاصيل .ويستحسن ان تسمح للهواة والطلبة في ربوع الوطن بحضور فعالياتها وذلك بتحمل بعض التكاليف.او نصفها على الاقل .ولتميزالايام عليها ان تحدد موضوع طبعاتها وتحصر اشكالياتها في دراسة القضايا الادبية والفكرية المطروحة وطنيا وعربيا وعالميا مثل : دراسة موضوع ادبي او فكري او معرفي معين ، نوع ادبي ، اتجاه ادبي او فكري ، تجربة اديب ، منهج جديد …الخ.والافضل ان يحدد الموضوع قبل اشهر ليسهل على المشاركين البحث فيه حتى لاتسقط في الاجترار.وعلىالايام ان تكرس تقليد طبع الاعمال المشاركة للحفاظ على الذاكرة ولخلق تراكم معرفي .كما نحبذ تكريس طبع عمل واحد فقط في كل دورة – بعد ان توافق عليه لجنة القراءة – وفي شتى مجالات الابداع والفكر والمعرفة / حتى لاتميع القضية ويفسح المجال للرداءة ، ويطبع العمل قبل الايام ، ليكون جاهزا اثناءها ويحظى صاحبه بالتقديم و التكريم والاشهاربين الادباء وفي وسائل الاعلام المختلفة .وبهذا الاسلوب الحضاري نخلق التقليد الثقافي المتميز والذي يصبح هدف التنافس النبيل بين المبدعين انفسهم …بعيدا عن التطبيل والتزمير . هذه بعض الملاحظات التي سجلناها مساهمة منا في فتح مجال النقاش نتمنى ان لايبخل كل الذين شاركوا فيها بابداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم، حتى يكتمل التصور لهذا الصرح الذي ننشده جميعا ..
Filed under: مقالات صحفية لكمال قرور | Tagged: مقالات صحفية لكمال قرور | 4 تعليقات »